الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

إرهاب منظم بحماية الجيش..

بالفيديو والصور جرائم المستوطنين.. سبع ساعات من الرعب في حوارة

حجم الخط
333849081_886333635989449_5546238997929146670_n.jpg
نابلس - وكالة سند للأنباء

لم يسبق لأهالي بلدة حوارة، إلى الجنوب من مدينة نابلس، أن عاشوا أجواء من الخوف والرعب كتلك التي عاشوها مساء الأحد الماضي، حينما شن مئات المستوطنين هجومًا هو الأكبر والأكثر شراسة ضد بلدتهم منذ بداية الاحتلال.

وعلى مدى سبع ساعات متواصلة، كانت البلدة مسرحًا لهجوم واسع شنّه المستوطنون الذين امتدت أياديهم بالحرق والتدمير لكل ما أتت عليه أعينهم من منازل ومتاجر ومشاطب للمركبات.

واستشهد المواطن سامح أقطش، من قرية زعترة المجاورة لحوارة خلال هجوم المستوطنين، في حين أصيب ما يزيد عن 390 فلسطينيًا بالاختناق والرضوض والضرب، وإحراق عشرات المنازل والمركبات، وواجهات البنايات.

وقدّرت بلدية حوارة الخسائر الناتجة عن اعتداءات المستوطنين بـ 18 مليون شيكل، بينما تواصل قوات الاحتلال إغلاق البلدة ومنع المواطنين من التجول أو فتح محالهم التجارية على الشارع الرئيسي.

وفي إطار التحريض المستمر على حوارة، دعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إلى "محو" بلدة حوارة، خلال خطاب ألقاه في مؤتمر اقتصادي أمس الأربعاء.

331771982_673037457911970_1977705871221903355_n.jpg
 

هجوم منظم..

أمين سر حركة فتح بحوارة، كمال حواري، يصف ما تعرضت له البلدة الأحد الماضي قائلًا: "لم يمر على أهالي حوارة مثل هذا اليوم، فالهجوم لم يكن عشوائيًا، بل منظمًا ومدروسًا، وبحماية الجيش، ولولا مقاومة أهالي البلدة وإسناد البلدات المجاورة لتم إحراق المواطنين في بيوتهم".

ويشير في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن ما أوقف اعتداءات المستوطنين هو وقفة أهالي البلدة وتصديهم للمستوطنين بالحجارة، في حين كان المستوطنون مجهَزين لارتكاب جرائم حرق.

وأوضح "حواري": "كانوا يحملون عبوات وزجاجات تحتوي مواد سريعة الاشتعال وقنابل مولوتوف، وهو ما ظهر أثره بوضوح بكمية الحرائق واتساع رقعتها".

وخلال حديثنا مع عدد من الناجين من اعتداءات المستوطنين، لمسنا مدى الخوف الذي عاشوه، والقلق مما يحمله المستقبل، وفي الوقت ذاته مدى الإصرار على مواجهة عدوان المستوطنين ومحاولات التهجير وتكرار مأساة النكبة، على حد قولهم.

المواطن حسين السويطي من حوارة، نجا هو وعائلته من اعتداءات المستوطنين، بعد أن حاول المستوطنون اقتحام منزله في الحارة الشمالية بالبلدة وإحراقه، لكن إرادة الله هي التي منعت وقوع الكارثة.

ويقول لـ "وكالة سند للأنباء": "أحاط أكثر من 70 مستوطنا بالمنزل من كل الجهات، بعضهم كان منشغلا بإحراق مركبتي أمام المنزل، والبعض الآخر كان يلقي الحجارة على نوافذ البيت، فيما كان البقية يحاولون كسر أقفال الباب الرئيس لاقتحام البيت".

وأحرق المستوطنون "مشطب" السيارات الذي يملكه "السويطي"، والذي يقع بجوار المنزل، مما تسبب بحالة رعب وذعر لأطفاله الأربعة وزوجته.

وأصيب السويطي وأفراد عائلته بالاختناق بفعل الدخان المنبعث من إحراق "المشطب"، إضافة للغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال، إلى أن تم إخلاء العائلة ونقلهم إلى مركز الطوارئ للعلاج.

يكمل "السويطي" سرد وقائع الجريمة التي تعرضوا لها: "كان هجومًا شرسًا، لم أعرف كيف أحمي عائلتي، فكنت أرمي المستوطنين بالأحذية، وأطلق التكبيرات وأطرق على الصفيح لتخويفهم وإبعادهم".

ويتابع: "قطع المستوطنون كوابل الاتصالات في محيط المنزل، وكدنا ننقطع عن العالم لولا وجود خدمة الإنترنت بجوالي (3G)، فلجأت لإرسال نداءات استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني من الوصول لمنزل "السويطي" إلا بعد ساعتين من الهجوم عليه؛ بسبب تعرضها لاعتداءات المستوطنين، ومنعها من قبل قوات الاحتلال.

ويلفت ضيفنا النظر إلى أن هذا الهجوم ليس الأول في حوارة، "لكنه الأعنف" الذي تتعرض له البلدة، موضحًا: "كان المستوطنون يهاجمون أحد المنازل فيهب الجيران للتصدي لهم، أما هذه المرة طال الهجوم كل البيوت في المنطقة دفعة واحدة".

ويصف لنا حاله وحال عائلته خلال الهجوم: "أكثر ما كان يقلقني هو كيف أحمي عائلتي، أما الخسائر المادية الفادحة التي لحقت بمصدر رزقي فهي آخر ما كنت أفكر فيه".

وبنبرة يشوبها القلق يقول: "تشعر بالقهر وأنت تجد نفسك عاجزًا لا تستطيع فعل شيء لطفلك الصغير وهو يبكي بجانبك".

مستدركًا: "كل محاولات الاحتلال والمستوطنين لن تفلح بإجبارنا على ترك بيوتنا وبلدتنا، فإذا لم تشعر بالأمان وأنت في منزلك ووطنك فأين ستشعر به؟"

وتتشابه روايات الناجين من اعتداءات المستوطنين في جوهرها، وإن اختلفت في التفاصيل.

333469145_223157780165092_7063599852258657948_n.jpg
 

إجرام ومحرقة..

أما فراس ضميدي، الذي يملك متجرًا للمواد الغذائية على الشارع الرئيس في حوارة، وتسكن عائلته في الطابق العلوي، فيروي لنا كيف كاد يخسر عائلته باعتداء المستوطنين، واصفًا ما جرى بأنه "إجرام ومحرقة".

ويقول لـ "وكالة سند للأنباء": "صادف أني كنت بزيارة عمل في دبي، ولم يكن بالبيت إلا أمي وأختي، وعندما علمت بالهجوم على المنزل تواصلت مع بعض معارفي طالبًا منهم التوجه لحماية عائلتي، لكن لم يكن بمقدور أحد الاقتراب".

وحاول المستوطنون اقتحام منزل "ضميدي" وارتكاب جريمة، ونتيجة لذلك لحقت أضرار كبيرة بالبيت والمتجر وفسدت كميات كبيرة من المواد الغذائية نتيجة انقطاع الكهرباء.

ويردف: "استهدف جنود الاحتلال المنزل بكمّ كبير من قنابل الغاز والصوت بالرغم من أنه لم ينطلق منه حجر واحد".

ورغم خسارته الكبيرة جراء الاعتداء على متجره ومنزله، يقول: "كل شيء مادي يمكن تعويضه، لكن ترويع الأطفال والنساء لا يمكن تعويضه".

ويتابع: "ابن أختي طفل في الـ 6 من العمر أصيب بصدمة لا زال تحت تأثيرها حتى اليوم وكلما سمع صوت إطلاق نار أو ألعاب نارية يدخل في نوبة بكاء طويلة (...) ما عاشه أهالي حوارة تلك الليلة لم يروه من قبل".

ويستطرد: "نحن نواجه المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يدعمهم وحدنا، ولا حماية لنا، نحن الآن تجار، لكن بعد اليوم سنتحول لمقاومين ولا أحد يلومنا عما يمكن أن نفعل لنصد هجمات المستوطنين".

ولفت النظر إلى أنهم وبينما كانوا يحاولون إصلاح خطوط الكهرباء بعد يومين من الاعتداء، اقترب منهم أحد الجنود وقال لنا "لماذا لا تريحون أنفسكم وتتركوا هذه البلاد لنا وتذهبوا للأردن؟".

333211845_223279346956832_4520094118616317015_n.jpg
 

نجاة من الموت..

الشاب معتز الديك كاد أن يخسر حياته على يد المستوطنين وهو يحاول الدفاع عن بيته وعائلته.

وعما حدث معه يحدثنا: "فوجئت بمجموعة من المستوطنين يقدر عددهم بنحو 15 مستوطنًا هاجموا منزلنا في بداية الأحداث، فتصديت لهم بعد أن اقتحموا الساحة الداخلية وحاولوا إضرام النيران بالبيت".

بعد أن دخل المستوطنون ساحة المنزل، كان الهم الوحيد لـ "معتز" حماية والدته وشقيقته البالغة من العمر 7 سنوات، فطلب منهما مغادرة المنزل فورًا.

ويسرد: "خرجت لمواجهة المستوطنين وأسرعت لأحدهم كان يهمّ بإحراق البيت وأخذت قنينة المواد المشتعلة من يده، فهاجموني وسددوا لي عدة طعنات بأدوات حادة في الصدر نقلت على إثرها للطوارئ".

في تلك الأثناء بدأ الأهالي بمواجهة المستوطنين ووصلت قوات الاحتلال التي أطلقت النار في الهواء لتخويف المواطنين.

وامتدت اعتداءات المستوطنين لقرى جنوب نابلس، كبورين وزعترة وبيتا وغيرها من القرى التي تحيط بها المستوطنات، ويسكنها أكثر المستوطنين تطرفًا وكرهًا للفلسطينيين والعرب.

وشهدت بلدة حوارة عملية إطلاق نار قتل على إثرها مستوطنَين خلال عبورهما بمركبتهما في شارع حوارة الرئيسي، وذلك عقب مجزرة ارتكبها الاحتلال في مدينة نابلس الأسبوع الماضي، ارتقى خلالها 11 شهيدًا، وأصيب أكثر من 400 آخرين.