الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

طلبة فلسطين بالخارج.. أهداف لـ"الموساد" ومعارك خفية

حجم الخط
علم فلسطين
رام الله- وكالة سند للأنباء

لا تقتصر المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي فوق تراب الأرض المحتلة، فساحة المعركة تتسع على امتداد تواجد الفلسطينيين في شتى بقاع الأرض، طلبة كانوا أم لاجئين، أو ممن خرجوا بحثا وسعيًا وراء فرص عمل تمكنهم من تحقيق أحلامهم بحياة كريمة.

ولأن "كل معلومة مهمة"، يسعى الموساد الإسرائيلي لتجنيد الفلسطينيين بالخارج للحصول على أكبر قدر من المعلومات والوصول لشخصيات وقيادات فلسطينية تعد أهدافًا ثمينة للاحتلال.

وبشكل رئيسي، يستهدف الموساد الطلبة الفلسطينيين الذين يلتحقون بجامعات عربية أو أجنبية بالخارج، كونهم في عمر الانخراط بالعمل التنظيمي، ولاحتمالية وصولهم لمناصب قيادية في الأحزاب والتنظيمات، وفق متابعين وخبراء.

ومطلع يوليو/ تموز الجاري، كشف برنامج ما خفي أعظم، الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية، عن تفاصيل ومعلومات حصرية، حول استهداف الموساد الإسرائيلي لمواطنين فلسطينيين في تركيا.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول لعام 2021، أعلنت السلطات التركية توقيف 15 شخصاً مشتبهاً بهم في التجسس والعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، عبر عملية متزامنة تركزت في إسطنبول ومدن تركية أخرى.

وفي هذا السياق يقول محامي المتهمين في قضية "شبكة الموساد التركي" حسن أكاي، إن الموساد استهدف تجنيد طلاب عرب وخاصة فلسطينيين يدرسون في تخصصات أمنية وعلمية حساسة في تركيا.

وأوضحت وثائق "ما خفي أعظم" أن "الموساد سعى عبر عمليات التجنيد للتجسس على قادة في المقاومة الفلسطينية مقيمين في إسطنبول".

ويجمع متابعون أمنيون على أن الموساد يختار الطالب أو الشخص المرشح للتجنيد بعناية، على أن تكون لديه قدرات معينة كالقدرة على التمثيل، والتفكير المرن والإبداع، وحب الاستطلاع والفضول، والقدرة على التكيف الاجتماعي، والقدرة على العمل المستقل، وخبرة متنوعة في الحياة، بالإضافة إلى استعداده للعمل في الخارج والداخل وتحت أي ظرف.

المختص بالشأن الإسرائيلي والمتابع الأمني سعيد بشارات، يرى أن "استهداف الطلاب والتركيز عليهم يعكس ضعفًا بقدرات الموساد؛ كونه بحاجة لمعلومات، وهناك نقص لديه في هذا الجانب المعين، يريد تعبئته".

ويمضي "بشارات" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء": "نجاح المخابرات التركية بالتعاون مع الفلسطينيين في معرفة الخلية التابعة للموساد، يعني أيضا ضعفًا في الموساد".

ويتابع: "من ملامح ضعف الموساد كذلك، أنه ولتعبئة الفراغ والضعف لجأ لعصابات إجرامية تباع وتشترى بثمن بخس، فالأجهزة الأمنية القوية لا تلجأ لقوى أو أشخاص لديها جوانب ضعف، وقابلية لكشف خططها وما قامت به".

ويستطرد: "لا يعني فشل الموساد في تركيا أو مناطق أخرى، أنه دائما فاشل، بل إنه قد ينجح في مهمات أخرى، ولذلك يجب دوما أن تكون القيادات والطلبة على درجة عالية من الوعي، ومتأهبين وجاهزين لكشف ألاعيب الموساد، وبالتالي إفشال مهامه وخططه التي تستهدف المقاومة وقادتها".

أساليب التواصل

من ناحيته، يلفت المتابع للشأن الأمني الإسرائيلي عزام أبو العدس، إلى أن أغلب المستهدفين في تركيا تم التواصل معهم أولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم التحدث معهم تحت غطاء من الأهداف الاجتماعية أو الدراسية أو لتوفير حلول لمشاكل صحية وأزمات مالية.

