الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

راح ضحيتها 36 شهيدًا من عائلة عبد الغفور

بعد 42 يومًا من الحصار .. ناجون يكشفون تفاصيل مجزرة مروعة في خانيونس

حجم الخط
غزة.jpg
خانيونس - وكالة سند للأنباء

على مدار 42 يومًا تقاسم 9 أفراد من عائلة عبد الغفور، لقيمات محدودة من الرقاق، والماء المالح، في أحد المنازل المحاصرة في حي السطر الغربي بخانيونس، قبل أن يتمكنوا من المغادرة ليكشفوا تفاصيل مجزرة راح ضحيتها 36 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال والنساء.

بوجوه شاحبة، خرج الناجون وهم لا يصدقون أنهم أفلتوا من نار الموت الإسرائيلي التي أبادت 36 شخصًا من أسرتهم لا تزال جثامينهم تحت أنقاض منزلين مدمرين في المنطقة.

من السودان لغزة

من السودان عاد طالب الطب محمود هشام عبد الغفور، هربًا من الحرب هناك إلى غزة، ليعيش أهوالا خلال العدوان المتواصل بالكاد يصدق أنه خرج منها ناجيا حتى الآن.

في شهادته يقول عبد الغفور: أنا طالب سنة خامسة في كلية الطب كنت أدرس بالسودان، وعدت إلى قطاع غزة، قبل عدة أسابيع من حرب 7 أكتوبر الماضي، بسبب الحرب التي اندلعت في السودان، حيث قررت أن أعود لبلدي على اعتبار أنها أكثر أمنا، وما هي إلاّ عدة أسابيع حتى انفجرت الحرب هنا مع قصف وخوف لا يتوقف، وفق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

يسرد تفاصيل عن استشهاد عدد من أفراد عائلته بما فيهم ابنة عمه، وعائلة ابن عم والده، وأهوال القصف اليومي والأحزمة النارية وكيف نزحت إليهم عمتهم وعائلتها من القرارة بحثًا عن مكان آمن ليجدوا أنفسهم جميعًا عرضة للاستهداف.

بدء التوغل البري

يقول: في 1/12/2023، أعلنت قوات الاحتلال بدء توغل بري في خانيونس وأصدرت أوامر بإخلاء بلدات المنطقة الشرقية. وفي اليوم الثاني بدأنا نسمع أن هناك أوامر تهجير تشمل منطقتنا، ولكن أهلي قرروا البقاء، نحن مدنيون، وأين يمكن أن نذهب، فبقينا في المنازل.

يضيف: لم نكن نتخيل أن جيش الاحتلال يمكن أن يصل مناطقنا. في هذا اليوم خاصة مساءً، نفذت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على شكل أحزمة نارية في المنطقة. كان الوضع مرعبا جدًا وكان واضح أن الهدف إخافة الناس، وجزء من الناس أخلوا بالفعل، منهم أحد أعمامي.
 
يشير إلى أنهم لجؤوا مساء 4/12/2023، إلى بدروم منزل زوج خالته المجاور لهم، لأن أصوات القصف والصواريخ والأحزمة النارية كانت شديدة.

يقول: كانت تلك ليلة صعبة لا يمكن أن ننساها، كنا مذهولين من كمية وشدة الصواريخ والأحزمة النارية وكنا نسمع أصوات اشتباكات.

اجتياح السطر  

يتابع: نمنا ليلتنا وأصبحنا يوم 5/12/2023، وبدأنا نسمع صوت الدبابات وعرفنا أن قوات الاحتلال توغلت في منطقة السطر الغربي. كانت ساعات مليئة بالخوف والقلق، ولكن كنا نتحرك بين منزلنا ومنزل أعمامي. ليلتان مرتا بصعوبة لم ننم فيهما.

المجزرة التي تعرضت لها العائلة، وقعت في يوم 7/12/2023، ففي هذا اليوم كان من البداية يحمل أخبارًا مؤلمة فقد جاءهم خبر قصف منزل جده محمود عبد الغفور، الكائن في وسط والمكون من 3 طوابق، وجده الثمانيني كان نازحاً لدى منزل ابنه سمير في السطر.

تفاصيل المجزرة

يتذكر بألم تفاصيل ما حدث قائلا: خلال هذا اليوم ذهب ابن عمي محمود سمير عبد الغفور، 26 عاما، ليعطي جيراننا طحيناً، ولما تأخر، ذهب عمي سمير وعمي عماد ليطمئنا عليه، ولكي يأتوننا ببعض الخضراوات.

بعد 20 دقيقة رجع عماد ومحمود سمير وكان الأخير في حالة ذهول ويبكي وهو مفجوع، وهو يبلغ باستشهاد والده، أي عمي سمير محمود عبد الغفور، 53 عاما.

قال: بعد لحظات من دخولهم إلينا، أطلقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية صاروخًا تجاه باب المنزل، بعدها خرجا عائدين إلى منزل عمي سمير ليبلغوا باقي العائلة، وكان وقع الخبر علينا جميعا شديدا والجميع انخرط في البكاء.
 
وأضاف أن عمته جاءت إلى منزلهم لتخبر والده عن ترتيبات لسحب جثة عمي سمير ودفنها مؤقتا، وما هي إلاّ دقائق حتى حدث قصفت طائرات الاحتلال منزل عمي عبد الرؤوف المقابل لمنزلنا، وكان في المنزل 9 أشخاص، وقد استشهدوا جميعا، وهم عمي وأبناؤه ومنهم ابنته المتزوجة مع طفلها.
 
