الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالصور نغم ... "بحزامٍ أسود" تحدت عادات المجتمع

حجم الخط
6a04258e-0af2-487a-897f-947999dd103d.jpg
غزة_ وكالة سند للأنباء:

عاداتُ كثيرة تلك التي تفرض على الفتاة اختيار طريقٍ ما وعدم الخروج عن مساره، خشيةً الانتقادات من المجتمع، وقليلٌ من الفتيات التي تشق طريقها التي أحبته دون الالتفات لأي شيء قد يعرقل مسيرتها، أو يحبط من عزيمتها، فيدفعها للتراجع عن تحقيق حلمها وبلوغ هدفها.

على أرضية الملعب، تُقاتل "نغم" بشراسة المقاتل الذي استجمع كُل قواه ليفوز على خصمه، وما أن تنتهي حتى تعود لتفاصيل حياتها، والتي تمارسها كأيٍ فتاة أخرى.

d090b708-2cb1-4409-9d2a-a2a03a5a3a4c.jpg
 

شغفٌ منذ الصغر

منذ صغرها، أحبت الشابة نغم أبو سمرة (22 عاماً) من مدينة غزة، رياضة الكاراتيه، وتيقنت أنها الحلم الذي يجب تحقيقه، والرغبة التي تسعى للوصول إليها، فلاحقت شغفها بكل تحدٍ وإصرار، والتحقت بإحدى المراكز الرياضية.

مشوارٌ طويل من التعب والمثابرة، تكلل في عام 2011 بحصول أبو سمرة على الحزام الأسود أي أعلى مرتبة في هذه الرياضة، لم يقتصر الأمر على ذلك، بل نمت في شخصيتها الكثير من المعاني التي اكتسبتها كالجرأة، والاستقلالية، والثقة بالنفس.

ما يميز رياضة الكاراتيه عن غيرها كما ترى أبو سمرة أنها تشمل جميع الفئات العمرية، وتركز على جميع أجزاء الجسم، وفيها روح المنافسة، وتعود على الفتيات بكثير من الثقة والدفاع عن النفس، عدا عن الصحة البدنية، التي يكسبها ممارسيها.

64c754db-0faf-43ec-a2d5-b18ed7090778.jpg
 

دعمٌ متواصل

في طريق التحاق أبو سمرة لهذه  الرياضة، كانت عائلتها السند الدائم الذي يدفعها للاستمرار في طريق تحقيق هدفها وطموحها، ومدربيها الذين رأوا فيها الشجاعة لأن تكون رقما ًفريداً في هذه المجال، وإضافة نوعية لتمثيل الوطن ورفع اسمه عالياً.

الكثير من الانتقادات واجهت أبو سمرة خلال مشوارها الرياضي كما تقول لـ"وكالة سند للأنباء"، خاصة وأن هذه الرياضة ليست محببة للفتيات، ولا تسير وفق العادات والتقاليد التي وضعها فيها المجتمع، إلا أن ذلك لم يكن ليجعل أبو سمرة تفكر لوهلة بالتوقف عن ذلك.

وتضيف: "لقد امتلأت بالإصرار على إكمال طريقي، لأنني أحببتُ هذه الرياضة جداً، ورأيت نفسي فيها، ومضيتُ في سبيلي غير آبهٍ بأحد، ووضعت نصب عيني أن أصبح مدربة في هذه الرياضة، وأن أرفع علم فلسطين عالياً في المحافل الرياضية الدولية".

b8f8df689f8439c4f80a6448c8dffc52.jpg
 

منعٌ من السفر

وتوضح أبو سمرة أن هذه الرياضة تفتقد للدعم واللقاءات الخارجية بسبب الاحتلال وإغلاق المعابر، وقد حصلت على العديد من الفرص للخروج والمشاركة ضمن مسابقات محلية ودولية، إلا أن الرفض ومنع الاحتلال كان سباقاً في إفساد كُل شيء.

في ظل سياسة منع الاحتلال المتكررة وتضييق الخناق على أحلام الفلسطينيين استطاعت  أبو سمرة انتزاع فرصة بالمشاركة في بطولة غرب آسيا على أرض الأردن.

وحصدت أبو سمرة المركز الثاني لمدار عامين 2017، و2018 على مستوى فلسطين في مسابقة " بطولة فلسطين" والأول على قطاع غزة، وتعقد هذه المسابقة نهاية كل عام في الضفة الغربية.

وعن أكثر ما آلم أبو سمرة خلال مشاركتها الخارجية، مشاهدتها لحرية التنقل المطلقة التي يتمتع بها الرياضيون في الخارج، واتساع فرص تطور أدائهم من خلال المسابقات، وتوفر كافة الامكانيات اللازمة لهم، بينما الرياضيون في غزة يعانون من منع الاحتلال دائماً.

وتتمنى أبو سمرة على الفتيات أن يسلكن الطريق الذي يحببنه، ولا يجعلن العادات المجتمعية تعرقل مسيرتهن، وأن يحافظن على ممارسة أنواع الرياضة حتى لو في بيوتهن، لما لها من فائدة كبيرة جداً على الصحة النفسية والجسدية للنساء.

وتنصح الفتيات بأن يُثبتن في جدول يومهن وقتا معيناً لممارسة الرياضة، وأن لا يركن لجدولهن الروتيني الخالي من الرياضة، وسيجدن الفرق الكبير حينما يعتمدونها بشكل يومي في حياتهن، فالرياضة تمنح الانسان حياة أخرى.

b68e851b-12a3-42fd-a871-71e565541c91.jpg