الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حفريات وتعديات جديدة أسفل المسجد

"سند" تكشف عن تشققات خطيرة في المنطقة الغربية للمسجد الأقصى

حجم الخط
حفريات
القدس - وكالة سند للأنباء

كشفت شخصيات فلسطينية اليوم الاثنين، عن تشققات جديدة ظهرت في أرضية المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس، نتيجة الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفله، في سياق مساعي بسط السيطرة على كل مداخل المسجد.

ويقول الناشط المقدسي فخري أبو دياب، إن هذه التشققات ظهرت في المنطقة الغريبة من المسجد الأقصى، وتحديداً بالقرب من المتحف الإسلامي، وباب المغاربة الملاصق لحائط البراق وصولاً لمنظقة القصور الأموية المستهدفة بالحفريات.

ويؤكد "أبو دياب" لـ "وكالة سند للأنباء" أن حجم التشققات ليست قليلة، موضحًا أن الحفريات في هذه المنطقة لا تزال متواصلة حتى اللحظة ويفرض الاحتلال طوقا حولها.

ويلفت إلى أن هذه المنطقة شهدت افتتاحًا لنفق أسفل الجدار الغربي لـ "الأقصى" عام 1996، وتسبب ذلك باندلاع ما يُعرف بـ "هبة النفق" ارتقى خلالها 88 شهيداً فلسطينياً، واصفًا ما يجري بـ "العبث الحقيقي".

ويُضيف "أبو دياب" أنه إضافة لكل العوامل المتعلقة بالحفريات الجارية والتي تسببت بحدوث انهيارات أرضية نتيجة تفريغها من الأتربة، إلا أن الهدف من ذلك هو السيطرة على مداخل "الأقصى"، تحديدًا الجهة الغربية من أسفل وفوق أرضية المسجد.

ويُشير إلى أن سلطات الاحتلال تتعمد إبقاء المسجد دون ترميم، لإتاحة فرصة انهياره تحت أي عامل طبيعي، ومحاولة التنصل من أي مسؤولية مباشرة عن ذلك، موضحًا أن هذه الإجراءات ترتكز على مشروع إستراتيجي إسرائيلي يعمل على فكرة هدم "الأقصى" خطوة بخطوة.

ويُحذر من أن هذه السيطرة لا تنفك عن مخططات الاحتلال باقتطاع أجزاء من المسجد الأقصى، ممثلة بالمنطقة الشرقية والمداخل الأساسية له، لمصلحة المستوطنين.

وسبق لـ "وكالة سند للأنباء" أن كشفت عن مخطط إسرائيلي متكامل لاقتطاع مساحة من المسجد الأقصى، وفصلها كاملًا عنه، لمصلحة المستوطنين الذين يقتحمونه ويؤدون في باحاته طقوسًا وصلوات تلمودية، وصولًا لأهدافهم التهويدية.

بدوره، يؤكد الباحث في شؤون المسجد الأقصى جمال عمرو، أن هذه التشققات القديمة الجديدة تكشف عن خطورة السيطرة على الأروقة الموجودة أسفل غرب المسجد الأقصى.

ويُوضح "عمرو" لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال سيطر على الأروقة الموجودة أسفل المسجد الأقصى منذ العهد المرواني، مشيرًا إلى أنها تربط بين المصلى القبلي، وبين المنطقة المتواجدة في الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد.

ويورد، أن لهذه الأروقة نوافذ من حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى، وتُسيطر عليه إسرائيل وتُسميه "حائط المبكى"، لافتًا إلى أن هذه الأروقة مغلقة تمامًا من المصلى القبلي حتى باب المغاربة ويمنع الاحتلال وصول أي شخص إليها منذ عام 1967.

ويستطرد الباحث "عمرو": "حدوث هذه التشققات في أوقات الصيف ودون أي عوامل بيئية مساعدة، مؤشر على وجود عبث خطير جدًا في منطقة الأروقة التي تتواجد بالمنطقة الغربية"، منبهًا إلى أن ذلك يأتي في ظل منع إسرائيلي تام لعمليات الترميم، ومنع وصول أي موظف فلسطيني إليها.

من ناحيته يعلقّ خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، على هذه التشققات، بأنها "نتيجة طبيعية لحفريات مستمرة تحت ذريعة البحث عن التاريخ العبري القديم".

ويتحدث "صبري" لـ "وكالة سند للأنباء" عن صعوبة التنبؤ بما يجري في المسجد الأقصى، مردفًا: "بالتوازي مع الحفريات الشاملة التي تُجريها إسرائيل للمنطقة كلها بما في ذلك أسفل المسجد ومحيطه، فإنها تمنع الفلسطينيين من الدخول إليه بذرائع واهية".

ويُوضح "خطيب الأقصى" أن الهدف الأساسي من هذه الحفريات هو "البحث عن آثار لليهود، لكنهم لم يجدوا حتى الآن أي آثار أو حجر يخص التاريخ اليهودي القديم، رغم الحفريات الواسعة الجارية منذ عام 1967".

تاريخ الحفريات..

تعود جذور الحفريات الإسرائيلية لعقود طويلة، وكان اكتشاف الفلسطينيين عام 1981 نفقا يصل إلى سبيل قايتباي داخل المسجد، وعلى بعد أمتار قليلة من قبة الصخرة المشرفة، بمثابة الإنذار الأخطر لأسرار ما يجري تحت الأرض.

ويضاف هذا النفق إلى مجموعة كبيرة من الأنفاق تم الإعلان عنها في السنوات الماضية، أشهرها "النفق اليبوسي" الذي افتتحته إسرائيل أسفل الجدار الغربي لـ "الأقصى"، في عام 1996 وتسبب باندلاع ما عرف في حينه بانتفاضة النفق.

وتنفي حكومات الاحتلال المتعاقبة أن تكون تجري أي حفريات في أسفل "الأقصى"، لكنّ ذلك لم يُبدد المخاوف الفلسطينية إزاء "مخططات تهويد ضخمة تستهدف المسجد ومحطيه، عبر المسارات الغامضة للأنفاق التي تمزّق باطن الأرض هناك".

يُذكر أن لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو أصدرت في يوليو / تموز 2017، قرارا يؤكد عدم وجود سيادة إسرائيلية على مدينة القدس التي احتُلت عام 1967، وأدانت أعمال الحفر التي تقوم بها دائرة الآثار الإسرائيلية في المدينة.