الساعة 00:00 م
الأحد 06 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.57 جنيه إسترليني
4.72 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.94 يورو
3.34 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"علا ونسيم".. جلسا معًا في استراحة "الباقة" وضحكا قبل أن يفرقهما الاحتلال للأبد

"سارة" تقاوم الحياة برجليها بعد أن أفقدها الاحتلال ذراعيها

كتابات الأسرى في سجون الاحتلال.. ضعفٌ بالتوثيق والتبني

حجم الخط
الأسرى
رام الله - وكالة سند للأنباء

بالرغم من الكم الكبير لما يخطه الأسرى بأقلامهم وذاكرتهم من تجارب داخل أسوار سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلّا أن ما يرى النور منها في كتب ومؤلفات مطبوعة، يكاد يعد على أصابع اليد، والقسم الأكبر منها يتم بجهود ذاتية وشخصية.

وتشهد سجون الاحتلال نهضة في الكتابة بمختلف أشكالها، من نثر وشعر وروايات ومؤلفات مختلفة، يروي فيها الأسرى تجاربهم النضالية داخل السجون، وتمسُّكهم بالأمل، والتحليق في سماء الحرية، بعيدًا عن أسوار السجن، إلا أن كل تلك الجهود تصطدم بالإهمال وعدم الاهتمام من قبل المؤسسات الرسمية وغيرها وتجاهل تبنيها لتلك الكتابات.

مدير مركز بيت المقدس للأدب وعضو اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين وليد الهودلي، يقول إن هناك تدفقًا لمؤلفات من داخل السجون لأقلام جديدة، سواء لكتب أو روايات أو قصائد شعرية ونثرية، الأمر الذي يُعد مؤشرًا مهمًا في توثيق تجربة الحركة الأسيرة من زوايا ومحطات عديدة.

وينتقد "الهودلي" في حديثه مع "وكالة سند للأنباء" عدم تبني إصدارات وكتابات الأسرى وخلاصة تجربة المعتقلين، معتبرًا ذلك بـ "المعيب جدا"، في ظل عدم تكلفة إصدار أدبيات الأسرى، مقارنة بتكاليف أخرى تتحملها الجهات الرسمية وغير الرسمية الفلسطينية، والتكاليف العالية التي تتحملها "الدولة العبرية" لإصدارات لها أبعاد ترتبط بالثقافة والتراث وإبراز الهوية.

وينوه الكاتب وهو أسير سابق، لإصداره 18 كتابا ومؤلفا، إلى جانب مجموعة من الأفلام المرئية، وذلك بمجهود وتغطية شخصية لغالبية إصداراته، كما تمكّن من تمويل التكلفة من ريع بيع الكتب نفسها.

ويفخر "الهودلي" بروايته (ستائر العتمة)، التي تمت طباعتها أكثر من ثماني مرات، بعد أن قام بتأليفها خلال اعتقاله في سجن عسقلان عام 2001.

ويقصّ "ضيف سند" في روايته، تجربة التحقيق والاعتقال وظروف السجن وأساليب التعذيب التي يواجهها الأسرى على يد المُحققين الإسرائيليين بغية اعترافهم، بدءًا من إدخال الجواسيس أو ما يسمى بـ "العصافير"، ووصولًا إلى تقييد الأسير على كرسي لساعات طويلة يكون فيها مقيّد اليدين والقدمين إلى الخلف، كما تطرق إلى أساليب اعتقال الأهل وتعذيبهم كوسيلة للضغط على الأسير.

من ناحيته، يقول الأسير المحرر مفيد جلغوم، من بلدة فقوعة قضاء جنين، إن كثيرًا من الأسرى في سجون الاحتلال يتجهون لكتابة تجاربهم النضالية، أو يعدون أبحاثًا ميدانية داخل غرف الأَسر، أو يكتبون روايات أدبية، أو قصائد شعرية، وقد شاع أن عُرفت هذه الكتابات بأدب السجون، لافتًا إلى أن بعض الكتابات وصلت إلى العالمية.

