"أسبوعان وأنا استخدم المرهم بلا فائدة، يبدو أنني تعرضت لعملية احتيال من جهة مجهولة"، بهذه الكلمات تحدث الشاب سامي عبدو عن تجربة شراء أحد الأدوية من خلال التسوق الإلكتروني.

ويُتابع "عبدو" لـ "وكالة سند للأنباء" شاهدت إعلاناً في فيسبوك لمستحضر من المفترض أنه يزيل الزوائد الجلدية والثآليل، تواصلت مع الصفحة المعلنة، وخلال يومين استلمت المرهم عبر شركة توصيل، بعد دفع 100 شيكل".

استخدم ضيفنا الدواء ثلاث مرات يوميًا على مدار أسبوعين لكن بلا فائدة رغم تأكيدات مشرف صفحة المنتج أن النتائج ستظهر بعد ثلاثة أيام فقط، وهذا ما دفع "عبدو" للتواصل معهم مجددًا لكن دون رد.

ويلفت إلى أن الجهة المعلنة حظرته ومنعته من التعليق على الصفحة، عندما بدأ بانتقاد المنتج وتحذير المواطنين منه.

تحذير من وزارة الصحة..

شكوى "عبدو" ليست الأولى، فظاهرة شراء الأدوية والمستحضرات الطبية عبر صفحات إلكترونية مجهولة الهوية، دفعت وزارة الصحة الفلسطينية لإطلاق نداء تحذيري للمواطنين قبل يومين.

وذكرت أن بعض هذه الصفحات تعمل على تضليل الجمهور من خلال الترويج لمستحضرات صيدلانية أو عشبية غالبًا ما تكون مغشوشة وغير فعالة، وقد تحتوي على مواد سامة لها أعراض جانبية خطرة قد تؤدي للوفاة.

وأكدت الوزارة على لسان مدير عام الصيدلة، تهاني فتوح على أن المصدر الوحيد والآمن لشراء الأدوية والمكملات الغذائية هو الصيدليات، وبعد استشارة طبيب مختص أو صيدلي.

وتابعت فتوح: "سلامة هذه المنتجات وفعاليتها وظروف تخزينها غير مضمون، كما بإمكان الجمهور التأكد من أي مستحضر طبي من خلال الرجوع للقائمة المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة".

ولفتت إلى أن الإدارة العامة للصيدلة وبالتعاون مع الدائرة القانونية في وزارة الصحة قدمت شكاوى بحق 211 صفحة مجهولة تروج لمستحضرات طبية غير آمنة لنيابة الجرائم الاقتصادية.

ونبهت أن النيابة ستحول تلك الشكاوى إلى المحكمة، وستعمل على إغلاقها واتخاذ المقتضى القانوني اللازم بحق أصحابها.

كيف تصل إلينا؟

وحول مصدر هذه المستحضرات غير الفعالة، يُجيب المختص في شؤون الرعاية الصحية الصيدلاني شداد عبد الحق: "جزء كبير من هذه الأدوية يتم الترويج لها من خلال صفحات موجودة في الداخل المحتل أو القدس وهي غير مسجلة في إسرائيل وفلسطين وهذا يزيد الاشتباه".

أما المصدر الثاني فهو عن طريق الاستيراد المباشر من الخارج كتركيا وغيرها بطرق رسمية، تحت مسمى مستحضرات تجميلية.

ويُكمل "عبد الحق" لـ"وكالة سند للأنباء": أنه "رغم تأكيد وزارة الصحة في قرار صدر عنها العام الماضي على أن مستحضرات التجميل سيُطبق عليها قواعد استيراد الأدوية العادية كحاجتها لتسجيل مسبق وإجراء الفحوصات اللازمة، لكن حتى اللحظة لم يتم تنفيذ ذلك".

وعن احتمالية وجود مخاطر من استخدامها، يؤكد: "بالفعل هناك خطورة من استخدام هذه الأدوية والمستحضرات، لأنها ببساطة مزورة ولا تحتوي على أي فعالية علاجية".

كريم بالزئبق وأنسولين بلا ثلاجات..

وحسب المختص في الرعاية الصحية فإن "بعض المستحضرات غير مطابقة للمواصفات العلاجية، فمنذ يومين أصدرت وزارة الصحة ونقابة الصيادلة تعميماً بمصادرة كريم يحتوي على الزئبق بمستويات عالية ويلحق ضرراً صحياً مباشراً".

ويُردف: "قد تكون هناك مستحضرات فعالة لكنها تُنقل وتُخزن بطرق خاطئة، ففي مرات عديدة تم ضبط إبر أنسولين مهربة عن الجسر خارج الثلاجات وأدوية أخرى متعرضة لأشعة الشمس فترات طويلة ودرجة حرارة مرتفعة".

وفي سؤالنا عن أفضل الطرق للحد من هذه الظاهرة؟ يُجيب "عبد الحق" أن ذلك يكون من خلال "ضبط الجهات القضائية والقانونية وملاحقة المروجين، إضافة لتوعية المستهلك حول أضرار ومخاطر هذه المنتجات".

ويختم: "بما أننا أمام نمط استهلاكي جديد قائم على التسوق الالكتروني الذي يصعب وقفه، فإن الحل يكمن في السماح للجهات الرسمية والمرخصة كالصيدليات ومستودعات الأدوية بالتسويق الالكتروني وخدمة التوصيل "الدلفري" أسوة ببعض الدول المجاورة".