الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

باستخدام "درون" مزودة بمعدات إسعاف..

بالفيديو والصور الخليل.. نظام إنقاذ يحقق استجابة سريعة للحوادث

حجم الخط
طلبة جامعيون
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

تمكن طلبة من جامعة البوليتكنك في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، من تطوير نظام مساعد للاستجابة السريعة لحوادث السير باستخدام طائرة مسيرة "الدرون"، مزودة بحقيبة إسعافات أولية وتصوير لموقع، وطبيعة الحادث والمصابين.

المشروع عبارة عن تطبيق للهواتف النقالة، يقوم على عرض رسالة تنبيه للمستخدم عند تعرضه لهزة قوية من خلال استشعار ذبذبة الهاتف، فإذا تم النقر بالإيجاب تأكيدًا على وقوع الحادث، يتم إبلاغ مركز الطوارئ (موقع الكتروني) بوقوع الحادث بالوقت الحقيقي.

وأنجز المشروع ثلاثة من طلبة كلية تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب بجامعة بوليتكنك فلسطين وهم، نوال الكركي، سوزان الدغامين ومحمد البابا، وبإشراف الدكتور موسى ارفاعية، ويقوم على إرسال طائرة مسيرة "درون" مزودة بحقيبة الإسعافات الأولية إلى موقع الحادث، وتعمل على تصويره.

288187960_1696269870719911_7079714274079898206_n.jpg
 

وبحسب القائمين على المشروع، فإن ذلك يساهم في إعطاء صورة واضحة عن حجم الحادث وتقديم المساعدة المطلوبة، مثل استكشاف طبيعة وحجم الحادث، ومعرفة عدد المصابين، وعدد سيارات الإسعاف المطلوب إرسالها للمكان.

وتوضح الطالبة "الكركي" أنهم عملوا على البرنامج على مدار عام ضمن مشروع تخرج بمرحلتيه النظري والعملي، متجاوزين كل العقبات وسط آمال تحذوها وزملاءها بتبني المشروع ودعمه وتطبيقه من قبل الجهات المختصة في الحوادث والإنقاذ، ومواكبة التطورات التكنولوجية لتقديم الخدمة الأفضل للمواطن الفلسطيني.

وتشير في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء" إلى أن مشروعهم يقوم على التواصل الآلي بالإبلاغ عن وقوع حادث معيّن يتعرض له الشخص، من خلال التطبيق على هاتفه المحمول، ولحظة تلقي الموقع الإلكتروني إشارة عن الحادث، يقوم بإرسال طائرة "درون" إلى الموقع الذي يحدده الهاتف، محمّلة بحقيبة إسعاف أولي، وتزوّد موقع الإسعاف والإنقاذ بصور عن الحادث وطبيعته، وعدد المصابين.

288475355_365145382387117_2815188868861233673_n.jpg
 

وعن أبرز الصعوبات التي واجهت الفريق، تُحدثنا "الكركي": "واجهنا تحدي بكيفية تلقي المعلومات الحيوية عن المصاب من خلال الساعة الذكية، إضافة لإرسال طائرة الدرون والقيود الأمنية عليها؛ لحاجتها لتراخيص معينة لاستخدامها".

وبفخر الإنجاز تُكمل: "نجحنا في تطوير مشروعنا ومعالجة كافة المهام المطلوبة منه على أرض الواقع، لكنه بحاجة إلى تبني من جهات رسمية؛ حتى لا يبقى مشروع طلابي في أروقة الجامعة فقط".

ويأتي هذا المشروع كما يرى القائمون عليه، إسهاماً منهم في خدمة المجتمع المحلي، في ظل تزايد الاعتماد على وسائل التواصل الحديثة وتطبيقاتها في المجالات المُختلفة.

ورُشح المشروع للمشاركة في مسابقة جوائز القمة العالمية لمجتمع المعلومات المنظمة برعاية الاتحاد الدولي للإتصالات (ITU)، والتي تشارك فيها فلسطين برعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

تسريع الإنقاذ

من ناحيته، يرى المحاضر في دائرة تكنولوجيا المعلومات وعلم الحاسوب والمشرف على المشروع موسى ارفاعية، أن أهمية المشروع تكمن في قدرته على معالجة مشاكل الاستجابة لحوادث السير، وتسريع عملية الإنقاذ في ظل تأخر وصول سيارات الإسعاف.

ويوضح "ارفاعية" لـ "وكالة سند للأنباء" أن التطبيق يجيب على أسئلة غاية في الأهمية بشأن معرفة قسم الطوارئ بحجم الحادث الذي وقع وعدد المركبات، والإصابات وخطورتها، وهل هناك حريق أم لا، وهل يستدعي وصول الإطفائية أم الإسعاف فقط.

ويلفت إلى أن أهمية التطبيق تبرز في مساعدته لشخص يسافر في طريق لوحده في ساعات متأخرة بالليل على الطرق الإلتفافية بالضفة المحتلة، وتعرض لحادث سير ولا يستطيع الاتصال بالإسعاف، مردفًا: "أن الفكرة جاءت لعمل نظام تبليغ أوتوماتيكي سريع يزود طواقم الإنقاذ بالمعلومات، ويجيبها عن أسئلة ملحة بوقت قياسي".

288868183_1181363649289618_752602221412019819_n.jpg
 

ووفقًا لـ "ارفاعية" فإن فكرة المشروع جاهزة من ناحية البرمجة بنسبة 95%، والدعم الذي ينتظرونه يتعلق بشراء الدرون بمواصفات أفضل، والحصول على الموافقات اللازمة للعمل، مضيفًا: "أن الطلبة استخدموا نموذج طائرة مسيرة أولي، لكنه بحاجة لإمكانيات أفضل ليتم توجيهه لمكان الحادث مباشرة عبر الحاسوب".

وعن الاهتمام بالمشاريع التي ينفذها طلبة الجامعات، يُبين أن "المشاريع الإبداعية لا تحظى بمتابعة جيدة، والاهتمام يبقى متواضعاً من خلال حاضنات الأعمال في الجامعات التي قد توفر بعض الدعم لتطوير هذه المشاريع، لكن لا يوجد هناك تبني على مستوى حكومي ومؤسساتي للاستفادة منها، رغم أهميتها وسهولة تطبيقها".

ويستدرك: "على الرغم من ذلك، فالجامعة تعمل بالتعاون مع جهات مختلفة للترويج للمشروع والحصول على التبني والدعم؛ لكي لا تبقى إبداعات الطلبة والمشاريع الريادية حبيسة مكتبات الجامعات، فالطلبة يكتسبون خبرة جيدة، لكن نتمنى أن يتم تطبيقها ليستفيد المجتمع منها".