طرحت صحيفة "إيكونيميست" البريطانية، ثلاثة أسئلة قالت إنها لا تزال معلّقة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوصل لوقف إطلاق نار بين "إسرائيل" وإيران، في أعقاب مواجهة عسكرية استمرت 12 يومًا.
وكان أول سؤال طرحته الصحيفة البريطانية في تقرير لها اليوم الثلاثاء، هل سيصمد وقف إطلاق النار؟ مضيفةً أن إيران و"إسرائيل" لم تؤكدا رسميًا وقف الأعمال العدائية، إلا أن كليهما لديه مصلحة في التوقف.
واستطردت أنّ النظام الإيراني طالما رفع شعار "الموت لأمريكا"، لكنه في الواقع تجنّب مواجهة مباشرة، مفضّلاً العمل عبر ما وصفته بـ "ميليشيات ووكلاء"، مدعيةً أنّه "يواجه اليوم سخطًا شعبيًا داخليًا، وضعفًا في جيشه، وتراجعًا لقوة حلفائه الإقليميين".
أما بالنسبة لـ "إسرائيل،" استبعدت "إيكونيميست" أنّ يتحدى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الرئيس الأمريكي ترامب بعدما أشاد بتدخله العسكري التاريخي.
وتشير تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن معظم الأهداف الاستراتيجية قد تم تدميرها في إيران، وبالتالي فإن "إسرائيل" قد تعلن عن تحقق "النصر" وتُوقف هجماتها من جانب واحد.
ورأت الصحيفة أنّ ترامب بدوره أراد إنهاء الحرب بسرعة، ليؤكد للأميركيين أنه لا يجرّهم إلى "حرب أبدية" جديدة، كما حدث في العراق وأفغانستان.
أما ثاني الأسئلة التي طرحتها "إيكونيميست" على ضوء الاتفاق المعلن "هل سيكون هناك اتفاق دبلوماسي لاحق لتقييد برنامج إيران النووي؟.
وتقول الصحيفة إنه وبالرغم من تدمير المنشآت، لا يمكن لإيران أن تنسى ما تعلمته من تقنيات، مشيرةً إلى أنّ إيران تعتقد بأن السلاح النووي هو وسيلة البقاء الوحيدة للنظام الحالي، بعد ما وصفته بـ "الإهانة" التي تعرض لها، وبالتالي قد تتجه لاستئناف التخصيب سرًا.
ونبّهت إلى أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تعرف مكان مخزون إيران الرسمي من 400 كغم من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، مؤكدةً أنّه في حال تم رفع النسبة إلى 90%، فسيكون هذا كافيًا لصنع نحو عشر قنابل نووية.
وتابعت أنّ "الاتفاق النووي الموقع عام 2015 في عهد باراك أوباما كان يقيّد تخصيب إيران، ويُبقيها سنة واحدة على الأقل بعيدًا عن إنتاج قنبلة، لكن ترامب انسحب من الاتفاق في ولايته الأولى، وقبل بدء الهجوم الإسرائيلي كانت إيران تُعتبر على بُعد أيام أو أسابيع من امتلاك القدرة على إنتاج رأس نووي.
وطالب ترامب في المفاوضات الأخيرة مع طهران بـ "تخصيب صفري"، واقترح مبعوثه ستيف ويتكوف صيغة تُتيح لإيران تخصيب اليورانيوم ضمن كونسورتيوم إقليمي خارج أراضيها، لكن السؤال المطروح الآن "هل لا يزال هذا العرض قائمًا، أو إن كانت "إسرائيل" أو إيران ستوافقان عليه؟
إما إذا ما سيُصبح الشرق الأوسط أكثر استقرارًا بعد الحرب؟ تعتقد الصحيفة أنّ اكتشاف "إسرائيل" لأي برنامج نووي سري لإيران، سيُشعر الأولى بأنها مجبرة على الرد سواء بدعم أميركي أو من دونه.
ويرى البعض في "إسرائيل" والولايات المتحدة أن الاستقرار الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بسقوط نظام المرشد العام آية الله خامنئي، تقول "إيكونيميست".
وتشير إلى أنّ الإيرانيين لم يستجيبوا لدعوات "إسرائيل" للثورة على النظام القائم، وهو أمر كان متوقعًا وسط القصف وفق الصحيفة، ومع ذلك، إذا توقفت الحرب وبدأ الشعب في احتساب الكلفة، فقد تحدث انتكاسة شعبية ضد النظام.
وحتى ذلك الحين، ستواصل "إسرائيل" وحلفاؤها العرب الضغط على أمريكا لتضمن أمن المنطقة، وتختم الصحيفة قراءتها للمشهد بالقول: "تبقى الحقيقة أن تدخلًا دراماتيكيًا يليه وقف دراماتيكي لإطلاق النار، لا يعني حتى الآن تحقيق سلام دائم".
وفي وقت سابق من فجر اليوم، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاتفاق على وقف كامل لإطلاق النار بين "إسرائيل" وإيران.
وقال ترامب في منشور له، إن وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في غضون 6 ساعات تقريبا، مضيفا أن وقف إطلاق النار يدوم أولا 12 ساعة ثم ستعتبر الحرب منتهية رسميا.