الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

كمائن المستوطنين في شوارع الضفة.. لحظات رعب ونجاة بأعجوبة والقادم "أصعب"

حجم الخط
كمائن المستوطنين في شوارع الضفة الغربية
نابلس - وكالة سند للأنباء

هياكل مركبات محترقة، تخبر من يراها عن فظاعة ما حدث، وعن بشاعة المشهد الذي نجا منه سائقوها بأعجوبة من أيدي مستوطنين متطرفين ومتعطشين لدماء الفلسطينيين أينما وجدوا على أرضهم.

فعلى جانبي الطريق الواصل بين بلدتي عقربا ومجدل بني فاضل جنوب شرق نابلس، تنتشر هياكل مركبات أحرقها المستوطنون بعد أن نصبوا الكمائن لركابها، خلال أحداث ملتهبة شهدتها قرى جنوب نابلس، مساء يوم السبت 28 كانون أول/ يناير الجاري.

وأحرق المستوطنون ست مركبات وحطموا سيارة إسعاف واقتلعوا قرابة 200 شتلة زيتون، في سلسلة أعمال انتقامية احتجاجا على إزالة بؤرة استيطانية أقاموها في منطقة "كفر عطية" الواقعة بين عقربا ومجدل بني فاضل.

325185622_912662356435218_8018835885817409191_n.jpg

وتصاعدت اعتداءات المستوطنين خلال اليومين الماضيين، عقب عملية إطلاق النار في القدس، التي نفذها الشهيد خيري علقم الجمعة الماضية، وقتل خلالها سبعة مستوطنين وأصاب آخرين، في ردٍ على جرائم الاحتلال المتواصلة، والتي كان آخرها مجزرة جنين التي خلّفت 10 شهداء وجرحى.

وحذّر ناشطون ومسؤولون محليون، المواطنين من اعتداءات المستوطنين، مطالبين بتوخي الحذر عند عبور الطرق الخارجية بين مدن الضفة، لتجنب خطر المستوطنين وكمائنهم.

كمائن على الطريق..

الشاب علاء جودة من بلدة قبلان كان في طريقه هو وصديقه متوجهين إلى عقربا حينما حاصرهما المستوطنون وكادوا يفتكون بهما، لولا أنهما أسرعا بالخروج من المركبة والإفلات منهم.

يقف جودة بجوار مركبته التي اشتراها قبل عام لاستخدامها في عمله، وهي من نوع "فولكس فاجن- كادي"، ينظر بحسرة إليها وقد تحولت لركام حديد متفحم، مرددًا: "حسبي الله ونعم الوكيل فيهم".

325471095_534559005314105_7277296645149230566_n.jpg

يروي "جودة" لمراسل "وكالة سند للأنباء" لحظات الخوف التي عاشها هو وصديقه: "كان الطريق خاليا، وفجأة خرج أمامنا مجموعة من المستوطنين من بين الأشجار يحملون العصي والحجارة ويتقدمون نحونا، حاولنا الرجوع للخلف لنجد مجموعة ثانية من المستوطنين خلفنا".

في ثوانٍ معدودة، قرّر الاثنان ترك السيارة والابتعاد عنها والنجاة بنفسيهما، بعد أن أدركا أن أي محاولة لاختراق جموع المستوطنين قد تكلفهما حياتهما بدعوى محاولتهما تنفيذ عملية دهس مع وجود جنود الاحتلال المتأهبين لإطلاق النار.

وبعد دقائق عاد الصديقان لتفقد المركبة، لكن النيران كانت قد أتت عليها بالكامل بعد أن سكب المستوطنون مواد سريعة الاشتعال على فرشها الداخلي وأضرموا فيها النيران.

ويقدّر "جودة" خسارته بمركبته التي احترقت بشكل كامل بـ "مئة ألف شيكل".

ما حدث مع جودة تكرر مع الشاب يَعرب عثمان من بلدة مجدل بني فاضل جنوب شرق نابلس، عندما عندما فاجأه المستوطنون ولاحقوه وهو في طريقه لعقربا، فترك سيارته وهرب من أيدي المستوطنين بعد أن وجد الطريق مغلقا، وابتعد عن مركبته، وعندما عاد إليها وجدها قد احترقت بالكامل.

وعن تلك اللحظات يخبرنا "عثمان" بألم: "لم احتمل رؤية السيارة محترقة فانهرت وأغمي عليّ ولم أصحُ إلا في المستشفى (..) هذه السيارة دفعت عليها دمّ قلبي وكل ما أملك، وفي لمح البصر خسرتها".

