الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بعد اقتحامه من باب الأسباط..

مخطط إسرائيلي لفتح أبواب "الأقصى" أمام المقتحمين.. تعرف عليه

حجم الخط
مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى
القدس - وكالة سند للأنباء

في سابقة هي الأولى منذ سنوات، اقتحم مستوطنون اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب الأسباط، خلافًا للمتعارف عليه في الاقتحامات التي تبدأ من باب المغاربة وتنتهي عند باب السلسلة.

ووصفت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هذه الخطوة بـ "الاستفزازية"، حيث خرج مستوطنون من باب الأسباط بعد أن اقتحموا "الأقصى" من باب المغاربة، وخرجوا من باب الأسباط، ثم عادوا أدراجهم واقتحموا المسجد مجددًا، وخرجوا كالعادة من باب السلسلة.

وفي تعقيبه على ما جرى يقول الناشط المقدسي فخري أبو دياب، إن ذلك يأتي ضمن مخطط إسرائيلي لفتح المزيد من أبواب المسجد الأقصى أمام المتطرفين المقتحمين للمسجد، وزيادة أعدادهم.

ويشير "أبو دياب" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن سلطات الاحتلال تريد فرض وقائع تهويدية جديدة، ضمن إستراتيجيتها الرامية لتغيير الوضع القائم في "الأقصى" بشكل تدريجي.

ويوضح أنّ فتحه لباب الأسباط اليوم، يأتي في سياق هذا المخطط الرامي أولًا لجسّ نبض المقدسيين، ومعرفة ردود الشارع الفلسطيني والمؤسسات الرسمية والوقفية من هذا الإجراء.

كما يأتي هذا الإجراء _تبعًا لأبو دياب_ ضمن حالة التجاذب الانتخابي، التي يتم خلالها وضع "الأقصى" في بازار العملية الانتخابية لدى اليمين المتطرف.

ويزيد: "من ناحية عملياتية فإن فتح  باب الأسباط أمام المقتحمين، يأتي كونه يقع في جهة بعيدة عن الأبواب التي يعبرها المستوطنون خلال اقتحاماتهم، إذ يستطيعون الدخول والخروج عبره لخارج البلدة القديمة مباشرة".

كما أنّ الباب يتسع لعبور السيارات إلى داخل المسجد الأقصى، وهذا الأمر يُشجع على زيادة عملية الاقتحامات، وفق "أبو دياب".

ولمعرفة الأبواب التي يهدف الاحتلال لفتحها بالمرحلة القادمة، يوضح ضيفنا أن لـ "الأقصى" 15 بابًا بينهم باب داخلي يسمى بـ"المطهرة"، ويؤدي لمنطقة الوضوء والحمامات.

وتنقسم أبواب "الأقصى" بناء على الجهات الأربعة للمسجد على النحو التالي:

الجهة الجنوبية الشرقية

يوجد بها 5 أبواب مغلقة وهي "الثلاثي والثنائي والمفرد" وهي بجوار القصور الأموية بالجهة الجنوبية، وأغلقها صلاح الدين الأيوبي عام 1187؛ لأسباب استراتيجية وأمنية، كونها تؤدي لمناطق خارج أسوار البلدة القديمة.

أما بالجانب الشرقي فيتواجد بابي الجنائز والرحمة، ويُطلان على مقبرة الرحمة، وهي أيضا أغلقت لذات الأسباب الأمنية، "في استشعار قديم لمدى حساسية هذه المنطقة في اقتحام المسجد".

الجهة الشمالية الغربية

في هذه المنطقة تتواجد مجموعة أبواب وهي "حطة، والعتم (الملك فيصل)، الغوانمة"، كما يضاف لها أبواب (باب المجلس أو الناظر) ملاصق لمقر "دائرة الأوقاف" الإسلامية، وباب الحديد الذي يفضي للبلدة القديمة من الناحية الغربية، إلى جانب باب القضامين، الذي يفضي لسوق القضامين ويعد أضخم أبواب المسجد.

ويُشير "أبو دياب" إلى أنّ جميع هذه الأبواب تُفتح يوميًا بعد صلاة الفجر، وتُغلق بعد صلاة المغرب.

كما يتواجد بابان مهمان وهما، باب السلسلة ويفضي لشارع السلسلة وأسواق البلدة القديمة، إلى جانب باب المغاربة المفضي لساحة البراق، ويستخدمه الاحتلال للاقتحامات إذ يمر عبره المستوطنون لطريق جسر المغاربة من وإلى "الأقصى".

ويؤكد "ضيف سند" أنّ هذه الأبواب هي هدف إسرائيلي في المرحلة القادمة، بغرض السيطرة الكاملة عليها، وفتحها بشكل كامل لمصلحة المستوطنين وأهدافهم التهويدية.

وقائع جديدة..

من ناحيته يقول الباحث في الشأن المقدسي جمال عمرو، إن المخطط الإسرائيلي يرمي لزيادة عدد المستوطنين، وصولا لتعزيز فكرة التقسيم الزماني والمكاني بل يتجاوزه لفكرة الاقتطاع المكاني، الذي يستهدف تحديدًا المنطقة الجنوبية الغربية لـ "الأقصى".

ويردف "عمرو" لـ "وكالة سند للأنباء" أن فتح هذه الأبواب يأتي في سياق استكمال المخطط الإسرائيلي للسيطرة الكاملة على مناطق معينة بالمسجد واقتطاعها من ساحاته، واعتبارها مناطق خالصة للمستوطنين.

ويلفت إلى أن ذلك يؤدي إلى فرض وقائع تلمودية وتوراتية جديدة، ينسف الاحتلال عبرها معالم إسلامية وعروبة المسجد، وطمس هويته.

ويتفق مع "أبو دياب" في أن هذه الخطوة تأتي بسياق استراتيجي لتمرير أكبر قدر ممكن من المستوطنين في المسجد الأقصى، والمساهمة في توفير بنية تحتية تساعدهم على ذلك.

ويسترسل: "هذا الفعل يأتي ضمن خطوات الاقتطاع، التي تتمثل في تغيير مسار وصول المستوطنين للمنطقة من باب المغاربة إلى الجزء الجنوبي الذي يُسيطر عليه الاحتلال، وتحدث فيه تجريفا واسعا".

وبحسب "عمرو" فإن هذه المساحة تتيح للمستوطنين الدخول للمكان من خارج أسوار القدس القديمة، تحت عنوان تجنب "الصدام مع المسلمين"، لكن في حقيقته تكمن الرغبة في السيطرة والاستحواذ على المكان.

ويذكر أن هذا الاقتطاع يختلف بالكلية عن التقسيم، فالأول يقوم على فكرة التملك الكامل، أما الثاني، فيعتمد على فكرة التنسيق مع "الأوقاف".

ويحذر في ختام حديثه من أنّ هذا الاقتطاع يعني الإلغاء الفعلي لأي وصاية على "الأقصى"، منبهًا لخطورة بناء مجسمات فاصلة تفصل أجزاء المسجد بعضها عن بعض.

وتظهر معطيات منظمة جبل الهيكل المتطرفة أنه منذ العام الماضي حدثت قفزة حقيقية في عدد المستوطنين الذين اقتحموا "الأقصى"، ومنذ بداية العام وحتى الأسبوع الماضي، اقتحم أكثر من 44 ألف مستوطن باحاته.