قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عباس زكي، إن تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية يندرج ضمن سياسة واستراتيجية مخطط لها من الحكومة الإسرائيلية التي يقودها وزراء من المستوطنين.

وشدد "زكي" في تصريحات خاصة لـ "وكالة سند للأنباء"، اليوم الثلاثاء، أن اعتداءات المستوطنين "بحاجة لوقفة وتوفير لجان حماية وتصعيد المقاومة والعمل على وحدة فلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني".

ودعا القيادي في "فتح" للعمل عبر استراتيجية جديدة و"فروسية الأشبال؛ الذين يردوا على العدوان الإسرائيلي والمستوطنين عبر عمليات خاصة على عاتقهم، كدلالة للانتماء للأرض والدفاع عنها".

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "تريد أن تحقق الحلم الصهيوني بأن هذه الأرض (يهودا وسامرة) أرض ميعاد".

وأوضح: "سياسة الحكومة الإسرائيلية تقوم على أن لا حق لأي إنسان غير يهودي تقرير مصيره في هذه الأرض، وتترجم هذه السياسة عبر تصعيد الاعتداءات من قبل المستوطنين".

وبيّن أن سياسة ضم الأراضي والتوسع على مدى 74 عامًا، والتي تقوم فيها إسرائيل بمجازر واسعة النطاق، "لتحقيق الحلم الصهيوني؛ بأن أرض فلسطين هي أرض الميعاد، وبحقهم بدولة تلمودية".

ونبه إلى أن "تحقيق هذه السياسة يتم في جزء منه عبر منظمات استيطانية كشباب التلال وتدفيع الثمن ولاهافا التي تقتحم يوميًا مناطق فلسطينية وتنفذ اعتداءات ضمن مشروع الحكومة الإسرائيلية؛ حكومة ضم وإعدام، بضم الأرض وقتل من يدافع عنها، وحكومة الحسم التي ستحسم الصراع".

وذكر عضو اللجنة المركزية لـ "فتح"، أن "ممارسات الحكومة الإسرائيلية أخرجتها من ثوب الدولة كونها فوق القانون الدولي بدعم من الإدارة الأمريكية، ومن ثم أن تحول لكيان عنصري".

ولفت النظر إلى أن "ذلك الكيان العنصري مقبول بموجب العرف الأمريكي عبر ازدواجية معايير؛ أي لا حق لأي شخص غير يهودي في فلسطين بتقرير المصير".

واعتبر أن "تل أبيب كلما أمعنت بسياسة الاستيطان واقتطاع الأراضي وتصاعدت اعتداء المستوطنين كلما تجسد طموح كل الصهاينة الذين وجدوا أنفسهم خارج الوعي الدولي".

وخلال شهر يناير/ كانون ثاني الماضي، نفذت سلطات الاحتلال والمستوطنين أكثر من 700 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، تراوحت بين اعتداء مباشر وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات، وإغلاقات وحواجز، وإصابات جسدية.

وتشير التقديرات إلى أن أعداد المستوطنين في الضفة الغربية وصل إلى قرابة مليون مستوطن، موزعون على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية، أقيمت 10 منها في عام 2022.