الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

خاص باحث مقدسي: دعوات اقتحام "الأقصى" مدروسة وتأتي في سياق الدعاية الانتخابية

حجم الخط
الباحث المقدسي محمد هلسة
القدس - وكالة سند للأنباء

قال الباحث والمختص في شؤون القدس محمد هلسة، إن دعوات جماعات "الهيكل" المزعوم لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، مدروسة وتأتي في سياق تنافس الأحزاب الإسرائيلية للوصول إلى سُدة الحكم.

وأكد "هلسة" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذه الدعوات تأتي في ذروة أجواء سياسية يعيشها المجتمع الإسرائيلي مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، موضحًا أن الدم والمقدسات هي مادة دسمة للتنافس وجلب الأصوات.

وشدد أن "إسرائيل لا ترتدع إلا إنْ وجدت ما يردعها، فمسألة الشعارات والتهديدات لم تُجد نفعًا معها، والاحتلال يختبر الساحة والميدان من خلال دعوات يطلقها على لسان "جماعات الهيكل" ويقيس ردة الفعل.

وبيّن أن الاحتلال إن وجد ممانعة ومقاومة من داخل المجتمع الفلسطيني فبالتأكيد سيتراجع، لكنه هو يتقن ويحسن اللعب بالفراغ الذي تتركه الحالة الفلسطينية الداخلية والحالة الإقليمية والدولية ويحاول استثمارها".

"الأعياد اليهودية"..

وأضاف"هلسة"، أن الأعياد هي مناسبة لحشد الجماعات الاستيطانية والتلمودية وقواها، وهي مناسبة للتحريض أكثر على المقدسيين، موضحًا أن الفلسطيني لا يرى حجم الحشد اليهودي الاستعماري في المدينة كما يراه في الأعياد والمناسبات.

وأشار إلى أن الجماعات التلمودية تضرب دائمًا على الوتر الديني، ووتر علاقة الشعب اليهودي بمدينة القدس والتغني بأمجادهم فيها كما يدّعون، حتى تستمر مخططات المستوطنين في مقارعة أهل الأرض واستبدال كل شيء يرمز إلى الهوية العربية بأخرى تلمودية.

وأورد أن جزء من المواجهة هو حضور اليهود على الأرض، يتمثل في تضييق وصول الفلسطينيين من الداخل والضفة وقطاع غزة إلى مدينة القدس، وفتح المجال بشكل أكبر لليهود والمستوطنين من كل بقاع الأرض للقدوم إلى المدينة المقدسة.

وفي سؤالنا عن "مدى خطورة اقتحام الأقصى بثياب كهنة اليهود والنفخ بالبوق؟، أجاب: "نفخ البوق من الطقوس التي تتدرج فيها الجماعات الاستيطانية عامًا بعد عام وتحاول أن تقفز فيها إلى الأمام، وتكسر بعض المسلّمات والخطوط الحمراء التي كانت في سنوات سابقة، (..) فهذه طقوس خطيرة وليست عادية".

وعن السمات الذي يجب أن يتسم بها "البوق" التوراتي، فيشترط ألا يكون ملتويًا وأن يصنع من قرن ذكر الماعز، ومع تحقق هذه الشروط في البوق المصنوع حديثًا اقتنصت جماعات الهيكل الفرصة لاستعراضه والإعراب عن الاستعداد للنفخ فيه داخل أولى القبلتين.

واستطرد، أن المستوطنين يحاولون إحياء المعبد روحيًّا من خلال أداء الطقوس التلمودية والاستلقاء الملحمي على أبواب المسجد الأقصى؛ لجذب اليهود وإلهامهم أنهم يقتربون من حلمهم وأساطيرهم وخزعبلاتهم ببناء المعبد والهيكل على أنقاض المسجد.

وأكد "هلسة" أن هذا جزء من الدعاية والحرب النفسية التي توظف فيها الطقوس الدينية لاستقطاب اليهود، واستمرار وضع مدينة القدس بمقدساتها على سلم أولويات المستوى السياسي والجمعيات الاستيطانية وحتى في وعي المواطن اليهودي حتى لا تغيب هذه المسألة.

وأردف "ضيف سند": "أن جزءًا من الحرب التي تشن على الإنسان الفلسطيني هي حرب إعلانية، فالدعوات الاستيطانية ليست عبثًا وإنما جزء من مخطط تمشي فيه الجماعات الاستيطانية مع الحكم الإسرائيلي".

"هوية تلمودية توراتية"..

ورأى "هلسة" أن القدس تعيش حالة مشحونة ومتصاعدة، في ظل وجود احتلال يريد أن يغيّر هويتها، ويستبدلها بهوية تلمودية توراتية، مؤكدًا أن حالة التماس والمواجهة هي جزء من حياة الشعب الفلسطيني، وهو باقٍ ويقاوم الاحتلال بأدواته المختلفة.

وبين أن اقتحام الأقصى شكَّل عاملًا تحفيزيًّا وتحريكًا وحشدًا للهمم والطاقات من كافة الجغرافيا الفلسطينية ليس فقط في داخل المدينة المقدسة.

ويتعرض المسجد الأقصى لانتهاكات مستمرة من المستوطنين والسياح بعد السماح بدخوله بملابس فاضحة إلى جانب أداء طقوس تلمودية علنية بلباس توراتي، والنفخ بالبوق والغناء بصوتٍ مرتفع في ساحاته، تحت حماية أمنية مشددة.

ووفق مخططات الاحتلال، تسعى جماعات "الهيكل" المزعوم خلال 26 و27 أيلول/ سبتمبر الجاري، بـما يسمى "رأس السنة العبرية"، وسط دعوات فلسطينية لتكثيف تواجد المسلمين لصدّ هذه الانتهاكات.