الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

مأساة تحولت إلى إبداع.. رحلة أسيل نسمان من غزة إلى الحدود المصرية

تحليل "بن غفير" يقود "الأمن الداخلي".. هل يحمل تصعيدًا إضافيًا تجاه الفلسطينيين؟

حجم الخط
إيتمار بن غفير زعيم حزب القوة اليهودية
غزة/ القدس - وكالة سند للأنباء

يثير منح زعيم حزب "القوة اليهودية" إيتمار بن غفير دورًا أمنيًا حيويًا في الحكومة الإسرائيلية القادمة، مخاوف من توسيع حدة الاعتداءات ضد الفلسطينيين، استنادًا إلى مجاهرته بمواقف عنصرية وآراء متطرفة تجاههم، دفعت جهات فلسطينية إلى التحذير من "نتائج كارثية" محتملة لتوليه منصبه على ساحة الصراع.

وترتسم علامات استفهام حول تهديدات "بن غفير" المتكررة، وفيما إن كانت ستجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع، أم أن الحسابات الداخلية أو الضغوط الدولية ستفرض كلمتها على رئيس حكومته بنيامين نتنياهو لتحجيم سطوته؟

وبرزت أحدث مواقفه العدائية أمس الثلاثاء، عندما طالب بمنح "وسام الشجاعة" لأفراد شرطة الاحتلال الذين قتلوا الشهيد راني أبو علي عند دوار مخماس قرب رام الله، بعد تنفيذه عملية دهس أسفرت عن إصابة مجندة بجروح.

قتلة علي أبو راني.jpg
 

وقبل أيام، تعهد "بن غفير" بتغيير الوضع القائم حاليًا في المسجد الأقصى والسماح لليهود بالصلاة فيه، وهو الأمر المحظور حاليًا بموجب الوضع الراهن والاتفاق مع الأردن، بالإضافة لتعزيز البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية، وتغيير تعليمات فتح إطلاق النار تجاه الفلسطينيين.

ووقع حزب الليكود الجمعة الماضي أول اتفاق في الائتلاف الحاكم المقبل مع "القوة اليهودية" يتولى بموجبه "بن غفير" حقيبة الأمن الداخلي، مع صلاحيات واسعة تشمل إدارة شرطة حرس الحدود العسكرية المتمركزة في الضفة الغربية.

وسيضع هذا "بن غفير" الداعم القوي للمستوطنات، أمام مسؤولية التعامل مع عمليات المقاومة الشعبية والمسلحة التي تكاد لا تتوقف منذ نحو عام؛ في ظل تزايد الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي يشهد بانتظام اقتحامات للمستوطنين يقودها في كثيرٍ من المرات المتطرف "بن غفير".

"حكومة إرهابية"..

ويلخّص المختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، هوية الحكومة القادمة بالقول: "إننا أمام حكومة إرهابية عنصرية متطرفة تجاه الفلسطينيين".

ويقول بشارات لـ"وكالة سند للأنباء"، إن كل تعديلات اتفاق الائتلاف الحكومي بين "الليكود" و"القوة اليهودية" تخص الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي الداخل المحتل وآلية التعامل معهم، وليس أحد آخر غيرهم.

ويشير إلى أن تأثيرا مباشرا سيطال الفلسطينيين في النقب والجليل (الداخل) من خلال سياسات قد يتخذها "بن غفير"، إذ يشعر أن أكثر من نصف سكان هذه المناطق هم من العرب.

وبناءً عليه يتوقع الباحث في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن تتأزم العلاقة أكثر بين فلسطينيي الداخل والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية عند تولي من وصفه بـ"الفاشي" إيتمار بن غفير وزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن الشرطة.

وينبه شلحت في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن هذه العلاقة ليست سوية أصلا، وسبق أن استخلصت لجنة تحقيق إسرائيلية رسمية أن المؤسسة الأمنية وبالذات الشرطة تتعامل مع الفلسطينيين في الداخل كأعداء وليس كمواطنين.

ويُردف إن الفلسطينيين "خبروا التعامل العدائي القمعي في الماضي، وأصبح لديهم من التجربة الكفاحية ما تكفي لخوض المواجهة وعدم الخضوع".

ويخلص شلحت إلى أن العلاقة بين القوى السياسية الفلسطينية في الداخل والحكومة المرتقبة ستتسم بقدر أكبر من الصدام والسياسة العدائية الحكومية، ما يعني تزايد احتمالات المواجهة.

ويأخذ بعين الاعتبار أن مثل هذه المواجهة "يمكن أن يتسع نطاقها على قاعدة ما بات يعرف بوحدة الساحات الفلسطينية، وهو ما من شأنه أن يفاقم أزمة إسرائيل".

