الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

انتشرت في السنوات الأخيرة..

بالصور ظاهرة تربية الكلاب بغزة .. ما بين التأييد والرفض

حجم الخط
صورة أرشيفية
غزة - سند

انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة تربية الكلاب واصطحابها في الشوارع العامة، الأمر الذي يبدو غريباً نظراً لطبيعة الحياة في القطاع المحاصر واعتبارها ظاهرة غريبة.

وتختلف آراء الغزيين، حول الظاهرة من قبل المربين والشباب الذي اعتبروا تربيتها هواية ووسيلة للابتعاد عن روتين الحياة، والرافضين الذين وصفوا الأمر بالمزعج خاصة أنه أصبح ينغص حياتهم في أوقات قضاء الفراغ والرحل الترفيهية على شواطئ البحر.

ظاهرة خطيرة

واعتبر المواطن ياسر يوسف، أن انتشار ظاهرة الكلاب في الشوارع برفقة صغار السن ظاهرة خطيرة، تهدد أمن الناس وأطفالهم، فهي تشكل لهم خوف ورعب وقلق كبير.

وأضاف عبر صفحته على الفيس بوك: "بتنا نخشى على أنفسنا من هذه الكلاب المسعورة"، مناشداً وزارة الداخلية وخطباء المساجد بالقضاء على هذه الظاهرة الغربية الأوروبية قبل استفحالها، وقبل أن يقع الرأس في الفأس.

في حين طالب الشاب عبد القادر المبحوح، والذي يقطن بدير البلح وسط قطاع غزة، بمنع هذه الظاهرة وقال: "رسالة لرئيس البلدية سعيد نصار لقد قمتم بمنع الدواب "الحصان والحمار" من النزول للبحر، لكن نريد أن ننوه لحضرتكم بوجود ظاهرة جديدة الكلاب على شط البحر".

ولفت أن هذه الظاهرة تسبب الذعر خاصة للأطفال، الذين يكونوا مع أهاليهم على شاطئ البحر.

و اعتبر، المواطن عبادة أحمد ظاهرة تربية الكلاب ليست بالمشكلة، لكن المشكلة عندما تجد شخصاً يربي كلباً ولا يستطيع أن يتحكم فيه في الاماكن العامة.

وتابع: "قبل عام تقريباً أصدرت وزارة الداخلية قرار بمنع اصطحاب الكلاب إلى المناطق العامة ونرجو من وزارة الداخلية تفعيل القرار والعمل به".

ويوافقه الرأي الشاب سالم القريناوي، في حديثه لـ"سند"، وقال: "كنا في رحلة ترفيهية أنا ومجموعة من أصدقائي، وكان بجوارنا شخصاً يصطحب كلباً، في الخيمة المجاورة لنا، مما تسبب لنا بالإزعاج نظراً لصوت الكلب المرتفع والذي استمر حتى قرابة الساعة 11 ليلاً".

شكاوي حول تربيتها بالمنازل

من جانبه، قال مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة أحمد أبو عبدو، إن البلدية لم تتلق أي شكوى بخصوص هذه الظاهرة من قبل المواطنين، وإنما شكاوي فقط حول تربية الكلاب في المنازل وما تسببه من تلوث سمعي للمواطنين.

وأضاف في حديثه لـ"سند"، إنه يتم التعامل مع مثل هذه الشكاوي والتي تقدر بمعدل خمسة شكاوي شهرياً حسب القانون، على أنها مكرهة صحية لعدة أسباب كالإزعاج، وأن يتسبب ظهور الكلب بحالة نفسية مضطربة لدى بعض الأشخاص عند إخراجه للشارع.

وتابع: "يتم إرسال فريق من البلدية للكشف على المكان المقدم عليه الشكوى، وإذا ثبت أنها تسبب ضرر على المواطنين، يتم الطلب من صاحب الكلب تغيير المكان لمكان مناسب، وإذا لم يلتزم يتم إخطاره لمدة 48 ساعة فقط".

