الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

خاص انفوجرافيك مسافر يطا.. هجمة إسرائيلية تستعر خلال 2022

حجم الخط
مسافر يطا
الخليل- يوسف فقيه- وكالة سند للأنباء

كما في الأعوام الماضية، لا زالت مسافر يطا جنوب الخليل تتصدر مشهد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، عبر هجمة لا تتوقف، مستهدفة التواجد الفلسطيني في المنطقة وترحيل السكان من أراضيهم.

ويعيش الفلسطينيون في مسافر يطا واقعًا صعبًا؛ فإلى جانب حرمانهم أبسط مقومات الحياة، يحاول جيش الاحتلال ومستوطنيه اجتثاثهم من أراضيهم ومحو وجودهم.

وضمن ملف "حصاد فلسطين 2022.. الثورة مستمرة" الذي تضعه "وكالة سند للأنباء" بين أيديكم، يرصد هذا التقرير أبرز ما واجهته مسافر يطا خلال العام الماضي، والذي تعرضت فيه المساكن لمزيد من عمليات الهدم وإخطارات بالهدم ووقف البناء، والتوسع الاستيطاني.

ويقطن قرابة 2000 فلسطيني في اثني عشر تجمعاً سكانياً في مسافر يطا قرب يطا جنوب الخليل، ويعمل أغلبية السكان في تربية المواشي ورعي الأغنام، وسط ممارسات إسرائيلية تهدد الوجود الفلسطيني في المنطقة.

قرار بإخلاء المسافر..

مع مطلع العام الجاري 2023، أبلغ الارتباط الفلسطيني مجلس قروي يطا، أن الاحتلال الإسرائيلي سيبدأ خلال الأيام القريبة القادمة تنفيذ قرار المحكمة الإسرائيلية بتهجير سكان ثمانية قرى وتجمعات في المسافر.

والتجمعات التي يشملها قرار الإخلاء والتهجير القسرى من أراضيهم هي: الفخيت، والحلاوة، والمركز، وجنبا، وخروبة، ومجاز، والتبانة، واصفي، وفق رئيس قروي مسافر يطا نضال يونس.

وأرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية منتصف مارس/ آذار 2022، قرارًا بشأن تهجير سكان 12 قرية في مسافر يطا، ضمن خطّة إسرائيلية رامية للتهجير القسري، من أجل إجراء تدريبات عسكرية منتظمة لجيش الاحتلال.

لكن في الخامس من مايو/ أيار 2022، قررت المحكمة الإسرائيلية العليا المضيّ في تنفيذ قرار تهجير سكّان 8 قرى في المسافر.

قرى المسافر.jpg
 

وطالب سكّان هذه المناطق على مدار سنوات بمنع ترحيلهم القسري من قراهم التي أعلنها الاحتلال منطقة تدريبات عسكرية "رقم 918" وبإلغاء إعلان قرار سابق بإعلان أراضيهم منطقة تدريبات عسكرية وبإغلاق كامل المنطقة التي تقع فيها قراهم لغرض إجراء الجيش تدريبات عسكرية فيها.

هذا الصراع ليس حديثًا فمنذ 23 عاماً يعمل جيش الاحتلال من أجل إخلاء السكّان من هذه المناطق، بدعوى أنها مناطق "تدريب وإطلاق نار"، مدعيًا أن المنطقة كانت غير مأهولة قبل 1980 وهو ما ينفيه الفلسطينيون القاطنون في المنطقة من عشرات السنين.

إخطارات وهدم..

تُظهر المعطيات التي حصلت عليها "وكالة سند للأنباء" من لجنة الحماية والصمود في المسافر، أن الاحتلال استمر في عمليات الهدم لمساكن ومنشآت زراعية، كما لم تتوقف إخطارات الهدم ووقف العمل في أي منشأة ومسكن يتم تشييده هناك.

ونفّذ الاحتلال خلال 2022 خمسين عملية هدم لمنشآت ومساكن في مسافر وبادية يطا، توزعت ما بين منازل مسقوفة بالحجر والزينكو، ومنشآت زراعية وبركسات لتربية الأغنام.

وسلّم الاحتلال 140 إخطاراً بالهدم لوحدات سكنية، وقرابة 160 إخطاراً بالهدم ووقف البناء لمنشآت متعددة الخصائص ما بين زراعية وصناعية في مختلف تجمعات مسافر يطا.

وضمن سياسة التضييق والتنكيل بالسكان، احتجز جيش الاحتلال رعاة الأغنام والمواطنين لعدة ساعات بمن فيهم نساء وأطفال أكثر من 26 مرة خلال العام الماضي، ليتم الإفراج عنهم بعد ساعات قرب مواقع جيش الاحتلال، وبينت المعطيات تسجيل احتجاز بحد أدنى ما بين شخص إلى خمسة أشخاص خلال هذه المرات.