إيتمار بن غفير يُشهر سلاحه.webp
 

وكان "بن غفير" دعا في السابق إلى تهجير الفلسطينيين في الداخل من أرضهم.

لكن بشارات يشكك بأن يسمح "نتنياهو" لشريكه في الائتلاف الحاكم بكم كبير من الصلاحيات، حتى وإن بدا الأول واثقًا من نفسه فيما سيتخذه من قرارات في حدود سلطاته.

ويقول بشارات: "نتنياهو خدّاع ومعروف عنه إعطاء الوعود لكن لا يلتزم بها".

تحركات مقيدة..

ويتوافق المختص بالشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد مع بشارات حول النقطة الأخيرة، من خلال القول: "إن تغييرات كثيرة لن تحدث على سياسات الحكومة القادمة، ففي النهاية هناك مؤسسة عامة تسيطر".

ويضيف أبو عواد لـ"وكالة سند للأنباء": "حزب القوة اليهودية لديه مشروع كبير، لكن عادة من يكون في المنصب يحاول قدر الإمكان تعديل توجهاته إلى حد ما".

لكنه يتفق مع سابقيْه بأن فلسطينيي الداخل هم أكثر من سيتأثرون سلبا فيما يتعلق بضغوط الشرطة الإسرائيلية عليهم في عهد "بن غفير" كوزير.

على عكس المتوقع..

وحيث تشهد الضفة الغربية منذ أشهر موجة اقتحامات وإعدامات تجابه بعمليات تنفذها المقاومة بعضها مميتة، فيعتقد أبو عواد أنها تتجه نحو تخفيف حدة التصعيد الميداني بشكل أقل من عهد حكومة نفتالي بينت ويائير لابيد.

عملية إطلاق نار بالقدس.jpg
 

ويُتابع: "الضفة الغربية على عكس المتوقع، قد تشهد تراجعًا بسيطًا في حدة المواجهة، لأن سياسة نتنياهو تقليص الصراع بشكل كبير"، مشيرًا إلى أن "الحكومة القادمة معنية بالهدوء أكثر من أي حكومة قادمة".

وحول ذلك، يقول بشارات من جانبه، إن الوضع الميداني الحاصل في الضفة الغربية من شأنه أن يؤثر على عمل الحكومة القادمة.

وبحسب تقديراته فإن الفلسطينيين "لن يكون موقفهم سلبي تجاه أي حماقة يرتكبها بن غفير بشكل خاص وحكومة نتنياهو بشكل عام".

و"بن غفير" هو مؤيد صريح للكاهانية، وهي أيديولوجية تستند إلى آراء مئير كهانا، حاخام أرثوذكسي أمريكي المولد وعضو سابق في الكنيست الإسرائيلي اغتيل في عام 1990.

واحتفظ في مكتبه لسنوات بصورة لـ"باروخ غولدشتاين"، المستوطن الذي قتل وجرح عشرات المصلين في الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994.

منظومة متكاملة..

إيتمار بن غفير يقتحم الأقصى.jpeg
 

وبشأن تعهد "بن غفير" بالعمل على تغيير الوضع القائم حاليًا في المسجد الأقصى، يقلل مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد الحموري، من فكرة التركيز على تطرفه دون غيره من وزراء الحكومة الإسرائيلية.

ويقول الحموري لـ"وكالة سند للأنباء"، إن الوزراء الآخرين ليس أقل تطرفا منه، ولطالما سارت كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على نهج عدم منع اقتحامات المستوطنين لـ "الأقصى" بل وتوفر الحماية الكاملة لهم.

ويُكمل: "إن بن غفير ولا غيره سيزيد شيئا من المخططات في المسجد الأقصى، وإنما هناك مؤسسات إسرائيلية رسمية وأخرى تابعة للمستوطنين تمهد من زمن لتغيير الواقع في الأقصى على أساس إقامة "الهيكل" المزعوم".

لذلك يعتقد الحموري، أن الاعتماد يكمن فقط في مواصلة تصدي المقدسيين لمخططات تهويد المسجد الأقصى، خصوصًا بين الجيل الناشئ منهم حيث كانت لهم مواقف بارزة خلال السنوات الأخيرة.

ايتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى.jpg
 

وأول أمس، رد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري على تهديدات بن غفير بالتأكيد لـ"وكالة سند للأنباء" على أن الفلسطينيين لن يسمحوا لزعيم حزب "لقوة اليهودية أو لغيره، بالمساس بحرمة المسجد.

وحمّل الشيخ "صبري" حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تهديداته بشأن المسجد الأقصى، واصفًا تصريحاته بـ "العنصرية والمرفوضة" ولا يُعوّل عليها بأي شيء.