كشف برنامج "ما خفي أعظم" عبر قناة الجزيرة الفضائية، مساء الجمعة، تفاصيل جديدة عن مجموعة "عرين الأسود" و"كتيبة جنين"، حيث ينشط مقاتلوها بالعشرات في شمالي الضفة الغربية.

وظهر خلال الحلقة، التي يشرف عليها الإعلامي الفلسطيني تامر المسحال، عشرات المقاتلين من المجموعتين المسلحتين في نابلس وجنين يتلقون تدريبات عسكرية ويشرفون على عمليات إطلاق نار والتصدي لقوات الاحتلال، فضلا عن تجهيز العبوات الناسفة.

وكشف مسؤول الدائرة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أكرم العجوري، عن أن كتيبة جنين، هي في طور البناء والتصاعد وعدد عناصرها كبير، معتقدا أن ما يحدث هو تراكم طبيعي لشجاعة أبطال مخيم جنين منذ 20 عاما.

وأضاف "العجوري" في "ما خفي أعظم" أن العشرات من مقاتلي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس-الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، "مجهزين بالسلاح والخبرة وحاضنتهم الشعبية بالمئات".

وأشار "العجوري"، خلال ظهور نادر عبر الإعلام، إلى أن لدى سرايا القدس كتائب أخرى بالضفة الغربية، لم يكشف عن طبيعتها.

وتحدث عن محاولة اغتياله في دمشق عام 2019، قائلا إن "العدو بطبيعته غادر، ولا نتوقع منه خلاف ذلك، ونعلم أن من سبقنا أفضل منا بالأداء والتأثير".

ووجه الاتهام لـ"طرف" -لم يسمه- "يساعد العدو ضد المقاومة وساعده في محاولة اغتيالي التي استشهد فيها نجلي في دمشق عام 2019".

وأفصح المسؤول العسكري في "الجهاد الإسلامي" أن "عملية حومش" كانت تستهدف أسر وقتل جنود الاحتلال، مشددا على أن قضية الأسرى "من أهم القضايا" لدى سرايا القدس.

وقتل في العملية مستوطن وأصب آخران إثر استهداف سيارة عند مدخل مستوطنة "حومش" في شمالي غربي نابلس في 16 ديسمبر 2022.

وقال "العجوري" إن أولوية رئيس حكومة الاحتلال الجديدة بنيامين نتنياهو "استكمال مشروع التطبيع، وهو يعوض بذلك عجز جيشه عن خوض معارك مفتوحة في المنطقة".

وهدد المطلوب البارز لـ"إسرائيل" بأن "أي معركة مفتوحة قادمة مع الاحتلال ستكون لها ما لها من نهاية".

من جانب آخر، كشفت "سرايا القدس" تفاصيل إحباطها اختراقا إسرائيليا لصفوفها حيث جندت "عميلا مزدوجا" خدع ضابط مخابرات من "الشاباك" الإسرائيلي.

وأشارت "سرايا القدس" إلى أن "المجنـد 206" خدع ضابط المخابرات الإسرائيلي، ونجح في تصويره سرّا بعدما التقاه في القدس قبل أن يعود إلى غزة.

ونوهت إلى أن العملية الأمنية أحبطت اغتيال قائد بسرايا القدس وكشفت عن خيوط وأساليب تجنيد "الشاباك" لفلسطينيين.

عرين الأسود

كما أفردت حلقة "ما خفي أعظم"، مساحة لـ"عرين الأسود" التي تشكلت بداخل البلدة القديمة بنابلس عقب عملية اغتيال محمّد العزيزي وعبد الرحمن صبح في 24 يونيو الماضي.

وقال قائد عرين الأسود الذي يكنّى بـ"أبو فلسطين"، إن "عرين الأسود" ظهرت من بين أبناء الشعب الفلسطيني ونفذ مقاتلوها عمليات نوعية أصابت مستوطنين عدة.

وكشف عن تلقيهم عروضا لتسليم أنفسهم وتفكيك "العرين" مقابل الحصول على امتيازات، قائلا "لن أسلم نفسي ولدينا الكثير من الجنود المجهولين في الأرض".

ومنتصف ديسمبر 2022، أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في غزة والضفة الغربية، أن 72% من الجمهور الفلسطيني يساندون فكرة تشكيل كتائب مسلحة مثل "عرين الأسود"، فيما أبدى 22% اعتراضهم على مثل هذه التشكيلات.

ويرى 90% من المستطلعة آراؤهم أنه لا يحق للأجهزة الأمنية اعتقال هؤلاء المقاومين أو مصادرة سلاحهم، فيما قال 79% من الجمهور، إنهم ضد تسليم أفراد المجموعات المسلحة أنفسهم وأسلحتهم للسلطة الفلسطينية لحمايتهم من الاغتيالات الإسرائيلية.

في سياق متصل، روى أحد منفذي عملية "تشافي شمرون" من "عرين الأسود" تفاصيل العملية التي قتل فيها جندي إسرائيلي بإطلاق نار في أكتوبر 2022، مشيرا إلى عجز جنود الاحتلال عن استهدافهم أو إطلاق النار تجاههم وانسحابهم بسلام‏.

كما كشف أحد منفذي عملية "دير شرف" التي وقعت في أكتوبر الماضي عن تفاصيل تنفيذ العملية التي قتل فيها جندي إسرائيلي بعملية إطلاق نار مماثلة تبنتها "عرين الأسود".

وقال المنفذ: "نجحنا بتنفيذ العملية، وأفرغنا مخزن بندقية كامل تجاه الاحتلال، وأحد الجنود في نقطة المراقبة كان خائفاً ولم يُطلق رصاصة واحدة".

واستنادا إلى بيانات لمركز المعلومات الفلسطيني "معطي"، الذي يرصد عن كثب أنشطة المقاومة الفلسطينية، فقد نفذ الفلسطينيون العام الماضي نحو 7216 عملا مقاوما، منها 413 عملية إطلاق نار.

وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 31 جنديًا ومستوطنًا وإصابة آخرين، بحسب إحصاءات إسرائيلية

وفي حلقة "ما خفي أعظم" عرضت رسالة للمطارد مصعب اشتية المعتقل لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية يشتكي خلالها من ظروف التحقيق، وتدهور حالته الصحية ويطالب بسرعة الإفراج عنه.

وقال قائد "عرين الأسود": "نطالب الأخوة في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالإفراج عن المطارد مصعب اشتية وندعوها لوقف ملاحقة واعتقال عناصرنا".