الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

مأساة تحولت إلى إبداع.. رحلة أسيل نسمان من غزة إلى الحدود المصرية

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. "إسرائيل" تواجه العزلة والرفض

حجم الخط
يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
القدس - وكالة سند للأنباء

وسط زحمة الأزمات والتحديات التي تعيشها الشعوب العربية، تبقى القضية الفلسطينية عنوانًا يوحّد أصوات العرب والمسلمين في أصقاع الأرض، وباختلاف لهجاتهم وانتماءاتهم واهتماماتهم لا زالوا يرددون في المحافل الشعبية التي تجمعهم "فلسطين حرّة عربية". 

وعاد التفاعل والالتفاف الشعبي حول القضية الفلسطينية بقوة على الشاشات، خلال مباريات كأس العالم في قطر، ليتزامن ذلك مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يوافق اليوم الثلاثاء (29  تشرين ثاني/ نوفمبر في كل عام).

ويعود تاريخ اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لعام 1977، حين دعت له الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ذكرى اعتماد الجمعية العامة لقرار تقسيم فلسطين المعروف بـ"181"  عام 1947.

وبدا واضحًا، التفاف الجماهير العربية وغيرها حول علم فلسطين وارتداء شارتها وترديد الهتافات لها في فعاليات كأس العالم بقطر، بل والاحتفاء بفوز المنتخبات العربية بترديد الأغاني التي تعكس ارتباطهم بالقضية الفلسطينية، عدا عن نبذ المشجعين من جنسيات مختلفة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، ووُثق ذلك في عدد من مقاطع الفيديو التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي.

مونديال قطر 3.webp

مونديال قطر.jpg
 

هنا، جنّ جنون مراسل إحدى القنوات الإسرائيلية، الذي اصطدم بحائط الصدّ مرارا وتكرارا، ليعلن:"لا فائدة، لا يريدون قبولنا رغم كل الاتفاقات، يبدو أن كل شيء هباء منثورا"، مقابل ذلك، رفرف العلم الفلسطيني وسط المشجعين على اختلاف جنسياتهم، ولسان حالهم يقول إن كل سنوات السعي للتطبيع باءت بالفشل.

لكنّ ذلك كله، لا ينفي أن واقع التضامن الممتد منذ صدور القرار ليومنا هذا، يتراوح مدا وجزرا، متأثرا برياح وعواصف إقليمية ودولية تارة، وبحالة التصعيد الشعبي الفلسطيني التي فرضت تعاطفها على الساحات المختلفة دوليا تارة أخرى.

وتتراوح أشكال التضامن، فمن المشاهد التي جسدتها فعاليات المونديال الذي لم يرفع فيه العلم الإسرائيلي، إلى الشكل الاستراتيجي للمقاطعة والمواجهة ممثلا بحركة "BDS"، التي تواجه حربا ضروسا بعدما قُدرّت خسائر اقتصادية إسرائيلية بسببها تفوق 800 مليون دولار حتى العام 2019، ولم يجرِ تحديث الإحصائية لهذه اللحظة.

ولم يكن الأمر مقتصرا على الساحة العربية فحسب، بل امتدت أيضا لقلب القارة العجوز التي وُلدت "إسرائيل" من رحمها، تحديدا بريطانيا، عندما خرج قرابة مليون بريطاني في تظاهرة شعبية رفضا للعدوان الأخير على غزة صيف عام 2021 كأكبر مسيرة تأييد في العالم.

الحركة العالمية لمقاطعة "إسرائيل"..
 

تأسست الحركة العالمية لمقاطعة "إسرائيل" التي تعرف اختصارا بـ "بي دي أس"- سنة 2005، على يد قوى مدنية فلسطينية، وهي تنسق أعمالها مع اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة وفضح ومعاقبة "إسرائيل".

وبعد انتفاضة الأقصى ورحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، برزت الحركة العالمية لمقاطعة "إسرائيل"، والحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل التي تعرف اختصارا بـ "بي أ سي بي آي" التي انطلقت عام 2004، وصارت الحركتان بوصلة لحركة المقاطعة العالمية لإسرائيل.  

وترى حركة "BDS"  أن "إسرائيل" انتهكت لعقود طويلة حقوق الفلسطينيين المتمثلة في الحرية والمساواة والحكم الذاتي، وواجهت مطالبهم بالعنف والعنصرية والتطهير العرقي وتكريس الاستيطان وطرد أهل البلاد من أراضيهم.

