الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

الإبعاد عن "الأقصى".. رباط على الأبواب وثبات في وجه مخططات الاحتلال

حجم الخط
المسجد الأقصى.jpg
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

يُعاني الفلسطينيون في مدينة القدس من سياسة الإبعاد عن المدينة، وبلدتها القديمة والمسجد الأقصى، التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، بهدف الضغط على المقدسيين وترحيلهم وإفراغ المدينة، وإحداث تغيير ديمغرافي لصالح مشاريعها الاستيطانية.

وعادةً تُسلّم معظم قرارات الإبعاد للفلسطينيين وتكون لعدة أيام ثم تُجدد لعدة أشهر، بقرارات صادرة عن عدة مسؤولين منهم "قائد شرطة القدس وقائد الجبهة الداخلية".

لكنّ الاحتلال في كل مرة يسعى لـ "النيل من عزيمة المقدسيين" يجد نفسه أمام حكاياتٍ شامخة من الصمود وحب "الأقصى" وقضيته، بل ومنهم من يستغل أبسط المواقف خلال فترة إبعاده لاستفزاز جيش الاحتلال.

نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في "الأقصى" والقدس، الشيخ ناجح بكبيرات، واحد من أبرز الشخصيات الوطنية كان لها نصيب كبير من قرارات الإبعاد الإسرائيلية، يستهل حديثه: "لو أن موسوعة جينيس للأرقام القياسية أقرت ملف الإبعاد عن القدس ضمن اختصاصاتها لتربعت على عرش المبعدين طوال الـ 19 سنة التي مضت".

ويُضيف "بكيرات" لـ "وكالة سند للأنباء" إن الإبعاد بدأ وجعه معه منذ عام 2002، حيث أصدرت سلطات الاحتلال 25 قرارًا  بحقه بمجموع تسعة أعوام.

وتلقى بكيرات علومه الدراسية الأولى منذ عام 1970 في باحات "الأقصى" بمدرسة دار الأيتام، وارتبط لاحقا بالمسجد موظفا ومرابطا على مدار خمسين عاما، عمل خلالها في مديريات التعليم والأملاك والمخطوطات ولجنة التراث.

ويرى الشيخ ناجح بكيرات في الإبعاد سياسة فاشلة، لم تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها من خلالها، مؤكدًا "أن المقدسي في كل مرّة يتحدى يثبت أحقية ارتباطه في المكان والقضية".

ويشدد "بكيرات" على ضرورة كسر قرارات الإبعاد بالمداومة على أبواب "الأقصى" والمدينة، مبيناً أن "القانون يتيح هامشا لرفع الدعوى، ومن هذا المنطلق يجب رفعها والمواجهة وعدم الاستسلام، والرباط في أقرب نقطة متاحة".

وتعود به الذاكرة إلى الصلوات التي يُؤديها على أبواب المسجد الأقصى خلال فترة الإبعاد: "رغم شوقي للصلاة في باحاته، إلا أنني في كل سجدة على أعتابه، أشعر كما لو أنني في محرابه".

ويختم حديثه معنا بالقول: "الأقصى عقيدة وهوية وحياة، لا يُمكن للفلسطيني أن يقبل فكرة تقسيمه، وإن التجاوزات الخطيرة بحقه ستؤدي لانفجار يترك بصمته على الإقليم".

مرابطون مبعدون

ناصر قوس عضو المجلس الثوري لحركة فتح وأحد قياداتها في مدينة القدس أبعد هو الآخر عن "الأقصى" ستة مرات منذ العام 2002.

ورصد "قوس" 187 حالة إبعاد عن "الأقصى" منذ بدابة العام الجاري، فيما أبعد نجله البكر "جهاد" بذات العقوبة منذ عامين واعتقل عدة مرات.

ويلتقي "قوس" مع "بكيرات" في دعوته للمبعدين إلى التجمع أمام الأبواب وأداء الصلوات في داخل البلدة القديمة وحول "الأقصى"، مستطردًا: إن ذلك "يمثل شحناً ذاتياً ودعماً وإسناداً لقضية القدس والثبات بوجه الاحتلال".

أما أيقونة المرابطات المقدسيات خديجة خويص، فلم تعد تتذكر عدد المرات أبعدت فيها عن "الأقصى" منذ سنوات تشاركها في ذلك هنادي الحلواني ومقدسيات أخريات، شكلن عقد التحدي في معركة الثبات بوجه الاحتلال ودفاعا عن "الأقصى" وقدسيته ورفضا لتهويده وتقسيمه.

"خويص" التي اشتهرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في التحدي المعروف باسم تحدي "المقلوبة" و"ورق العنب" قرب باب الأسباط تقول لـ "وكالة سند للأنباء": "إن وجود المرابطين في أقرب النقاط المؤدية للمسجد، يظّل عائقا يعرقل ترسيخ مخطط التقسيم الزماني والمكاني ويفسد على الاقتحامات مخططها".

وتقر المرابطة المقدسية، بـ "قسوة قرارات الإبعاد عن نفوس المقدسيين، فهم الذين اعتادوا قضاء تفاصيل يومهم في باحاته، ولا يتخيلون يومًا أن تشرق عليهم شمس الصباح بمكانٍ غير الأقصى".

لكنّ بنبرة شامخة تستدرك "خويص": "لكنّ هيهات أن ينال المحتل من عزيمتنا، فمن يُبعد عن الأقصى، يُرابط على أبوابه ولا يبرح حتى تنتهي مدة الإبعاد، هذه العقيدة نجحت في استفزاز إسرائيل وأفسدت عليها مخططاتها الهادفة لتفريغ المدينة ومسجدها من سكانها الأصليين".

محامي القدس الشرس..

ولا يقف المحامي خالد زبارقة من مدينة اللد على الحياد وهو الذي يصفه الإعلام بالمدافع الشرس عن "الأقصى" والقدس، فكان له نصيب هو الآخر من قرارات الإبعاد، إذ صدرت بحقه ثلاثة قرارات تقضي بإبعاده عن المسجد بلغت 18 شهرا متتالية.

ويؤكد "زبارقة" لـ "وكالة سند للأنباء" أن مراكز التحقيق الإسرائيلية لم تفلح في كسر المقدسيين وفلسطيني الداخل المحتل، وثنيهم عن التمسك بـ "الأقصى" والرباط في ساحاته ومصاطبه وعلى أبوابه.

وينبش المحامي "زبارقة" أدراج القانون موضحًا أن قرارات الإبعاد عن "الأقصى" والمدينة مخالفة للقانون الدولي والإنساني.

ويُشير إلى أن سلطات الاحتلال لات تملك صلاحيات "إنفاذ القانون المدني الإسرائيلي على القدس والإبعاد أحد أشكاله، مضيفًا: أن "شرطة الاحتلال تنفذ أجندات سياسية وليست قانونية وفق ما نراه ونتابعه قانونيًا".