"نجا من مات، ومات من نجا"، هكذا هو حال الناجين من حرب الإبادة في قطاع غزة للعام الثاني على التوالي، يخروج من تحت الأنقاض ومن بين ألسنة لهب الصواريخ المتساقطة عليهم، ليرووا أهوال قيامة عاشوها وخرجوا منها أحياء.
فجر اليوم الأربعاء، وبينما تتساقط القذائف والصواريخ على رؤوس المواطنين ومنازلهم ومراكز الإيواء في كل غزة، كان النازحون في مدرسة يافا في حي التفاح شرق مدينة غزة، الضحايا الجدد لمجزرة أخرى تضاف في سجل الإبادة المستمر.
"كنا نائمين بأمان الله، صار القصف عدة انفجارات بطائرات انتحارية عددها يقارب 7 إضافة لأصوات القذائف وطائرات الأباتشي، شعرنا وكأننا بأهوال يوم القيامة"، بهذه الكلمات بدأ "أحمد بصل"، الناجي بإصابة وحروق وجروح في جسمه جراء المجرزة، ليروي ما عاشه خلال القصف.
ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "كانت النار مشتعلة من كل مكان، فقدت 3 أطفال أخرجناهم محترقين بالكامل".
في زاوية أخرى وفوق الرماد تجلس سيدة ناجية من المجزرة، تنظر حولها لا تصدق أنها لا زالت على قيد الحياة، وتقول :"انفجارات متتالية، إصابات في كل مكان وأطفال مقطعين، وأطفال مصابون ورغم إصابتهم يحاولون الهروب خوفًا من الموت يريدون الحياة والنجاة".
وتسرد الناجية لـ "وكالة سند للأنباء"، قصة أم نُقلت للمستشفى رفقة طفلها الصغير عقب المجزرة، وكانت تظن أن أطفالها الباقين مع أحد الجيران، وتضيف: "كانت الأم بانتظار أن يأتي أطفالها مع الجيران وهم بخير، لكنها كانوا قد استشهدوا حرقًا وهم نيام".
تواصل سرد ما عاشته من أهوال وهي تبكي بحرقة: "لا أحد يشعر بما نعيشه، أدعو الله أن يشعر الزعماء العرب بما نشعر به، هم يرسلون لنا الأرز.. نحن لا نريد الطعام، نريد أن نعيش".
نحن نحب الحياة، الناس كانوا هنا بالمدرسة فرحين بالعيد رغم كل ما يحصل، لأننا نحب الحياة ولا نريد أن نموت".
وأسفرت المجزرة الإسرائيلية التي استهدفت مدرسة يافا التي تؤي نازحين في حي التفاح بغزة، عن استشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الذي اعادت استئنافه منذ 37 يومًا على التوالي، ضمن حرب الإبادة الجماعية والعدوان ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة، بالتزامن مع ارتكاب جرائم حرب ومجازر بشعة وقصف ونسف لا يتوقف للمباني.