الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

مطالبات بلجان حماية.. "الفزعات لا تكفي"..

بالفيديو والصور ناجون من جرائم المستوطنين يروون لـ "سند" تفاصيل لحظات الرعب التي عاشوها

حجم الخط
ناجون من جرائم المستوطنين يروون لـ
نابلس - لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

في عتمة الليل، سكون يخيّم على المكان، وهدوء يتسلل خلاله صوت المذياع خافتًا داخل السيارة، وأحاديث متبادلة بين الزوجين اللذين وصلا لتوّهما على مشارف قريتهما بعد طريق طويل من رام الله حتى حاجز بيت فوريك شرقي نابلس، شمال الضفة الغربية، قبل أن تباغتهما مجموعة من المستوطنين وتحطم هدوء المكان بحجارة تتطاير صوبهما.

صراخ وهلع أصاب الزوجة التي تحمل في أحشائها طفلًا لم ير النور بعد، عندما ألقي حجر كبير باتجاهها، إلا أنه أصاب زوجها الذي كان يقود السيارة.

مشهد لجريمة واضحة، يروي تفاصيله الشاب وسيم عماد إسماعيل من قرية بيت دجن شرقي نابلس، والذي لم يكن يتوقع أن يعيش لحظات الخوف تلك على نفسه وزوجته الحامل.

يكمل سرد تفاصيل الاعتداء الذي تعرّض له مساء الأحد الماضي لـ "وكالة سند للأنباء": "كنت عائدًا من عملي في مدينة رام الله، وكانت زوجتي برفقتي، وما أن وصلنا حاجز بيت فوريك الذي يوصِل لبلدتنا، تفاجأنا بوقوف مركبة للمستوطنين، نزلوا منها باتجاهنا وألقوا حجرًا كبيرًا باتجاه زوجتي الحامل".

يحمد الله أن زوجته لم تصب، ويقول: "بفضل الله لم تصب زوجتي، وأصبت أنا برضوض في صدري، في حين هرب المستوطنون بسيارتهم مسرعين".

وعقب الاعتداء حضرت الشرطة الإسرائيلية وجنود الاحتلال للمكان، ونُقل "وسيم" للمستشفى لتلقي العلاج، في الوقت الذي أصيبت به زوجته بحالة رعب وهلع نتيجة الاعتداء الذي كان من الممكن أن يشكل خطرًا على حياتها وحياة جنينها.

وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت اعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية، وسط نداءات شعبية بضرورة حماية القرى والبلدات الفلسطينية التي تحيط بها المستوطنات عبر لجان حماية وحراسة.

331740898_1865689280496454_4877062891641194679_n.jpg

نجاة من موت محقق..

وفي حادثة أخرى مشابهة، تتجلى فيها عربدة المستوطنين، فقد نجا محمد عبد الحق (43 عامًا) من مدينة نابلس، من موت محقق بعد أن اعترض طريقه عدد من المستوطنين قرب قرية اللبن الشرقي جنوبي المدينة، حيث أمطروا سيارته بالحجارة ليصاب بشكل مباشر، قبل أن يُغمى عليه أثناء القيادة.

لحظات من الرعب عاشها محمد وصديقه الذي كان يجلس لجانبه بالسيارة، والذي تمكن بصعوبة إيقاف المركبة عندما فقد محمد الوعي وهو يقود المركبة.

وأصيب "محمد" إصابة مباشرة بالحجر في وجهه ما أدى لجرح عميق في الوجه وكسر بالفك، بعد أن هجم أحد المستوطنين على السيارة واقترب منها وألقى الحجر باتجاه السائق فكسر الزجاج وأصابه إصابة كادت أن تودي بحياته.

لم يستطع "محمد" الحديث معنا بسبب إصابته التي منعته من الكلام خلال الفترة الأولى من العلاج، ليخبرنا شقيقه "أحمد" بما حدث معه، ويقول: "فقد أخي الوعي عند إصابته، وكان يدوس على البنزين، وبصعوبة بالغة تمكن صديقه الذي كان معه من إيقاف السيارة.. لقد نجوا من موت محقق".

ويشير إلى أن شقيقه مكث عدة أيام في المستشفى، وسيواصل مراحل العلاج لـ 40 يومًا، ما يعني تعطله عن عمله، موضحًا: "أخي يعمل نجارًا وهو أب لأربعة أطفال، وهو المعيل الوحيد لهم".

الصحفي محمد أبو ثابت، من قرية بيت دجن، نجا عدة مرات من اعتداءات للمستوطنين خلال تنقله لتغطية الأحداث، أحدها كان قبل نحو شهرين عندما هاجمه مستوطن بالحجارة قرب بلدة بيتا جنوبي نابلس.