استهداف المسعفين..

ولم تسلم طواقم الإسعاف من أذى المستوطنين، فنالت نصيبها من اعتداءاتهم، بحسب الناشط والمسعف في شعبة إسعاف بلدة قريوت بشار قريوتي، الذي نجا هو وسائق سيارة الإسعاف بأعجوبة بعد اعتداء المستوطنين عليهم وهم في طريقهم لإسعاف المصابين خلال مواجهات اندلعت قرب قريتي عقربا ومجدل بني فاضل.

ويقول "قريوتي" لـ "وكالة سند للأنباء" إنهم تفاجؤوا بهجوم المستوطنين على سيارة الإسعاف بالعصي والحجارة الكبيرة بشكل مباشر وعن قرب بهدف القتل، وحطموا السيارة".

ويتابع سرد تفاصيل الحادثة: "هاجمتنا ثلاث مجموعات من المستوطنين، وتم تكسير الإسعاف بالكامل، ومع ذلك واصلنا السير للقيام بواجبنا الإنساني لتقديم الإسعافات ونقل المصابين".

وأصيب طاقم الإسعاف بجروح ورضوض بحجارة المستوطنين، وخلال تقديمه الإسعاف للمصابين في المواجهات أصيب قريوتي برصاص مطاطي بساقه أطلقه جنود الاحتلال.

325662739_697560358489127_5750868077895492976_n.jpg

تصاعد خطير..

وتصاعدت وتيرة هجمات المستوطنين واعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم منذ يومين، ووفق مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، فإن المستوطنين ارتكبوا مساء السبت 144 اعتداءً في منطقة جنوب نابلس وحدها، حطموا خلالها 120 مركبة عبر رشقها بالحجارة، بالإضافة للمركبات التي أحرقت، واعتدوا على 22 محلا تجاريا في بلدة حوارة.

ويضيف "دغلس" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" أن وتيرة الاعتداءات ارتفعت في الفترة الأخيرة وازدادت شراسة وخطورة من حيث طبيعتها ومدتها".

ويمضي بالقول: "الاعتداءات سابقا كانت خاطفة على شكل ضربات سريعة تنتهي في دقائق معدودة، أما الآن فالمستوطنون مدربون على تنفيذ الهجمات وإيقاع أكبر الخسائر وباستخدام كل الوسائل، بما فيها الأسلحة النارية والحجارة والمقاليع".

ويعزو ضيفنا هذه الزيادة في الاعتداءات، إلى زيادة حدة التطرف في المجتمع الإسرائيلي من جهة، وللضوء الأخضر الذي يحصلون عليه من حكومتهم من جهة أخرى، خاصة بعد أن ازدادت قوتهم وأصواتهم ولديهم حصة في الكنيست وباتوا هم من يحدد مصير رئيس الحكومة ووزرائها، حسب قوله.

ويوضح: "هم يشعرون أن لديهم القدرة لاستغلال قوتهم لتحقيق مشروعهم المتمثل بطردنا من أرضنا"، لافتًا إلى أن دعوات أركان الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين لحمل السلاح بدعوى الدفاع عن النفس، تمثل دعوة صريحة وضوءا أخضر للقتل، وأن ترجمتها سيكون دمويا على الأرض.

ويعتقد "دغلس" أن "القادم أصعب"، ولا يستبعد أن يرتكب المستوطنون جريمة مروعة، يحاولون فيها محاكاة جرائم العصابات الصهيونية في الأربعينات.

وتشكل الطرق الخارجية الرابطة بين مدن الضفة وقراها، خطرًا حقيقيًا على الفلسطينيين، بكونها طرقًا مشتركة بينهم وبين المستوطنين، لا سيما جنوب نابلس.

وشهدت تلك الطرق حوادث دهس وقتل متعمد لمواطنين من قبل مستوطنين وجنود الاحتلال، إلا أنها تتصاعد بوتيرة أكبر في الآونة الأخيرة.

ويسكن في محيط مدينة نابلس آلاف المستوطنين المعروفين بالأكثر تطرفًا وكرهًا للفلسطينيين، ومنهم عصابات "تدفيع الثمن" و"فتية التلال"، الذين نفذوا خلال السنوات الماضية جرائم بشعة، أبرزها جريمة حرق عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس عام 2015.

326019965_1030774314547899_3609714175080205047_n.jpg