وتستهدف الحركة مقاطعة منتجات شركات إسرائيلية ودولية داعمة لها، تحقق أرباحها على حساب حقوق الفلسطينيين الأساسية، ولا يقتصر مبدأ المقاطعة على المجال الاقتصادي، بل إن الحركة تركز أيضا على مقاطعة الأنشطة الرياضية والأكاديمية والفنية مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبفضل جهود الحركة، رفض العديد من الفنانين والأكاديميين التعاون مع مبادرات إسرائيلية في مجالات مختلفة.

وتستند حركة المقاطعة على التجمعات الفلسطينية في تعزيز دعوات التضامن، ومن وجهة نظر مؤسسيها، أن توزيع الشعب الفلسطيني بالعالم يمكنه تشكيل سلاح ضاغط على الاحتلال لعزله.

الحركة العالميةلمقاطعة إسرائيل.jpg
 

"تهديد استراتيجي" ..

الناشطة في مجال المقاطعة نجوان بيرقدار، تقول بدورها إنّ حملات المقاطعة، أصبحت تشكل تحديا أخلاقيا سياسيا وإعلاميا جديا أمام النظام العنصري الإسرائيلي، يعرفه أقطاب النظام أنفسهم كـ"تهديد استراتيجي"، يقضّ مضاجع ساسة الحركة الصهيونية ونخبها الاقتصادية والثقافية والأكاديمية.

وتضيف "بيرقدار" لـ "وكالة سند للأنباء": "الحركة تجاوزت الحالة الاحتجاجية وراكمت تجاربها، وأهلتها لتكون أداة مقاومة نوعية، تصيب الحركة الصهيونية في مقاتل عدّة". 

وتوضح أن الحركة "تتضافر مع غيرها من أشكال المقاومة المشروعة للنظام العنصري وسياساته الاستعمارية، تجاه الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967، وعام 1948 وفي مواقع اللجوء والشتات".

من ناحيته، يقول الأمين العام لحركة المبادرة مصطفى البرغوثي، إن حملات التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني أصبحت أكثر اتساعا، مشيرا إلى أن حركة المقاطعة نجحت في ترك أثر كبير وأحدثت اختراقا مهما في مجال عزل الاحتلال وكشف عنصريته.

ويتابع "البرغوثي" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "أفضل شعار ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني هو ما قاله المناضل الراحل نيلسون مانديلا بأن قضية فلسطين هي قضية الإنسانية الأخلاقية الأعظم في عصرنا".

وينبه إلى أن الجمع الناجح بين المقاومة والانتفاضة الشعبية مع حركات التضامن والمقاطعة العالمية، من شأنه أن يؤثر بشكل فعّال في تغيير ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني، كما أنه يخلق ضغطا شعبيا على الحكومات لتغيير مواقفها لصالح الشعب الفلسطيني". 

ويرى "ضيف سند" أن تعزيز التضامن مع الفلسطينيين يتطلب إنهاءً فوريًا للانقسام، وتشكيل قيادة وطنية موحدة وحكومة وحدة وطنية، وإصلاحاً جذرياً شاملاً في السلطة الفلسطينية، وسيادة القانون واستقلال القضاء.

وجدير بالذكر، أنّ أهم الإنجازات لحركة المقاطعة "BDS" في السنة الأخيرة، بيع شركة CRH كل أسهمها من شركة "نيشر" الإسرائيلية وشركة "أورانج" العالمية، ووقف تعاملها معها، وتحولت الشركة إلى "بارتنر" في "إسرائيل"، والكنيسة "الماتوردية" الأميركية سحبت كل نفوذها ومالها من جميع البنوك الإسرائيلية.

تعاطف..

في المقابل يعددّ عضو الهيئة العليا لمسيرات العودة الكبرى أسعد جودة، أسبابا أدّت لتباين حالة التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن سنوات من كي الوعي رسمت صورة ذهنية لدى المجتمعات بأن الشعب الفلسطيني منقسم وغير مستقر.

ويوضح "جودة" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذا الوضع قدّم ذريعة لبعض الدول بالتخلي عن القضية الفلسطينية من جهة، وتمرير حالة التطبيع من جهة ثانية، تحت ذريعة أن الفلسطينيين أساسا غير متفقين.

ويستطرد: "أن حملات التضامن تزداد شعبيا مع ازدياد المواجهات، بينما تخفت في الوضع الطبيعي، وهذا يشير لغياب برنامج عمل يستثمر تعزيز حالة التعاطف". 

ويلفت ضيفنا لوجود فجوة في العمل الدبلوماسي بين القضية الفلسطينية، ودول حليفة خسرناها نتيجة لغيابنا عن التأثير في ساحاتها كالهند والبرازيل ودول في أمريكا الجنوبية.

ويُشدد على ضرورة "تبني استراتيجية مواجهة شاملة تؤدي في نهاية المطاف لتعزيز أنواع التواصل مع الشعوب".