واستطرد: "بعد هذه الإجراءات يتم تحويلها لمخالفة وإجراءات محكمة لحين إزالة المكرهة الصحية المتمثلة في تربية الكلاب بمكان غير مخصص".

ورأى أبو عبدو أن تربية الكلاب الأليفة، والمدربة لا تسبب إشكاليات لدى المواطنين، سوى بعض الإشكاليات النفسية لدى بعض المواطنين.

ولفت أبو عبدو إلى أن العدد الأكبر من الشكاوي، حول الكلاب الضالة، وانتشارها في ساعات الليل، وتهجم بعضها على المواطنين، حيث قامت البلدية بإزالة بؤر أماكن تواجدها، وترحيل النفايات من الأسواق بشكل مستمر بحيث لا يكون بيئة لتكاثر هذه الكلاب.

وفي السياق، قال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية أيمن البطنيجي، إن هذا الأمر مطروح ضمن خطة الصيف الحالية، وأن القرار تم طرحه مسبقاً في عام 2017.

وأضاف في حديثه لـ"سند للأنباء"، إن الظاهرة ليست بالخطيرة، خاصة أن هذه الكلاب مدربة، لكنها قد تسبب الرعب لبعض المواطنين خاصة عندما تكون في الشوارع والأماكن العامة.

وكانت وزارة الداخلية بغزة أصدرت قراراً عام 2017م، بمنع أي مواطن اصطحاب معه كلب في الشوارع العامة والطرقات، حيث يتم تسليمه لمناوب التحقيق وكتابة تعهد بعد تكرار تلك الظاهرة، وطالبت الجميع التقيد والالتزام، ومن يخالف يقع تحت طائلة المسؤولية".

بداية الفكرة

وبحسب مدير صفحة "كلاب جيرمن في غزة"، ماهر جبر إن بداية انتشار فكرة تربية الكلاب في قطاع غزة بدأت منذ عام 2013م، عبر فكرة إنشاء صفحة عبر الفيس بوك بينه وبين 3 من أصدقائه يتبادلون فيما بينهم صور الكلاب الخاصة بهم.

وتعجب جبر في حديثه لمراسل "سند للأنباء" من الذين يرفضون فكرة تربية الكلاب أو اصطحابها للشوارع وقال: "الناس التي ترفض هي فئة قليلة بالمجتمع، والاعتقاد السائد لديهم أن الكلب دائماً حيوان مفترس، مع أن العكس هو الصحيح و الكلب لا يهاجم أي شخص سوى في حال الاعتداء على صاحبه دفاعاً عنه".

ويمارس جبر (39 عاماً) هوايته في تربية الكلاب وتدريبها منذ 15 عاماً، ويقدم جميع نصائحه للمربين والهواة في غزة وخارجها، كالترويض والعلاجات وغيرها.

تطوير سلالات نادرة

وأكد رواج سوق بيع الكلاب وشرائها بغزة، وتوفر أنواع عديدة منها في القطاع تشابه العالمية، حيث قام مربو غزة بتطوير سلالات نادرة وجيدة مثل: "الجيرمن بأنواعه، الدوبر مان، الكلاب البلدية، امستاف، بلادور، المالينو، القوقازي".

وأشار أنه حتى الآن تتم عمليات البيع والشراء فقط عبر الأسواق الإلكترونية".

وينفذ جبر سلسلة من الفعاليات، لعشاق تربية الكلاب بغزة، حيث كان ينظم بشكل أسبوعي فعالية على بحر السودانية، وجنوب القطاع، وآخر تلك الفعاليات كانت في ساحة الكتيبة بغزة، باصطحاب كل شخص كلبه عن طريق دعوة عبر الفيس بوك.

ووصف جبر الاقبال من قبل المربين والهواة بالغير المسبوق.