ويقول "أبو العدس" لـ"وكالة سند للأنباء": "يعمل الموساد وفق خطة محكمة في صناعته لهذه الشبكات أحيانا، تحت غطاء مؤسسات إنسانية، وشركات رسمية في دول أوروبية مختلفة، ويسمح هذا الغطاء للموساد بالتسلل إلى العناصر المستهدفة دون أن يثير الشكوك".

ويوضح أن "الاحتلال يدرك جيدا أن أكبر أبعاد المعركة هو البعد الأمني، وهذا يعني القدرة على الاختراق واستجلاب معلومات قد تؤدي إلى تحقيق إنجازات بثمن بخس".

ويتفق "أبو العدس" مع سابقه، بأن الاحتلال برمج جهوده وفق عقيدة استخباراتية تقوم على معرفة كل ما يمكن معرفته، وأنه لا توجد معلومة غير مهمة، وبذلك توسع الاحتلال في محاولات تجنيد وإسقاط الشباب الفلسطيني ولا سيما طلاب الجامعات.

ويكمل: "طلبة الجامعات عادة يملكون ميزات بالغة الأهمية، فهم في عمر العمل التنظيمي وبالتالي فرص التحاقهم بالتنظيمات عالية، كما أن هؤلاء قد يصبحون قادة سياسيين واجتماعيين وأكاديميين وشخصيات مؤثرة في المجتمع الفلسطيني".

ووفقًا لـ "أبو العدس" فإن "الطلبة في عمر قد يسهل فيه التلاعب بهم وتجنيدهم لمصلحة الاحتلال، وقد ركّز الاحتلال على الطلاب الفلسطينيين في تركيا لعدة أسباب، من بينها أن قيادة المقاومة الموجودة في الخارج، تبحث عن عناصر اتصال مع الداخل، وقدرة هؤلاء الطلاب على نقل أخبار ومعلومات عن الجالية الفلسطينية في الخارج".

موساد.jpg
 

وفي وقت سابق نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، عن إنشاء الموساد لأول موقع خاص له على شبكة الإنترنت لتنشر في إطار حملة إعلانية للبحث عن عملاء جدد، حيث يطلب الموساد من الراغبين للعمل أن يقوموا بتعبئة استمارة خاصة، بعد التعهد بالحفاظ على سرية المعلومات للمتقدمين.

ويؤكد الموساد على أن المعلومات التي يتم تعبئتها في الاستمارة سيتم إيداعها في الشبكة الحكومية التي لن يتمكن أحد من اختراقها أو العبث بها أو الاطلاع عليها، وأن التفاصيل ستبقى سرية ولن تنقل لأي جهة أخرى.

وتحتوي الأسئلة الموجودة في الاستمارة على تفاصيل شخصية كالاسم، والسن، والحالة الاجتماعية، وتاريخ الميلاد، ومكان الميلاد، والعنوان، والهاتف، واستفسار عن مستوى التعليم ونوعه والمعاهد والمدارس والجامعات التي درس بها المتقدم، وغيرها من المعلومات.

إلى ذلك يقول المتابع للشأن الإسرائيلي أحمد المصري: "إن الموساد يبحث عن من يجنده حسب المهمة وفي أي منطقة بالعالم، وخارج الأرض المحتلة، حيث يتواجد الفلسطينيون والعرب بهدف الإقامة أو الدراسة أو العمل أو العلاج وغيره، ويتم الاختيار والتجنيد بواسطة ضباط الموساد العاملين في المحطات الخارجية، وأحيانا تساعد أجهزة الأمن الأجنبية في تجنيد فلسطينيين".

ويُردف لـ"وكالة سند للأنباء: "لا تقتصر مهمة التجنيد للتجسس بالخارج، بل قد يتم إعداد طلبة كجواسيس وتحضيرهم للعودة إلى أوطانهم، حيث تكون هناك مهماتهم التجسسية لمصلحة الموساد، أو إلى دول عربية أخرى، حسب حاجة الموساد".