حظي ظهور الأسير الإسرائيلي أبراهام منغستو في رسالة مصورة بثتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، مساء اليوم الإثنين، باهتمام لافت من عائلته ووسائل إعلام إسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتلقفها كتاب ومحللون بالتعليق.

وقالت عائلة منغستو: "إن صح الفيديو الذي نعيد مشاهدته عدة مرات للتأكد منه، هذا دليل جديد أنه على قيد الحياة".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن العائلة قولها: "الدولة بحاجة للتحرك بسرعة لإعادته للمنزل، يبدو أنه بصحة جيدة ويتلقى العلاج ولا يوجد سبب لبقائه هناك أكثر. من الرائع رؤيته هذه هي المرة الأولى التي نراه فيها".

وذكر متان تسوري من صحيفة يديعوت أحرنوت: "عائلة منغستو لم تؤكد بعد أن الذي ظهر في الفيديو هو ابنها".

وقال يئلا منغستو شقيق أبراهام للصحيفة الإسرائيلية: "إنه يشبه أخي، لا يمكنني التأكيد 100%، إنه لأمر مثير، أمي لم تشاهد الفيديو بعد".

وقد تساءل الأسير "منغستو" في الرسالة المصورة: "إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم؟".

وأضاف باللغة العبرية: "أين (دولة وشعب إسرائيل) من مصيرنا؟".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: "نفحص الفيديو، وآمل أن يكون صحيحا، وأن منغستو بصحة كاملة. يصعب عليّ تحديد مستوى مصداقيته".

بينما طلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الإعلاميين الإسرائيليين "عدم الاهتمام والتعامل مع فيديو حماس" التي قال "إنها تنشغل بالدعاية الإعلامية على حساب الاهتمام بسكان غزة"، على حد قوله.

وأضاف مكتب نتنياهو في تصريح موجز: "حماس تستغل المواطن الأسير في حرب نفسية بدلا من أن تهتم بمواطني قطاع غزة.. إسرائيل تستثمر كل مواردها وجهودها لإعادة الأسرى والمفقودين إلى وطنهم".

رسالة تحدّ

واعتبرت صحيفة "هآرتس"، أن اللقطات المصورة النادرة بمثابة تحدّ من حماس لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد (هرتسي هاليفي) في يومه الأول في المكتب.

وعلقت صحيفة معاريف على فيديو القسام، بالقول: "حماس تنشر توثيق جديد عن الجندي منغيستو من داخل الأسر".

وذكر موقع "خدشوت هشيتخ" أنه "بعد حوالي 9 سنوات في الأسر كتائب القسام تنشر مقطع فيديو للأسير منغستو".

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، إنه "لا يوجد تأكيد لموعد التقاط الفيديو، أو ما إذا كان منغستو لا يزال على قيد الحياة".

وعرّفت "جيروزاليم بوست" منغيستو بأنه "إثيوبي هاجر إلى إسرائيل في سن مبكرة. وفي عام 2014، اجتاز الحدود إلى قطاع غزة، حيث أسرته حماس على الفور".

وعقّب عضو الكنيست السابق أورن حزان، قائلا: "لا أعرف ما إذا كان هذا فعلا أفيرا (أبراهام منغستو) لكن أعلم أن شاؤول وغولدين محتجزان معه في غزة، وطالما أن ظروف الأسرى الفلسطينيين ستستمر في كونها فندق 7 نجوم مع زيارات منتظمة من غزة، فهذا الواقع لن يتغير"، بحسب زعمه.

و"منغستو" واحد من أصل 4 أسرى إسرائيليين تحتفظ بهما كتائب القسام منذ سنوات، وهما جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، وجنديان آخران أسرا في ظروف مجهولة.

وأضاف "حزان" أن "طريقة إعادة أسرانا لا تنحصر فقط في عملية تبادل، بل يمكن إعادتهم بالإضرار بظروف الأسرى الفلسطينيين".

وقال الصحفي الإسرائيلي نعوم أمير: "في اليوم الذي يتغير فيه رئيس أركان الجيش، حماس تستغل ذلك وتنشر مقطع فيديو للأسير لديها أبراهام منغستو".

فيما ذكر أمير بوخبوط مراسل موقع "واللا" أن "الجنود الإسرائيليين في المكاتب ينتظرون رئيس الأركان الجديد، والقسام يجهز لهُ الاستقبال".

وقد أكدت كتائب القسام في رسالتها المصورة "فشل رئيس الأركان المغادر ومؤسسته وكذبه على شعبه وحكومته بإنجازات مدّعاة وموهومة".

وأضافت أن "على خلفه هيلفي أن يعد نفسه لحمل أعباء هذا الفشل وتوابعه".

وقالت القناة 7، إن نشر مقطع الفيديو من قبل كتائب القسام، بعد ساعات قليلة من تعيين اللواء "هيلفي" كرئيس أركان جديد للجيش.

وعلق أورين هيلمان المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "تنشر حماس، مشاهد لأبراهام منغستو، وهو إسرائيلي يعاني من إعاقة عقلية، يتم احتجازه بقسوة وبلا إنسانية. أين العالم؟! أين الأمم المتحدة؟! أين حقوق الإنسان؟!، على حد تعبيره.

أما داني دانون عضو الكنيست عن حزب الليكود والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، فقال إن "حماس تقوم باستعراض وقح، لإسرائيلي محتجز لديها وتستخدمه في أغراضها الخبيثة"، على حد تعبيره.

وأضاف: "سيأتي الرد الإسرائيلي، ولن نستسلم أبدًا حتى يعود أبناؤنا إلى ديارهم"، وفق قوله.

والشهر الماضي، حذر رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار من أن حركته "ستغلق إلى الأبد" مسألة صفقة تبادل الأسرى مع "إسرائيل" في ظل عدم إحراز تقدم في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق.