الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

ما المطلوب لتعزيز الحضور الفلسطيني؟

خاص فرق الإنقاذ الإسرائيلية في تركيا.. محاولة فاشلة لتجميل الصورة الإجرامية

حجم الخط
فرق اغاثة
إسطنبول-وكالة سند للأنباء

وجدت "إسرائيل" في رقعة المناطق المنكوبة بالزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، فرصة لتسويق إنسانيتها المزعومة ومحاولة كسب ود الأتراك المشغولين بلملمة جراحهم، لتظهر لهم "كحمل وديع" عبر مشاركتها بطواقم إنقاذ تعمل جنبا إلى جنب مع عشرات الفرق الدولية التي تقاطرت إلى بلاد الأناضول.

ويلحظ المتعقب لعمل بعثة الإنقاذ الإسرائيلية التي تحمل اسم "غصن الزيتون"، اهتمامًا لافتًا من وسائل إعلام إسرائيلية بتحركات أعضاء البعثة وجهودهم التي يبذلونها على الأرض، مستعينين بتقنيات متطورة للوصول للمحاصرين تحت الأنقاض، وربما هي فرصة لـ"تل أبيب" لتسويق ابتكاراتها التقنية بهذا الخصوص إلى العالم.

قوة ناعمة

ورصد الإعلامي والأكاديمي الفلسطيني، أسامة الغول، حرصًا إسرائيليًا على نشر صور وفيديوهات عبر الفضاء الالكتروني لمحاولة إظهار "إسرائيل" كدولة تقدر قيمة الإنسان وخاصة الأطفال، "وهذا كذب وزور".

وقال الغول لـ"وكالة سند للأنباء"، إن "إسرائيل تسعى من ذلك إلى استثمار مأساة الزلزال في تركيا حتى تحسّن من سمعتها الملوثة بدماء أطفالنا الفلسطينيين الذين تقتلهم صباح مساء، ودون رقيب".

وبينما سرد إحصاءات رسمية تشير إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 2240 طفلا فلسطينيا منذ عام 2000، ولازالت تحتجز حتى اللحظة جثامين 12 طفلًا فلسطينيًا، فقد تساءل باستغراب: "عن أي إنسانية يتحدث الاحتلال الإسرائيلي؟".

وأضاف "أن حجة الاحتلال التي يحاول تسويقها في تركيا اليوم، وإن وجدت آذانًا صاغية في بعض وسائل الإعلام التركية للأسف، فإنها لن تدوم، عندما تُكشف هذه الحقائق التي يجب فضحها والتشهير بها بالأرقام والصور".

ونبه إلى أن ما تقوم به "إسرائيل" في تركيا، يندرج ضمن منظومة القوة الناعمة التي تمارسها بحرفية وترصد لها عبر وزارة خارجيتها ملايين الدولارات سنويا، لتعزيز الوجود الإسرائيلي في ساحة المواجهة الرقمية مع الفلسطينيين.

ووصلت بعثة الإنقاذ الإسرائيلية إلى مناطق الكوارث بتركيا صباح الثلاثاء الماضي. وستعمل على إقامة وتشغيل مستشفى ميداني في هذه المناطق.

وخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء رئيس بعثة الانقاذ الضابط غولان فاخ بالقول: "أنتم تمثلون الوفد الأكثر خبرة على المستوى الدولي، وتقومون بعمل إنساني من الدرجة الأولى وتشرفون دولة إسرائيل أيّما تشريف وتظهرون للعالم الوجه الحقيقي لإسرائيل"، بحسب تعبيره.

التقاط.PNG
 

تعزيز الحضور الفلسطيني

وفي مقابل هذه الدعاية الإسرائيلية، حدد الأكاديمي الغول خطوات عديدة لتعزيز الحضور الفلسطيني في الساحة التركية، وهذه الخطوات "بحاجة إلى رعاية من الدبلوماسية الرقمية الفلسطينية الرسمية الأكثر قربا من الدبلوماسية التركية، والأكثر تأثيرا بحكم إمكانياتها وميزانياتها".

وأوصى بهذا السياق على وجوب التواصل مع الإعلام التركي، والتشبيك والترابط معه في خطة منهجية مدروسة لا ترتبط بالأحداث الموسمية والأزمات على غرار أزمة الزلزال.

واقترح "نقل محتوى إعلامي يومي للإعلام التركي لما يجري في الأرض المحتلة، وفضح الممارسات الاسرائيلية بحق أبناء شعبنا، مع تعزيز الوجود الرقمي والصورة والأرقام الموثوقة، وهي أدوات رقمية مهمة في عملنا الصحفي كفلسطينيين".

وتابع الغول: "لابد من ترميز إعلاميين فلسطينيين في تركيا يتحدثون التركية بطلاقة للظهور عبر وسائل الإعلام التركية والحديث بالحقائق والصور عن الانتهاكات الإسرائيلية".

ونادى للتواصل مع المؤسسات الخيرية والإعلامية المناصرة للحق الفلسطيني في تركيا وحضور فعالياتها والمشاركة في الأحداث والمناسبات الفلسطينية والتركية المختلفة".

كما شدد على وجوب أن يكون هناك جهد ملموس للتواصل مع عديد المؤثرين الأتراك في الفضاء الرقمي المناصرين لفلسطين وتزويدهم بالمحتوى وتعزيز الرواية الفلسطينية من خلالهم في الإطار الشعبي.

329516277_546402950809841_3285755260369920127_n.jpg
 

على صعيد مواز، تسابق حملة "فلسطين معكم" الزمن لتسريع إغاثة وإسناد منكوبي الزلزال المدمّر الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري، بعد تشرّدهم في العراء، وسط موجة بردٍ لاسعة، إذ سيرت قافلة مساعدات جديدة نحو المناطق المتضررة اليوم الاثنين.

وأبدى رئيس مؤتمر فلسطينيي تركيا والمنسق العام للحملة محمد مشينش ارتياحه لصدى هذه الجهود الفلسطينية "الكبيرة جدا" بين الأتراك، والتي لها وقع خاص على قلوبهم، كما قال.

وحول ما يمكن أن يلمسه الأتراك من الفلسطينيين، من دون أي تأثر منهم بالدعاية الإسرائيلية التي لوحظ أنها تروج بشكل مكثف لحملات الإنقاذ الإسرائيلية بالمناطق التركية، أوضح مشينش أنهم كفلسطينيين يملكون ما لا يملكه الاحتلال "نملك جيدا الانتشار والصدق والضمير، وبأننا أمة واحدة، والتواجد في المساجد، وبين أبناء الشعب التركي".

وتابع في مقابلة سابقة مع "وكالة سند للأنباء": "جرائم الاحتلال لا تخفى على أحد، وهو يحاول عبر آلته الإعلامية أن يغسل وجهه ويظهر بمظهر الإنسانية، هذا ربما يفلح في الإعلام لكن على الأرض لن يجد لدعايته صدى كبيرا بين المواطنين الأتراك".

ومساء أمس، قالت منظمة إغاثة إسرائيلية، إنها علقت عمليات الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا، وعاد أفرادها إلى "إسرائيل"، بسبب تهديد أمني "كبير" لموظفيها.

ولم تذكر وسائل الإعلام المزيد من التفاصيل حول طبيعة التهديد. كما لم تعلق السلطات التركية على الأمر.