الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

المقامات الإسلامية في بؤرة الاستهداف الاستيطاني بالضفة

حجم الخط
المقامات الإسلامية
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لا شيء مستثنى أمام آلة الاستيطان الإسرائيلي التي تبتلع أراضي الضفة الغربية بما فيها من حجر وشجر، حتى طالت معالم ومقامات دينية وتاريخية، يستهدفها الاحتلال بالتزوير والادعاء بيهوديتها وارتباطها بتاريخ مكذوب، منذ النكبة عام 1948 وحتى يومنا هذا.

وفي شمال الضفة، حيث تكثر المقامات والأماكن التاريخية والإسلامية، تركزت عمليات الاستيلاء والسيطرة عليها، بعضها ابتلعته نقاط أمنية وعسكرية، وأخرى أضحت محطات تزوير دينية وسياحية استيطانية، ومعالم أخرى تحت الرقابة والتهديد؛ تمهيدا للسيطرة عليها بشكل كامل.

ومن المقامات التي ابتلعها الاستيطان شمال الضفة، مقام "بلال بن رباح" الذي سيطرت عليه مستوطنة "ألون موريه" جنوب نابلس، ومقام "الشيخ غانم الدين المقدسي" على جبل جرزيم بنابلس، في حين تستهدف مقامات أخرى في محافظة سلفيت بالتزوير ومحاولات السيطرة عليها من خلال اقتحامات ينظمها المستوطنون للصلاة والغناء والرقص فيها.

ويشير مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إلى ما تتعرض له مقامات "ذي الكفل" في بلدة حارس شمال سلفيت، حيث باتت هدفا متواصلا لزيارات وصلوات المستوطنين المتطرفين، يتخللها الغناء والرقص، إضافة لقبر يوسف وما يرافق اقتحاماته من جنون أمني وعسكري ودموي، حسب قوله.

ويضيف "دغلس" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "أن المستوطنون يستهدفون أيضا مقامات شعلة في الناقورة وبايزيد في برقة، قرب مستوطنة حومش المخلاة في محاولة لبسط سيطرتهم عليها" .

ويوضح أن "ناشطي الاستيطان وحاخامات المدارس والمعاهد الدينية يقومون بتعبئة وتوجيه الأطفال والفتية اليهود بمعلومات مضللة، تشير ليهودية المقامات واستجلاب مصطلحات دينية واهية تدعم أكاذيبهم ومزاعمهم".

تزوير التاريخ..

إلى ذلك، يشير المؤرخ مروان الأقرع، إلى أن هدف الاستيطان من ابتلاع المقامات هو محاولته المحمومة لإثبات أحقيته بها، كشماعة تعيد عقارب التاريخ للوراء، وترداد مقولات أرض الآباء والأجداد وخلافها من مصطلحات دخيلة على تاريخنا وحضارتنا وأرضنا.

ويفند "الأقرع" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" المزاعم الاستيطانية واليهودية، لافتًا إلى أنّ تاريخ المقامات التي تم ابتلاعها ضمن المستوطنات وتلك الأخرى المهددة، تعود حقبتها التاريخية والعمرانية لفترة المماليك.

وينبّه "ضيف سند" لخضوع شمال الضفة للفترة السامرية (السامرة) وليست اليهودية، مضيفًا: "المستوطنون يسرقون حجارة مخطوطة على أبواب المقامات ومحاريبها لإخفاء التاريخ الإسلامي العروبي، كما هو الحال في مقام أبو إسماعيل قرب مستوطنة "براخا"، ومقابل حاجز حوارة وغيره من المقامات والشواهد" .

ويرصد "الأقرع" في سياقات تاريخية، وقوع المقامات على التلال والجبال لغايات المراسلات بين القلاع والمدن، فيما كانت مدن الساحل الفلسطيني تحت سيطرة الصليبيين، مشيرًا إلى أن إطلاق أسماء الصحابة عليها كان لتحبيب المريدين المتصوفة بالمكان ودعم حضوره .

وإلى قرية عزموط شرق نابلس، يحدثنا مخلص سمارة الذي ولد هناك في ذات العام الذي غرست فيه مستوطنة "ألون موريه" القريبة من مسقط رأسه عام 1982، ويقول إنه لم يتمكن في حياته من الوصول لـ "مقام بلال بن رباح"؛ بسبب التواجد العسكري والحراسات المشددة ورفع الأعلام الإسرائيلية على قبته .

ويضيف لـ "وكالة سند للأنباء: "الأراضي المجاورة والتي تم شق الطرق فيها مؤخرا لخدمة الأراضي الزراعية يُلاحق فيها الأهالي ويمنعون من عبورها، فما بالكم بمقام إسلامي؟ (...) الاحتلال يبتلع كل شيء ويصادر الأرض بكل شيء عليها".

ولم تكن المساجد أيضًا بعيدة عن الاستهداف، ففي بلدة قريوت جنوب نابلس، كان مصير مسجدين يقعان في منطقة سيلون الكنعانية التابعة للبلدة، السيطرة والضم لهيكلية وحدود مستوطنة "شيلو"، التي ابتلعت آلاف الدونمات في المنطقة، وفق الناشط بشار القريوتي.

ويشير القريوتي خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى زيارته تلك المنطقة ضمن وفود صحفية وسياحية، حيث شاهد ووثّق الشواهد التاريخية والإسلامية جميعها في المساجد والمقامات ومنها مسجدا العمري والتسعين.

وتنتشر المئات من المقامات الإسلامية في الضفة الغربية، وتظهر بشكل جلي بالطابع الإسلامي من خلال القباب والمحاريب وطريقة الدفن الإسلامية؛ ورغم ذلك يستبيحها المستوطنون تحت حراسة من جيش الاحتلال.

وعادة ما يرافق اقتحام المستوطنين لتلك المقامات، اعتداءات على أهالي القرى القريبة منها، وسط حالة من الفوضى والغناء والرقص، إضافة لخط شعارات عبرية عنصرية على جدرانها مثل "الموت للعرب".

وتشهد تلك الاقتحامات مواجهات عنيفة، لا سيما لدى اقتحام مقام قبر يوسف في نابلس، الذي يدّعي المستوطنون أنه قبر النبي يوسف عليه السلام، في الوقت الذي تنفي الحقائق التاريخية والأثرية والدراسات التي أجريت للمكان تلك المزاعم، مشيرة إلى أن عمر القبر لا يتجاوز الـ 200 عام، ويعود لأحد الرجال الصالحين الذين سكنوا المنطقة قديما ويدعى يوسف دويكات.