يروي لنا ما حصل معه: "كنت في بث مباشر لمواجهات واعتداءات لجيش الاحتلال والمستوطنين هناك، وخلال البث هاجمني أحد المستوطنين الذي كان يقف بجانب جنود الاحتلال وألقى حجرًا باتجاهي، ولولا لطف الله لأصابني بشكل مباشر، لكنه أصاب هيكل السيارة وتضررت بشكل كبير".

331686811_678020227411415_8718976217013953924_n.jpg

اعتداءات على المدارس..

ولا تقتصر اعتداءات المستوطنين على المواطنين على الطرقات أو في منازلهم، بل تطال المدارس في وضح النهار وخلال الدوام المدرسي، كما حدث في مدرسة ذكور برقة شمال غرب نابلس قبل أيام.

حيث هاجمت مجموعة من المستوطنين المدرسة، وألقوا الحجارة باتجاه الصفوف والطلبة، ما أدى لتكسر زجاج إحدى النوافذ.

وعن تفاصيل الاعتداء يحدثنا مدير مدرسة برقة الثانوية فادي حجة، ويقول: "تفاجأنا باقتراب مستوطن لمحيط المدرسة، طلبنا منه الابتعاد، ليذهب ويعود مرة أخرى برفقة أكثر من 10 مستوطنين".

ويتابع: "بدؤوا بإلقاء الحجارة باتجاه المدرسة، وحطموا زجاج نافذة، وسادت حالة من الخوف والهلع بين الطلبة، وجاءت قوة من جيش الاحتلال لحماية المستوطنين وبدأت بإطلاق وابل من قنابل الغاز والصوت باتجاه المدرسة".

وأصيب أحد أساتذة المدرسة خلال الاعتداء بحالة إغماء جراء اختناقه من الغاز المسيل للدموع، وتم علاجه ميدانيًا من قبل طواقم "الهلال الأحمر" الفلسطيني التي هرعت للمكان.

ويشير "حجة" إلى أن قرية برقة تتعرض لهجمة منظمة من قبل المستوطنين الذين يأتون لمستوطنة "حومش" المخلاة باستمرار، يتعمدون استفزاز المواطنين والطلبة المتواجدين في مدرسة الذكور الواقعة على الشارع الرئيسي.

ولم تنته تفاصيل المشهد في محيط المدرسة، فما أن انسحب المستوطنين من محيطها، حتى وصلت الأنباء لضيفنا بأن المستوطنين يحاصرون منزله وعدة منازل أخرى بالقرية ويعتدون عليها.

ويروي لـ "وكالة سند للأنباء": "خرجت مسرعًا من المدرسة باتجاه منزلي لأتفقد عائلتي، لكن جنود الاحتلال منعوني، لكني تمكنت من الوصول لمنزلي مع طاقم الإسعاف الذي كان متوجهًا للمكان، والحمدلله لم يكن هناك أي خسائر بشرية، لكن كان تخريب كبير لزجاج المنزل وكاميرات المراقبة وجرس البيت".

وخلال هجوم المستوطنين ألقوا الحجارة وأطلقوا النار باتجاه المنازل والشبان الذين حاولوا صد الاعتداء والدفاع عن منازلهم وعائلاتهم.

332285270_563828142153404_4485535558564695586_n.jpg

الفزعة لا تكفي..

ويلفت "حجة" إلى أن أهل قرية برقة يهبّون لنجدة بعضهم البعض عند أي اعتداء للمستوطنين، مضيفًا: "الناس هنا يشكلون نموذجًا رائعًا بالفزعة من كل مكان يأتون للمناطق البعيدة التي تتعرض للهجوم".

ويستدرك: "الفزعة تكون مرهونة بعدد الشبان وتواجدهم بالقرية خلال حدوث الاعتداء، لكن وجود لجان الحماية والحراسة في القرى، من شأنها متابعة تحركات المستوطنين وحماية القرية على مدار الساعة، وإعلام أكبر شريحة بوجود مستوطنين أو اقترابهم".

ويلفت إلى أنه لم تتشكل حتى اليوم في برقة لجان حماية، حيث يقوم الشبان والأهالي الذين يسكنون المناطق المرتفعة بإبلاغ الناس عبر مواقع التواصل في حال وجود أي تحركات مريبة للمستوطنين.

وطالت اعتداءات المستوطنين مقبرة برقة قبل سنوات، حيث حطّم المستوطنون قبور وشواهد في مقبرة القرية، وفقًا لـ "حجة".