الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بالفيديو والصور فتاوى حاخامية متطرفة تُوقد موسم الزيتون المشتعل بالضفة

حجم الخط
اعتداءات إسرائيلية بموسم الزيتون
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

يشهد موسم الزيتون في الضفة الغربية كل عام، اعتداءات متصاعدة على الأراضي الزراعية وأصحابها خلال جني الثمار من قبل المستوطنين المتطرفين، الذي يحاولون سرقة المحصول ويمارسون صنوفًا من الانتهاكات بحق الشجرة المباركة من تقطيع وحرق، إضافة لمنع المزارعين من الوصول لأراضيهم بقوة السلاح.

ويتحوّل المشهد في الموسم الذي تنتظره العائلات بفارغ الصبر لجني ثمار تعبهم، إلى ساحة حرب واشتباك، وترقب لهجوم مباغت للمستوطنين المقيمين في المستوطنات المقاومة على أراضي القرى الفلسطينية بالضفة الغربية.

حرق أشجار زيتون.jpg
 

وتلعب الفتاوى الدينية لحاخامات اليهود دورًا أساسيًا في تصاعد تلك الاعتداءات، كفتوى الحاخام "عوفاديا يوسيف" التي وفرت التربة الخصبة لاستهداف موسم الزيتون، وحثّ المستوطنين على سرقة المحصول من الفلسطينيين، تلبية للعقيدة اليهودية.

وتنص الفتوى على أنه: "لولانا نحن (اليهود) لما نزل المطر، ولما نبت الزرع، ولا يعقل أن يأتينا المطر، ويأخذ الأشرار (يقصد الفلسطينيين) ثمار الزيتون ويصنعون منه الزيت".

وتعتبر حقول الزيتون شمال الضفة والقريبة من المستوطنات، هدفًا سهلًا ولقمة سائغة أمام المستوطنين، الذين ينتهزون الفرصة لسرقة كل ما يتاح أمامهم من المحصول.

المزارع حربي كمال من بلدة قبلان جنوب نابلس، واحد ممن تعرضت أشجار زيتونهم لوحشية المستوطنين، لقرب أرضه من حاجز زعترة وطرقات المستوطنين.

يقول "كمال" لـ "وكالة سند للأنباء" إنه وضع كل جهده واهتمامه في زراعة هذه الأشجار، وكأنها قطعة من جسده، حتى بدأت تثمر مبشرة بمواسم خير، لكن حقد المستوطنين أنهى حياتها، مستطردًا: "سأعيد زراعة أرضي من جديد لبعث الحياة فيها، هذه أرضنا وهم الغرباء".

اعتداءات الاحتلال على قاطفي الزيتون.jpg
 

وفي قرية سكاكا بمحافظة سلفيت، يحرص فؤاد حرب منذ عام 1979 على قطف ثمار الزيتون في أرضه الواقعة داخل حدود مستوطنة "أريئيل" كل عام، في معركة بقاء لم يتنازل فيها للمستوطنين عن أرضه التي تبلغ مساحتها 30 دونمًا بمنطقة "جبل اطبيل".

وبقوة صاحب الحق يقول: "عمل والدي الراحل في هذه الأرض منذ عشرات السنين، وقد حصلنا على قرارات محكمة العدل العليا الإسرائيلية بحقنا في ملكيتها بعد أن صادرها المستوطنون، وقمنا بتسييجها".

ويستذكر "حرب" عشرات المرات التي واجه بها ضابط في جيش الاحتلال في المنطقة ويدعى "إيلان"، حتى في المحاكم الإسرائيلية، حيث كان يتعمد إحضار المتطرفين للمكان لابتلاع أرضه وخيراتها.

وفي إطار حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" عن جرائم المستوطنين بحق أصحاب الأراضي، يشير ضيفنا لحادثة استشهاد الشاب علي حرب في حزيران/ يونيو الماضي طعنًا بيد مستوطن متطرف، بينما كان يدافع عن أرضه في منطقة الحرايق القريبة من مستوطنة "أريئيل"، وقد روى ترابها بدمه .

المزارع عبد الجمل من قرية عورتا جنوب نابلس، مثال حي آخر على استهداف المستوطنين للمزارعين خلال موسم الزيتون، حيث نجا هو وعائلته قبل أيام من هجوم المستوطنين وحراس مستوطنة "إيتمار"، أثناء قطف الزيتون في منطقة الشعب وخلة عبد الله، وتلقى تهديدات متواصلة بعدم العودة .

