الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بعد تدمير القبور وساحاته وتحويله لحديقة سياحية..

الاحتلال يستفرد بمقام "الشيخ غانم" على قمة "جرزيم" بنابلس

حجم الخط
مقام
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

على قمة جبل جرزيم في نابلس، يربض مقام "الشيخ غانم" المقدسي منذ آلاف السنين لمعالمه الإسلامية، قبل أن يحوّله الاحتلال الإسرائيلي لحديقة سياحية، زرع فيها معالم تهويدية وعبرية.

ويطل المقام على المنطقة الشرقية لمدينة نابلس من قمة الجبل، ومن هناك يمكن للعين المجردة مشاهدة سفوح جبال السلط الأردنية ومحيطها في أبهى صورة.

وبني المقام عام 1185م أثناء الفترة الأيوبية، ويتألف من غرفة واحدة مربعة سقفها مرتفع، ويوجد في جهته الجنوبية محراب، وفق الباحث في شؤون التاريخ مروان الأقرع القبلاني.

ويوضح القبلاني في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن مساحة المقام الإجمالية تبلغ حوالي 500م، وآخر أعمال الترميم له كانت في العام 1965 على يد دائرة أوقاف نابلس في العهد الأردني آنذاك.

وكان المقام يضم ضريح أحد أبناء "الشيخ غانم الأنصاري الخزرجي"، الذي ولد في قرية بورين وعاش في مدينة القدس، إضافة لقبور آخرى، وفق "القبلاني".

ويشرح "ضيف سند": "عام 1940، شرعت دائرة الآثار البريطانية بأعمال البحث في المكان، وعثرت على بقايا كنيسة مريم العذراء وأسوارها"، وفي عام 1992 بدأت أعمال التهويد والتخريب بالمكان، وانتهت عام 2012".

ويردف: "بعد ذلك، تم افتتاح المكان كحديقة سياحية لا يسمح بدخولها دون رسوم قيمتها 22 شيكل، تذهب لخزينة سلطة الحدائق الإسرائيلية، بعد أن وضع سياج وبوابة ولوحات سياحية معرفية باللغة العبرية، وكأنها محسومة التاريخ والتصرف بيد الاحتلال".

ويعتبر الباحث "القبلاني"، أن استهداف الاحتلال للمقام، يعود لموقعه الاستراتيجي على أعلى قمة الجبل، ويشرف على مدينة نابلس من الجهات الأخرى.

ويكمل: "السبب الآخر يعود إلى أن جبل جرزيم مقدس لدى الطائفة السامرية، ويحاول الاحتلال أن يمنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية على قمته".

333683009_757330012658741_6164961729126481130_n.jpg
 

تزوير ونبش القبور..

من ناحيته، يتحدث المؤرخ والمسؤول السابق في دائرة الأوقاف عبد الله كلبونة بحرقة وهو يصف نزع الاحتلال لحضارة المكان الإسلامية، ويقول: "المقام نزعت عنه حضارته، وأزيلت كافة القبور الإسلامية من حوله ومن ساحاته بأنياب الجرافات الاسرائيلية، وتم إلقاء محتوياتها بين أكوام التراب".

وقُدّر لكاتب التقرير أن يكون شاهدا على تدمير القبور ورؤية العظام المتناثرة في عام 1998، أثناء جولة للإعلاميين في الموقع، نظمتها دائرة السياحة والآثار الفلسطينية؛ لدحض الروايات الإسرائيلية.

ويشير المؤرخ "كلبونة" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن ضابط الآثار الإسرائيلي المدعو اسحاق ماكين، هو من وقف خلف أعمال التدمير ونبش القبور حينها، ورفض الالتفات لاعتراضات الأوقاف الفلسطينية، وواصل تنفيذ الخطط الموضوعة لتهويد المكان برمته وبضمنه المقام ومحيطه.

333843853_1414361179100636_5545340900168211425_n.jpg
 

ووضعت سلطات الاحتلال حراسا مسلحين في محيط المقام، ورفعت عليه العلم الإسرائيلي، تحت ادعاء أنها أماكن مقدسة لليهود، بهدف شطب التراث العربي الإسلامي والتاريخي .

ويكشف كلبونة عن ترويج وتهويد إسرائيلي للمنطقة بربطها بالأنبياء يعقوب ويوسف، والادعاء بوجود معبد يهودي أقدم من الوجود السامري في الجبل، بهدف تزوير التاريخ وبناء تاريخ وهمي لهم .

تضييق على الطائفة السامرية..

من ناحيتها، تعرب الصحفية بدوية السامري التي تسكن مع عائلتها في الحي السامري على جبل جرزيم، عن غضب الطائفة من التجبر الإسرائيلي والإمساك بخناق حرية الوصول لقمة الجبل، كونه أقدس بقعة دينية للطائفة السامرية، وفق قولها.

وتعد الطائفة السامرية، أصغر طائفة بالعالم، ويبلغ عدد أفرادها نحو 880 فردا، يعيشون في جبل جرزيم بنابلس ومنطقة "حولون" في الداخل المحتل، ولا يتواجدون في أي مكان آخر.

وتنتسب الطائفة السامرية إلى بني إسرائيل، إلا أنها لا تعد نفسها من اليهود، ويعد جبل جرزيم أقدس مكان لها.

وتضيف "السامري" لـ "وكالة سند للأنباء": "أن شركة سياحية إسرائيلية تدير الجبل ومكوناته التاريخية ومعالمه الدينية المقدسة، لدرجة إعاقة وتعطيل الزيارات للمواقع الدينية التي تبعد عن بيوتنا 200 متر".

وتوجد بجوار مقام "المقدسي"، ثلاثة معالم دينية مقدسة للطائفة السامرية، وهي "المذبح، والاثني عشر حجرا، ومكان الصلاة والحج"، ويحج إليها السامريون ثلاث مرات في أعيادهم خلال العام.

333259751_1492459764495989_4468834355010702308_n.jpg
 

وتلفت ضيفتنا إلى أن الحفريات والإعاقات والبوابات الإسرائيلية في المنطقة، تقف خلفها أسباب دينية؛ موضحة: "بتغيير المعالم يرغبون باعتبار الجبل مكانا عاديا، بينما يعتبر الأقدس للطائفة التي لا تعترف بالقدس مكانا مقدسًا لليهود، في مخالفة لليهود والاحتلال ورؤاه".

وتعد منطقة المقام، ضمن أراضي كفر قليل التي بنيت في السفوح الشرقية والجنوبية للجبل ويعود تاريخ بنائها للعهود الكنعانية والسريانية .