321152487_473977058247485_6534647468584227202_n.jpg
 

كما نشر جيش الاحتلال خلال الفترة المذكورة، حواجز عسكرية ثابتة بشكل كبير، إضافة لطيارة على المداخل المؤدية للمسافر.

كما عزلت سلطات الاحتلال قريتي جنبا والمركز والتجمعات البدوية في المسافر، وحصرت الدخول والخروج إليها عبر حاجز عسكري أقيم خلال العام الماضي؛ يتم عبره تفتيش المواطنين والتنكيل بهم.

وعلى حساب أراضي المسافر، شهدت مستوطنتي "افي غال" و"متسبي يائير" خلال العام الماضي عمليات تجريف وتوسيع، طالت عشرات الدونمات من الأراضي لصالح بناء وحدات سكنية استيطانية.

انتهاكات مضاعفة..

رئيس مجلس قروي مسافر يطا نضال يونس، يرى في قراءته لواقع المسافر خلال عام 2022، أنه رغم صعوبة إجراءات وسياسة الاحتلال خلال السنوات الماضية في استهداف سكان المسافر، إلا أنها لا تقارن بما حدث خلال العام المنصرم، عبر إجراءات صعبة تهدف لترحيل المواطنين من أراضيهم.

ويشير إلى أن الانتهاكات تضاعفت على كل المستويات خاصة بشأن اعتبار المحكمة الإسرائيلية كل قرى المسافر ضمن منطقة "إطلاق النار 918"، حيث باتت كل القرى مهددة بالترحيل، والهدم وليس فقط هدم بيوت ومنشآت سكنية بشكل منفرد، مما يعرضها لتنفيذ قرار الاحتلال بالترحيل.

ويشرح يونس في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" واقع منطقة مسافر يطا وما تشهده من حيوية وحركة مستمرة، حيث كان سابقا يدخلها 300-400 مركبة من العمال والزوار يوميًا، لكن الآن لا يدخلها أكثر من خمسة مركبات من سكان المنطقة، خاصة بعد مصادرة الاحتلال قرابة مئة مركبة بحجة أنها غير قانونية خلال عام 2022.

وإلى جانب الاعتداء على الأراضي التي تعد شريان الحياة للمزارعين ومربي المواشي في المسافر، وبعد أن كان يسمح بالزراعة في أغلب الأراضي، بات المزارعون محرومون من حراثة معظم الأراضي الزراعية.

وبذلك، فقد مربو الأغنام أغلب مساحات المراعي خلال هذه الفترة، ما اضطرهم للاستغناء عن أعداد كبيرة من مواشيهم بسبب عدم توفر المراعي وارتفاع أسعار العلف وسياسة الاحتلال في التضييق على حركة المواطنين وتنقلهم، عدا عن الخسائر من انتشار الحمى القلاعية في الأغنام هذا العام.

وشهد عام 2022، أول عملية هدم لمدرسة في مسافر يطا، وهي مدرسة "إصفي الأساسية"، في إشارة لخطورة تفعيل قرارات الهدم بحق المنشآت المخطرة بما فيها المدارس، حيث تلقت مدارس أخرى بالمسافر إخطارات بالهدم.

هدم م.png
 

ضعف الدعم الحكومي..

ورغم ما تتعرض له المسافر من استهداف واضح، لم يرتق الدعم الحكومي – وفقاً لنضال يونس - لمستوى الوعود بتعزيز صمود المواطنين وحجم المعاناة التي يواجهونها يومياً من سياسات الاحتلال.

وبقي الدعم الرسمي في إطار ما يقدّم من برامج المؤسسات الدولية، رغم تشكيل لجنة وزارية من الحكومة عقب عقد مؤتمر دعم صمود المسافر، تبعًا ليونس.

من جانبه، يصف منسق لجنة الحماية والصمود في المسافر فؤاد العمور، ما جرى خلال عام 2022 بالاعتداءات الصاخبة والمتصاعدة بحق التجمعات في مسافر يطا التي تتعرض لهجمة احتلالية شرسة.

ويتحدث لـ "وكالة سند للأنباء" عن وجود سياسية إسرائيلية كاملة ومندمجة ما بين جيش الاحتلال ومستوطنيه في الهجمة ضد المسافر، عبر تشريع الاستيطان وتكثيف الاعتداءات في محاولة لدفع المواطنين لمغادرة أراضيهم.

ويرى العمور أن مسافر يطا ستكون أمام تداعيات خطيرة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع قدوم حكومة إسرائيلية أكثر تطرفاً من سابقاتها، مضيفًا: "سيصعد الاحتلال من اعتداءاته، ويحاول فرض السيطرة على أكبر مساحات من الأراضي لضمها للسيادة الإسرائيلية، وفرض سياسة العقاب الجماعي على المواطنين".