كما لا ينسى أهالي بلدة فوريك شرق نابلس قيام المستوطنين بقتل الحاج سليمان زلموط قبل أعوام في حقله المسمى "خلّة الورد" على قمة جبل الحج محمد، حيث صبغت الأرض بلون دمه.

من ناحيته، يكشف رئيس مجلس قروي قريوت جنوب نابلس نضال البوم، عن الاستهداف المبرمج لقريته والقرى المحيطة بشكل جنوني وعدواني لا يتوقف بحق الأرض وأشجار الزيتون طوال العام.

ويعدد "البوم" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أشكال الاعتداءات التي يتعرض لها أهالي القرية قائلًا: "يقوم المستوطنون بحرق الأشجار الرومية القديمة، وقطعها، وسرقة الثمار، وإغراق البساتين بالمياه العادمة، ورش المواد السامة، حيثما توفرت الظروف لهم تحت الحراسة الأمنية والمسلحة من جيش الاحتلال" .

اعتداءات في موسم الزيتون.jpeg
 

ويوضح أن المناطق المستهدفة باعتداءات المستوطنين أثناء موسم الزيتون، هي منطقة حرايك الشرك، والسهل الشرقي، والكرم الغربي، حيث تتصاعد الأحداث هناك لتصل للمواجهة والاشتباك بالأيدي بين المزارعين والمستوطنين.

ويكمل: "خلال خطبة الجمعة يتم حث الأهالي على مساعدة المزارعين والعودة لنظام العونة خلال موسم الزيتون".

وعادة ما تنطلق حملات مساندة المزارعين الفلسطينيين مع بدء موسم الزيتون، وتستهدف المناطق الواقعة قرب المستوطنات ومعسكرات جيش الاحتلال، أو القريبة من جدار الفصل العنصري، وقد أثبتت نجاعتها في ردع المستوطنين وانتهاكاتهم التي تتصاعد في هذا الموسم.

حملة فزعة.jpg
 

من جانيه، يقول الناشط في لجان المقاومة الشعبية ومنسق حملة "فزعة"، التي تطوف الضفة الغربية، منذر عميرة، إنه لجان المقاومة الشعبية أطلقت فعاليات الحملة على خلفية إرهاب المستوطنين وهجماتهم، كمبادرة فلسطينية لمساندة المزارعين في أراضيهم قرب المستوطنات والمناطق الساخنة.

ويضيف "عميرة" لـ "وكالة سند للأنباء": "حملة فزعة تضم عشرات المتطوعين الفلسطينيين ومتضامنين أجانب، ينطلقون مبكرا من بيت لحم جنوبًا، وجهتهم شمال الضفة حيث تتزايد اعتداءات المستوطنين هناك، لمساعدة المزارعين وتحديدا في مناطق نابلس وسلفيت وشرق رام الله، كأهداف يضع المستوطن عينه عليها" .

وفي عام 2021، وثقت منظمة "ييش دين"، 42 انتهاكًا ضد الفلسطينيين في موسم الزيتون، كان من بينها 13 اعتداءً جسديًا بالعصي والحجارة والغاز المسيل للدموع والتهديد بالسلاح، و17 حالة سرقة للمحصول، بالإضافة لتدمير وتشويه وتحطيم وحرق 450 شجرة زيتون، و4 حالات منع من الوصول إلى الأراضي.

حملة فزعة 3.jpg


ويصل المعدل السنوي لإنتاج أشجار الزيتون في فلسطين بين 20-22 ألف طن، هي نتاج 12 مليون شجرة زيتون منها 9.5 مليون شجرة مثمرة، تنتج محافظات شمال الضفة أكثر من 80% من إجمالي الإنتاج السنوي، وفق تصريحات سابقة لمدير مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض.

وفي ذات السياق، تشير تقارير منشورة للأمم المتحدة للتنمية والتجارة، أنه تم قطع 800 ألف شجرة زيتون منذ احتلال الضفة الغربية 1967 حتى العام 2020، فيما ذكرت معطيات صحفية متقاربة أن الجدار والمستوطنات يعزلان أكثر من 600 ألف شجرة زيتون مزروعة على 50 ألف دونم يمثل إنتاجها 5% من الإنتاج السنوي العام لموسم قطف الزيتون .