وأشار إلى أنه توجه مع إخوته ووالده لمنزل عمهم للمساعدة في الانتشال وكانت الأوضاع صعبة ورجعوا وهم في حالة رعب لبدروم المنزل الذي لجؤوا إليه، وبقي والدهم لمحاولة المساعدة.

وتابع: بعدها بربع ساعة، سمعنا صوت انفجار كبير، وبعدها وصلنا غبار وكانت رائحة بارود تملأ المكان، وعرفنا أنه قصف إسرائيلي استهدف منزل عمي سمير أيضًا، حيث كان جدي وكل باقي العائلة هناك، وكان أبي معهم. لم نستطع أن نخرج، بقينا من تلك اللحظة في البدروم.


 حصار وجوع

وحول ظروف حصارهم، قال: كنا نعاني من قلة الأكل والماء، ومن اليوم اتفقنا أن نتناول وجبة واحدة مكونة من فطير وزعتر.

وأضاف: أصابتنا الأمراض، وشعرنا بالجوع والعطش على مدار 40 يومًا، كنا محاصرين في البردوم، وعلى بعد أمتار منا جثث ذوينا لا نستطيع أن نصلهم. كنا نصوم الاثنين والخميس لكي نوفر الطعام والماء.

جثة نهشتها الكلاب والقطط!
 

وذكر أنه في 27/12/2023، قصفت طائرات الاحتلال شخصا مريضاً نفسياً على باب منزلنا ولم نستطع أن نقدم له أي مساعدة لأن طائرات الاحتلال كانت فوقنا ولم نستطع الخروج، وكنا نشاهد الكلاب والقطط وهي تنهش في جثمانه إلى أن بقي عظما فقط.!
 
وحول خروجهم من المنطقة، قال: في 17/1/2024، سمعنا صوت حركة في الشارع، وتحققنا من داخل المنزل من الأمر لأن الصوت كان عاليا فإذا هم أبناء الحارة لأن جيش الاحتلال انسحب من المكان، وهم جاؤوا ليتفقدوا بيوتهم.

وأضاف: في هذه اللحظة جاء أحد الجيران وأخذ ينادي علينا بأن نخرج من المنزل.  وخرجنا كانت وجوهنا شاحبة من الخوف ومن الجوع وما واجهناه، وغادرنا المنطقة باتجاه المواصي ومنها إلى رفح، وبقي الشهداء تحت الأنقاض وفي الشارع.
 
أسماء الشهداء في المجزرة هم:
1)جدي محمود عبد الرؤوف عبد الغفور، 85 عامًا
2)زوجته نجاة نايف عبد الغفور، 56 عاما.
3)نجله عمي الطفل عبد الله محمود عبد الغفور، 16 عاما.
4)طفلته عمتي نسمة محمود عبد الغفور، 14 عاما.
5)والدي هشام محمود عبد الرؤوف عبد الغفور، 59 عاما مدير مدرسة
6)عمي عبد الرؤوف محمود عبد الغفور، 54 عامًا، موظف في وزارة الصحة.
7)زوجته وفاء حمزة عبد الغفور، 47 عاما.
8) وابنهما أحمد عبد الرؤوف محمود عبد الغفور، 23 عاما.
9) وابنهما محمود عبد الرؤوف محمود عبد الغفور، 22 عاما.
10) وابنهما علي عبد الرؤوف محمود عبد الغفور، 20 عاما.
11) وابنهما مريم عبد الرؤوف محمود عبد الغفور، 16 عاما.
12) وابنهما رائدة عبد الرؤوف محمود عبد الغفور، 12 عاما.
13) وابنهما هبة عبد الرؤوف محمود عبد الغفور، 25 عاما.
14) وابنتها مسك محمد القدرة، عامان.
15) عمي عماد محمود عبد الرؤوف عبد الغفور، 47 عاما (معلم)
16) زوجته سمية أحمد عبد الغفور، 42 عاما
17) وابنهما سلامة عماد عبد الغفور، 19 عاما، (أصيب في قصف بتاريخ 23/10/2023 على منزل خاله وكان مصابا ببتر في ساقه).
18) وابنهما الطفل محمود عماد عبد الغفور، 14 عاما.
19) عمي سمير محمود عبد الرؤوف عبد الغفور، 53 عاما
20) زوجته لانا يوسف عبد الغفور، 44 عاما.
21) وابنهما محمود سمير محمود عبد الغفور، 26 عاما
22) وابنهما الطفل محمد سمير محمود عبد الغفور، 16 عاما.
23) وابنهما الطفل أحمد سمير محمود عبد الغفور، 10 سنوات.
24) وابنته مريم سمير محمود عبد الغفور، 19 عاما (طالبة في كلية الطب)
25) وابنته ريم سمير محمود عبد الغفور، 27 عاما.
26) وابنها عبد الرحمن عبد الله سليمان عبد الغفور، 6 سنوات.
27) وابنها سليمان عبد الله سليمان عبد الغفور، عامان.
28) وابنتها إيمان عبد الله سليمان عبد الغفور، 7 سنوات.
29) وابنتها خديجة عبد الله سليمان عبد الغفور، 4 سنوات
30) سليمان طه عبد الغفور، 65 عاما. (زوج عمتي إيمان محمود عبد الغفور) نازح من القرارة
31) ابنته إسلام سليمان عبد الغفور، 33 عاما.
32) وابنته هدى سليمان عبد الغفور، 20 عاما.
33) وابنته هالة سليمان عبد الغفور، 14 عاما.
34) وابتهال سليمان عبد الغفور، 28 عاما.
35) وطفلها مجدي حمادة عبد الغفور، 3 سنوات.
36) وطفلها سليمان حمادة عبد الغفور، سنة واحدة.