ويشير "جلغوم" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أنه يتم نشر إنتاجات كبار الأسرى عادة، من ذوي الأحكام العالية، فيما لا تلقى كتابات الأسرى الشبان أو من ذوي الأحكام القليلة الاهتمام الذي يستحق، رغم وجود مؤسسات متعددة ترعى شؤون الأسرى في الداخل والخارج.

ويُسهب: "أصبحت الكثير من الانتاجات الخاصة بالأسرى تقوم على أكتاف الأسير نفسه في نشر إنتاجه، وهو جهد إضافي مرهق، يضاف إلى جهوده في الكتابة في ظروف استثنائية صعبة، وكتابة المخطوطة الأولى وتجميعها من الأوراق والرسائل المتناثرة".

ويشدد على أن المؤسسات العاملة لأجل الأسرى، والمؤسسات الثقافية الفلسطينية مطلوب منها بشكل واضح إيلاء إنتاجات الأسرى الثقافية،الاهتمام الذي يليق بكل أسير، دون النظر إلى مدة محكوميته، أو إطاره التنظيمي، أو أية مؤشرات أخرى.

ويكشف "جلغوم" عن معاناته شخصيًا من طباعة مؤلفاته داخل السجن عندما ألف كتاب "الأسرى ووسائل الإعلام"، وهي دراسة ميدانية من سجن مجدو، بالتعاون مع زميله بالأسر الإعلامي أمين أبو وردة، حيث تم طرق عدة أبواب لمؤسسات تعنى بالأسرى، لكن دون جدوى.

ويضيف: "أنه تمت عملية النشر على الحساب الشخصي، وما تزال لدينا كتابات حتى الآن بانتظار أن تخرج للقراء، في حالة توفرت الإمكانية للطباعة".

من جهته، يرى الكاتب ثامر سباعنة من جنين، أن بعض أسباب عدم تبني إصدارات الأسرى هي نظرة البعض للانتماءات السياسية والحزبية، وهذا يدفع لعدم تشجيع الكثير من الأسرى على كتابة ما يجول بخاطرهم من انطباعات ومشاعر وتجارب تؤرخ للتجربة من زوايا عديدة.

 ويشير "سباعنه" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" لتمكنه من إصدار خمس كتب خلال فترة اعتقاله البالغة 8 سنوات، وبجهوده الذاتية، مردفًا: "هناك كتاب سادس تعليمي أستعد لإطلاقه، إضافة لطباعة كتاب يتضمن رسالة الماجستير التي حصلت عليها مؤخرا من جامعة النجاح بنابلس، والمتعلقة بالحركة الأسيرة الفلسطينية".

مبادرات فردية للتبني..

مدير المكتبة الشعبية للنشر ودار النشر (ناشرون) خالد خندقجي، يقول إنه أشرف على إصدار عشرة كتب وروايات من إصدارات الأسرى في سجون الاحتلال، ونظّم مهرجانات وورشات لإشهار تلك المطبوعات، مؤكدًا على تشجيعه للأسرى على إخراج مؤلفاتهم من داخل أسوار السجن.

ويذكر أن ابن شقيقه الأسير باسم خندقجي المعتقل منذ عام 2004، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، له عدة روايات ودواوين شعر كتبها من داخل سجون الاحتلال، وآخر رواياته "خسوف بدر الدين" الصادرة عام  2018، وقد ترجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية.

لكن يقر "خندقجي" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" بأن هناك ضعفًا وترهلًا في تبني إصدارات الأسرى من الجهات الرسمية والأهلية.

ويُشير إلى أنه "تم إصدار روايات محدودة جدا من وزارة الإعلام والثقافة في السنوات الأخيرة، وهذا لا يكفي لمنتوج زاخر لدى المئات من الأسرى".