الساعة 00:00 م
السبت 11 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي

حرّاس المسجد الأقصى.. الكفُّ في وجه المخرز

حجم الخط
حراس المسجد الأقصى
القدس - وكالة سند للأنباء

يتواجدون على مدار السّاعة داخل المسجد الأقصى المبارك وعلى أبوابه؛ في سبيل الحفاظ على أمن المسجد وروّداه، ومنع تسلل المستوطنين إليه، والتصدي لأي اعتداءٍ إسرائيلي قد ينتهك حرمة المسجد وقدسيته.

إنهم حرّاس المسجد الأقصى البالغ عددهم 140 شخصًا، غالبيتهم من الشباب الذين كبروا في أروقة المسجد، وعلى حبّه والانتماء له.

ويتوزع الحرّاس في مصليات المسجد (قبة الصخرة، والمصلى القِبْلي، والمسجد المرواني، والمصلى القديم)، على 3 مناوباتٍ في اليوم.

ويرتدي هؤلاء الحرّاس زيًّا موحدًا ويتواصلون فيما بينهم عبر أجهزة لاسكلية، ويتبعون لوزارة الأوقاف الأردنيّة.

حرس الأقصى.jpg
 

سامر أبو قويدر أحد حراس "الأقصى" يقول لـ "وكالة سند للأنباء" إنه يتربط بالمسجد ارتباطًا روحيًا، وهو ما دفعه لأن يكون حارسًا له ويعمل لخدمته رغم المضيقات الإسرائيلية.

ويؤكد "أبو قويدر" أن تواجدهم في المسجد الأقصى ليس لطلب الرزق، بقدر ما هو بدافع الحب والانتماء، مردفًا: "المسجد بالنسبة لنا الروح، وترهيبنا والضغط علينا مادياً يعلقنا به أكثر".

ويتعرض الحرّاس لاعتداءات إسرائيلية وملاحقة دائمة، عند تصديهم لاقتحامات المتطرفين للمسجد، بالإضافة لعرقلة عملهم، وإصدار أوامر إبعاد بحقِّهم، خاصة مع اقتراب فترة الأعياد اليهودية، في محاولة لردعهم عن صد انتهاكات المستوطنين.

عن ذلك يحكي ضيفنا: "إن معاناة الحارس ملازمة له منذ اليوم الأول لتعيينه؛ إذ يُصبح هدفًا لسلطات الاحتلال عند أي حدثٍ بالقدس، كما أنه يتعرض لتشويه سمعة من المخابرات الإسرائيلية بأنه يتعاون معهم".

ويُشير إلى أن الأوضاع ازدادت صعوبة في السنوات الأخيرة، مع تصاعد انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه في باحات "الأقصى"، وسط محاولات إسرائيلية حكومية لإيجاد موطئ قدم لها في المسجد، حيث تسعى إلى تقسيمه زمانيا ومكانيا، واقتطاع جزءًا منه لمصلحة المستوطنين.

ويتحدث "أبو قويدر" عن تعمد الاحتلال الاعتداء عليهم بالضرب وإصابتهم بالرصاص في كل اقتحامٍ، وهذا يُسفر في أحيان كثيرة عن معاناة دائمة، كما "حدث الحارس بدر حامد الذي أصيب برصاصة تسببت بكسر جمجمته، وبالرغم استعاد قدرته على الكلام إلا أنه يعاني من ضبابية في الرؤية حتى هذه اللحظة".

أيضًا، يلاحق الاحتلال هؤلاء الحرّاس في حياتهم المعيشية خارج حدود المسجد، كما حصل مع الحارس فادي عليان، الذي هدمت بلدية الاحتلال منزله في بلدة العيسوية عام 2020.

وتسعى سلطات الاحتلال من خلال الملاحقة، لإجبار الحرّاس على ترك وظائفهم، بعد فشلها في تجنيده عيناً لهم في المسجد، وفق "أبو قويدر".

وبالرغم من ذلك، إلا أن الاحتلال فشل في انتزاع الانتماء من صدور الحرّاس، ويختم "أبو قويدر" بالقول: "عملنا ممتع رغم صعوباته، فهي فرصة لك أن تكون قريبًا من المكان الذي تُحب، وتشعر بأنك تحميه وتدافع عن قدسيته".

تغول إسرائيلي واسع..

من ناحيته يقول مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، إن الحرّاس يعملون على حراسة "الأقصى" على مدار الساعة، وهم محاطون بتغول إسرائيلي واسع يحدّ من قدرتهم على التحرك، أو حتى منع الاستفزازات الإسرائيلية داخل المسجد.

ويضرب "الكسواني" مثلًا في منع الاحتلال، الحرّاس من التدخل؛ بطلب ارتداء ملابس كاملة لمن يأتي لـ "الأقصى" تحت مسمى "سائح"، عدا عن الاقتحامات في الأساس تتم بحراسة عناصر الشرطة الإسرائيلية.

وفي حال طلب الحارس من أي "سائحة" ارتداء لباس محتشم يتماشى مع التعاليم الإسلامية، يُجري اعتقاله من قوات الاحتلال، وفق ما يورده "الكسواني" لـ "وكالة سند للأنباء".

ولايزال هناك ثلاثة من حرّاس المسجد الأقصى المبارك قيد الاعتقال، وسبعة آخرين مبعدين عن "الأقصى" تبعًا لـ "الكسواني".

وكانت سائحة قد نشرت أمس الأربعاء على حسابها في "انستغرام" صورًا لها وهي في باحات المسجد الأقصى، دون الالتزام بشروط اللباس المتّبعة في المسجد الأقصى، ما أثار ضجة على منصات التواصل الاجتماعي، وتنديد فصائلي واسع بالحادثة.

وفي تعليقه على ما جرى يُشدد ضيفنا، أن ما حدث هو نتيجة المضايقات الإسرائيلية المستمرة على عمل الحرّاس، واصفًا إياها بـ "المستفزة" ويُراد منها الإساءة للمسجد والمسلمين.

ويلفت إلى "دائرة الأوقاف" اضطرت لـ "جلب قرابة 5 آلاف شالة وتنورة" وعادةً ما تُوزّع على زوّار المسجد الأقصى؛ للحيلولة دون وجود مشاهد مستفزة في باحات "الأقصى"، سببها الاحتلال ومنع الحرّاس التعامل معها.

ويُطالب "الكسواني" سلطات الاحتلال بكف يدها عن عمل الحرّاس، مؤكدةً أن كل "التشديدات والإجراءات، لن تعطي الاحتلال أي حق في المسجد الأقصى فهو لمسلمين وحدهم".