كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية النقاب عن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "FBI" قد قرر فتح تحقيق بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، "وهو ما اعتبره الإسرائيليون خطوة خطيرة".

وأفادت بأن "وزارة العدل الأمريكية أخطرت وزارة القضاء الإسرائيلية، بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، فتح تحقيقا جنائيا بظروف اغتيال الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة".

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، مساء اليوم الاثنين: "الـ FBI سيطلبون التحقيق مع الجنود الإسرائيليين في قضية مقتل شيرين أبو عاقلة".

حدث استثنائي

ووصفت تحقيق الـ "FBI" بأنشطة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بأنه "حدث استثنائي وربما يكون غير مسبوق".

ونوهت إلى "محاولات إسرائيلية لمنع ذلك؛ إلا أن الولايات المتحدة أعلنت عن فتح تحقيق خاص بها لاستيضاح أسباب مقتل الصحفية الفلسطينية- الأمريكية شيرين أبو عاقلة".

واستدركت: ""تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي قد يؤدي إلى طلب أمريكي للتحقيق مع الجنود المتورطين في جريمة اغتيال أبو عاقلة". واستبعدت "يديعوت" أن توافق الحكومة الإسرائيلية على مثل هذا الطلب.

واستطردت: "الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن، احتمال كبير أن يكون جنوده أطلقوا النار عليها خلال تبادل لإطلاق النار في جنين".

ولفتت "يديعوت" النظر إلى أن "فتح التحقيق جاء بناءً على طلب أعضاء من الكونغرس، وإنه لا ثقة في إسرائيل أن تقوم بذلك لوحدها".

غانتس: القرار خطأ جسيم

وتعقيبًا على القرار الأمريكي، أكد وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس: "لن نتعاون مع أي تحقيق خارجي في قضية مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، ولن نسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل".

وصرح غانتس: "قرار وزارة العدل الأمريكية بفتح تحقيق في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة خطأ جسيم، والجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقًا مهنيًا ومستقلًا وتم عرض نتائجه على الأمريكيين".

وأضاف: "لقد أوضحت للممثلين الأمريكيين أننا نقف وراء جنود الجيش الإسرائيلي".

وتنصلت السلطات الإسرائيلية لأشهر من أي مسؤولية لها عن مقتل الشهيدة أبو عاقلة، ورفضت الاتهامات بأنها تعمدت استهداف الصحافية الفلسطينية- الأمريكية، وزعمت في البداية بأن نيرانًا فلسطينية ربما تسببت بمقتلها قبل أن تتراجع عن ذلك.

شقيق أبو عاقلة: نحن متفائلون بالقرار..

بدورها، أعربت عائلة الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة عن "تفاؤلها" بالقرار الأمريكي فتح تحقيق جنائي في قضية استشهاد شيرين.

وقال طوني أبو عاقلة؛ شقيق شيرين: "نحن متفائلون بقرار مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح تحقيق في مقتل شيرين".

وأكد "طوني" أن التحقيق الأمريكي "مهم جدًا" لمحاسبة المسؤولين ومنع وقوع جرائم مماثلة. مشددًا: "نريد تحقيقًا مستقلًا وعادلًا وشفافًا يعتمد على حقائق".

وعبّر عن أمله بأن "تكون هذه الخطوة نقطة تحول في التحقيقات بمقتل شيرين".

وطالب شقيق الشهيدة أبو عاقلة، كل الجهات الرسمية بالتعاون مع التحقيق الأمريكي بمقتل شيرين. مؤكدًا: "لم نفاجأ بالرد الإسرائيلي على الأنباء عن فتح تحقيق أمريكي بمقتل شيرين".

ويوم 7 أيلول/ سبتمبر الماضي، طالب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي كريس فان هولين، بفتح تحقيق أمريكي مستقل في جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، منتقداً نتائج التحقيق الإسرائيلي الأول حول ظروف وفاتها.

وقال هولين في تغريدة على حسابه على موقع "تويتر"، إن "التقرير يتناقض بشكل صارخ مع تحقيقات العديد من المؤسسات الإخبارية وتحقيق الأمم المتحدة".

ويوم 5 سبتمبر، وفي تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي، رجح أن الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة قتلت برصاص أحد جنوده، حيث تم اغتيالها خلال تغطيتها عملية لجيش الاحتلال في مدينة جنين في أيار/ مايو الماضي.

واستشهدت "شيرين" بتاريخ 11 مايو/ أيار من العام الجاري، برصاص قناص إسرائيلي أصابها بالرأس، خلال تغطيتها لاقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين، شمال الضفة الغربية.

وبتاريخ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، سلّم نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين السابق، عضو الهيئة الإدارية الحالي جيمي بو مليحة، وشقيق الزميلة الراحلة "شيرين"، أنطوان أبو عاقلة، ملف الشكوى القانونية الرسمية في قضية قتلها، لمكتب النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية في مدينة لاهاي الهولندية.