وتضمن العرض فقرات استعراضية لمهارات الكلاب من قبل المربون، وما تقوم به من حركات بهلوانية واستخدام مهاراتهم ومميزات كل نوع على حدا.

من جانبه، رأى محمد أبو ريدة أحد مربي الكلاب جنوب القطاع، أن تربية الكلاب بغزة وتطوير سلالتها ساهم في انخفاض أسعارها وخاصة الأنواع النادرة منها مثل كلاب الحراسة، حيث يصل سعره بالخارج حوالي 6000 آلاف دولار، في حين بغزة 200 دولار فقط.

ويمارس أبو ريدة هوايته وهو في سن التاسعة من عمره، مما أكسبه خبرة في التربية، بالإضافة إلى معلومات استقاها عبر الانترنت.

ولا يخفي محمد في حديثه لمراسل "سند" أنه بجانب هوايته لتربية الكلاب، فهي أيضاً تجارة له في بعض الأوقات.

نصائح للمربين

من جانبه، قال المدرب والخبير في تربية الكلاب وائل مهنا، إن الناس يفضلون تربية الكلاب بغزة لتأمين عقاراتهم وومتلكاتهم، كما أن هناك عدد كبير من الشباب يهوى تربية هذا الحيوان الوفي".

وبين في حديثه لمراسل "سند للأنباء" أن أغلب المربين يتجهون لتربية كلب الجيرمن، والمالينو، نظراً لتميزهما بالذكاء العالي، وجمال الشكل من حيث الشعر الكثيف واللون.

ويوجه مهنا الذي يمارس مهنة تدريب الكلاب منذ 7 أعوام، ويقوم بتربيتها من 18 عاماً، نصيحته للمربين الناشئين بضرورة وضع الكمامة في فم الكلب عند اصطحابه للشارع حتى لو كان الكلب مدرباً.

وأشار مهنا أنهم يواجهون صعوبة كبيرة جداً في إدخال الكلاب المستوردة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، حيث ترفض إدخال أي نوع من الكلاب لغزة بحجة استخدامها من قبل المقاومة، باستثناء كلب "اللولو" صغير الحجم، والذي يستعمل للمناظر.

طموحات ومطالب

وفي السياق، قال مهنا، إن الكلب يحتاج بشكل دائم للتنزه، وقد يصاب بالتوحد والاكتئاب، وممكن أن يتحول لكلب شرس مفترس، مطالباً بإيجاد أماكن خاصة لتنزه الكلاب، أو تحديد أوقات الفترة المسائية لتنزه الكلاب بالشوارع مع أصحابها.

كما يطمح مهنا بتوفير سوق للكلاب، ومكاناً دائماً للتجمع من أجل إقامة الفعاليات الخاصة بهواة الكلاب.

رأي الشرع

من الناحية الشرعية، يرى الداعية عماد حمتو أن الاسلام أباح تربية الكلاب لغرضين فقط وهما في الصيد أو الحراسة، وبرغم اختلاف بعض المذاهب الإسلامية إلا أنها تتفق في الغالب على (نجاسة) الكلاب.

ويرجع حمتو انتشار ظاهرة تربية الكلاب إلى الفراغ العميق وندرة الأهداف التي من المفروض أن يسعى الشباب إلى تحقيقها في ظل الحصار، وارتفاع نسب البطالة.

وتوجه الداعية، بالنصح للشباب البحث عن شيء أكثر افادة وبعيدا عن الممنوعات الدينية، فتربية الكلاب ممنوعة في الأصل ما دام لم تدعو إليها الحاجة.

GettyImages-526035192.jpg
d0c4f56d0a1fc273f10abe9395394ebc.jpg

66047850_2154854444638035_3208270570735009792_n.jpg
49587662_2161141197255806_9002650399043223552_n.jpg
49525677_2161141397255786_2877549838310834176_n.jpg
892ff2fbf7d7e046baac776b7f221137.jpg
49465009_2161141153922477_7786638934414458880_n.jpg