نظمت بلدية البيرة، مساء الخميس، سلسلة قراءة تحت شعار "بأيدينا سنعيدُ بهاءَ القدسِ"، في ساحة مركز البيرة الثقافي؛ إحياءً للذكرى السابعة لارتقاء الشهيد بهاء عليان.
وافتُتحت الفعالية بحضور محافظ رام الله والبيرة، د. ليلى غنام، ووالد الشهيد بهاء عليان، محمد عليان، ومؤسسات مختصة بالأسرى، وأعضاء بلدية البيرة.
وقال القائمون على الفعالية إنها تأتي امتداداً لفكرةٍ اقترن اسمُها باسم الشهيد المقدسي، المُثقّف والمُبادر، بَهاء عليان، ودعمًا للمقدسيين، ونصرةً للمقدسات الإسلامية والمسيحية في ظل الهجمات التي يشنّها الاحتلال ومستوطنيه".
"وفاءً لدماء الشُهداء"
وقالت عضو بلدية البيرة وإحدى منظمين الفعالية، جولي حَجّار: "إن الفكرة جاءت من أجل تشجيع ثقافة القراءة في الساحات العامة، وسط المدينة، عِوضاً عن قضاء فئتيْ الأطفال والشباب وقتاً طويلاً على الأجهزة المحمولة والإنترنت".
وأضافت لـ"وكالة سند للأنباء" أن هذه السلسلة بمثابة "إحياءً لفكر الشهيد المقدسي بهاء عليان، في ذكرى استشهاده السنوية، كرسالةٍ لعاصمة قلوبهم، القُدس المحتلة، أنها باقية في قلوبنا ما حيينا، وللبَهاء بأن الفكرة لا ولَنْ تموت".
وتابعت: "الشهيد بَهاء عليان هو الذي زرعَ في عقول المقدسيين واجب القراءة وعِشقِها، ومبدأ حراسة الوطن بالعقول، اقتداءً بمن سبقوه من شهداء القلم والكلمة والفكرة، وتطبيقاً لدعوة الشهيد الأديب غسان كنفاني: لك شيءٌ في هذا العالم، فَقُمْ".
وتكريماً لروحه ووصاياه، سارع شُبّان وفتيات القدس للدعوة إلى تنظيم "سلسلة القراءة" بشكلٍ سنوي في ذكرى استشهاده، وسرعان ما انتقلت هذه الفكرة لمُختلف الجامعات والمدارس والمؤسسات في المدن الفلسطينية.
اقتداء بوصايا الشهداء
وقال المحامي محمد عليان والد الشهيد بهاء: "إن هذه الفعاليات التي تُنظم اقتداءً بوصايا الشهداء، تُؤكّد أن الشعب الفلسطيني لا يسعى إلى الموت، بل يمتلئ شغفاً للحياة الحُرّة الكريمة، الخالية من كافة أسباب القهر والاضطهاد والاحتلال".
وأضاف لـ"وكالة سند للأنباء"، أن "سلاحنا ضد الاحتلال هو محو الجهل. القراءة والثقافة مهمتين جداً؛ فهما ليستا وسيلة لقضاء الوقت، إنّما للحياة، من خلالها ننصرُ روايتنا الفلسطينية، ونعززُ رسائل المقاومة، ونبني وحدتنا، ونصونُ رايتنا ضد مظاهر الانقسام، ونقولُ للشهداء إننا الأوفياء لكم".
ورأى رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، أن "هذه الفعالية تُمثل ربط خلاَّق بين القدس وما تُمثله في الوعي الجماعي للشعب الفلسطيني، كأحد أهم عناوين صراعنا مع الاحتلال، إضافةً لعملية ربط خلّاق مع قضايانا الأساسية الأخرى، في تعزيز قِيم الشهداء ووصاياهم، التي تستحق التبجيل والوفاء".
وأكد فارس في حديث مع "وكالة سند للأنباء" على أهمية القراءة والعِلم، مضيفاً: "يجب أن تنشأ أجيالنا الفلسطينية على حُبّ القراءة والمعرفة والعلم؛ فهم أداة رئيسية في صراعنا مع الاحتلال المُجرم".
قراءةٌ ورسم..
وتخلّلت سلسلة "بأيدينا سنعيدُ بهاءَ القدس" زوايا مُختلفة، شملها بيع الكُتب واستعارتها، وقراءتها إضافةً لزوايا الرسم والتلوين، والقراءة للأطفال.
والتقت "وكالة سند للأنباء" خلال تجولها في زوايا السلسلة، بالمواطنة شذا بلقاوي، التي "تعشقُ القراءة منذ نعومة أظفارها، ولا تتغيّب عن أيّ فعاليةٍ ثقافية وطنية هي وكافة أفراد عائلتها"، كما تقول.
وتحملُ "بلقاوي" بين يديها كتابها، وتضعُ بجانبها طفلتها الرضيعة، وعن تجربتها تحكي لنا: "رأيت إعلان هذه السلسلة عبر موقع الفيسبوك، وأنا أحبّ الحضور بشكلٍ دائم لمثل هذه الفعاليات أنا وأطفالي كافةً، من أجل تشجيعهم على القراءة، وشراء الكتب، والترفيه بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية".
وتُشير إلى أن الثقافة بحد ذاتها نضال ودعم للشهداء والحركة الأسيرة، مؤكّدة على ضرورة قراءة الروايات والكتب التي يكتبها الأسرى بهدف التعرف على معاناتهم داخل السجون، ونقلها لأبنائهم وتوعيتهم.
أما الفنان التشكيلي أمجد صبرة، حمل ريشته وألوانه، هو وطالباته في كلية "مجتمع المرأة" برام الله، وحضروا إلى ساحة مركز البيرة الثقافي، في رسالةٍ مفادها أن "المقاومة لها وسائل مُتعدّدة".
وقال في حديثه مع "وكالة سند للأنباء": "أحببت أن نرسم أمام الجموع لوحات مواضيعها وطنية وثقافية تُناسب المكان والحدث؛ فالنضال يكون إما بالحجر، أو بالسجن، أو بالقلم".
وعن رسالتهم، أضاف: "نحن هنا نرسل رسالة أن الشعب الفلسطيني يحمل جوانب ثقافية وفنية كثيرة، وهو متمسك بأرضه ومبادئه وتاريخه وثقافته مهما حصل".
وارتقى الشهيد بهاء عليان أن نفذ في 13 تشرين أول/أكتوبر من عام 2015م، عمليتيْ طعن وإطلاق نار مزدوجة في مدينة القدس المحتلة، مع رفيقه الأسير بلال غانم، الذي يقضي حُكماً بالسجن المؤبد ثلاث مرات.
وأسفرت العمليتان عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرين داخل حافلة إسرائيلية في مستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي قرية جبل المكبر.
