الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

الأسرى الفلسطينيون.. معركة جديدة يسعّر نارها المتطرف إيتمار بن غفير

حجم الخط
326180376_872536870714293_7874962245018561929_n.jpg
رام الله - وكالة سند للأنباء

تعيش سجون الاحتلال الإسرائيلي حالة من الترقب مع بدء إدارة السجون أولى الإجراءات التنكيلية التي أعلن عنها وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير، ضد الأسرى، وشروعهم بأولى خطوات الرد على تلك الإجراءات.

وتتعلق أولى الإجراءات التي أعلن عنها "بن غفير"، بالتحكم بكمية المياه التي يستخدمها الأسرى، وتقليص ساعات الاستحمام، بحيث تخصص ساعة واحدة فقط لكل قسم.

وأعلنت "لجنة الطوارئ العليا" للأسرى في بيان، الاثنين الماضي، الشروع في سلسلة خطوات تبدأ بالعصيان، وتنتهي بالإضراب المفتوح عن الطعام في الأول من شهر رمضان القادم؛ ردًا على إجراءات إدارة السجون.

وأكدت أن مطلبهم الوحيد هو "حريتهم"، مضيفة: "على الجميع أن يلتقط رسالتنا هذه وصوتنا هذا، فلم نعد نحتمل استمرار التنكيل بنا ليلًا ونهارًا، والاعتداء على كرامتنا وكرامة أسيراتنا".

وبينت "لجنة الطوارئ" أن "هذا الإضراب عنوانه الحرية أو الشهادة، ويخوضه كل قادر من الأسرى من كافة الفصائل. سنخوض هذا الإضراب بمطالب موحدة وبقيادة موحدة لنجاح نضالنا". داعية كافة أبناء الشعب الفلسطيني وقواه الحية لإسنادهم بكافة الأدوات.

وعلى إثر قيام إدارة سجن "نفحة" بقطع المياه الساخنة عن الأسرى، بدأوا بتطبيق خطوات العصيان، التي ستتسع لتشمل بقية السجون، وفقًا للخطة التي أقرتها لجنة الطوارئ العليا.

وتمثلت خطوات الأسرى، بارتداء لباس "الشاباص"؛ وهو اللباس البني الذي تفرضه إدارة السّجون على الأسرى، وتعني هذه الخطوة استعداد الأسرى لتصعيد المواجهة ضد الإدارة.

وشملت أيضًا إغلاق الأقسام بحيث تتوقف كافة مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية المتعلقة بأنظمة السّجن، إضافة إلى عرقلة إجراء "الفحص الأمني"، بحيث يخرج الأسرى للفحص وهم مقيدي الأيدي.

الحرية أو الاستشهاد

الباحث المختص بشؤون الأسرى، ثامر سباعنة، يرى أن الاستهداف الإسرائيلي الحالي هو استهداف لكل الحركة الأسيرة، وليس لفصيل أو جماعة معينة، واستهداف لمنجزات وحقوق الأسرى.

ويضيف سباعنة لـ "وكالة سند للأنباء": "هذا الاستهداف يؤثر بشكل مباشر على حياة الأسرى اليومية، وهو ما يدفعهم لمواجهة هذه الإجراءات متحدين، ولن يتهاونوا في الدفاع عن حقوقهم ومنجزاتهم".

ويكمل: "سنجد الحركة الأسيرة موحدة في وجه إدارة السجون وحكومة الاحتلال، وسنجد مشاركة الجميع في هذه الفعاليات الرافضة لقرارات الاحتلال، فالأسرى يسعون من خلال خطواتهم للدفاع عن حقوقهم ومنجزاتهم التي انتزعوها بالدم والصبر".

وتدرك الحركة الأسيرة أن تنازلها عن أي من حقوقها وإنجازاتها، يعطي ضوءًا أخضر لحكومة الاحتلال لسحب باقي الإنجازات، لذلك لن تتنازل عن أي من إنجازاتها، وفقًا لـ "سباعنة".

ويبيّن، أن الخطوات التي يعتزم الأسرى تنفيذها هدفها وقف القرارات الجائرة بحقهم، والعودة للوضع السابق في السجون.

ويضيف: "هذه الخطوات يمكن أن تؤتي أكلها؛ لأن الاحتلال يدرك أن تفجر الأوضاع في السجون وقيام الأسرى بخطواتهم وصولا إلى الإضراب، سيقود لاشتعال الشارع الفلسطيني المشتعل أصلا".

ويعتقد ضيفنا أن "اشتعال السجون"، سيرفع من حدة المواجهة ضد الاحتلال في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وسيكون لذلك انعكاسًا على الوضع المتفجر في فلسطين، وقد يصل لمواجهة مع المقاومة في غزة، على حد قوله.

ويدعو "سباعنة" بأن يأخذ كلٌ دوره من خلال حراك حقيقي لنصرة الأسرى ودعمهم وعدم تركهم وحدهم في الميدان.

ويؤكد: "مطلوب تحرك رسمي في ميادين المؤسسات الدولية والقانونية، وكذلك مطلوب حراك شعبي في المدن الفلسطينية، ودعم وإسناد إعلامي للأسرى في نضالهم".

على شفا الانفجار

وتبدو الأوضاع في السجون على شفا الانفجار مع مضي إدارة السجون في إجراءاتها، حيث يشير رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إلى أن السجون "مقبلة على مرحلة حاسمة".

ويضيف "فارس" لـ "وكالة سند للأنباء": "بيان الحركة الأسيرة يحمل الحزم والتصميم على رفض أي إجراءات تنتقص من كرامتهم أو الحقوق التي تمكنوا من إنجازها بعد نضال مرير".

ويستطرد: "الأسرى لديهم قرار حازم بعدم الرجوع؛ لأن أي خطوة للوراء ستفتح شهية بن غفير لمزيد من القمع".

ويلفت النظر إلى أن الأسرى أظهروا في بيانهم أن لديهم مسؤولية عالية بالعمل لإسقاط السياسة نفسها، ومنهج التفكير الحالي. مرجحًا أن تكون الأوضاع في السجون الفترة المقبلة مشحونة ومتوترة على مدار الساعة وقابلة للانفجار بأي لحظة.

ويرى "ضيف سند" أن "الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات؛ لأن بن غفير شخص مسكون بالكراهية لكل ما هو فلسطيني ويتوقع منه أي شيء، وهو الذي خلق هذا المناخ في السجون".

ولا يستبعد "فارس"، أن يلجأ "بن غفير" لإصدار قرارات لإدارة السجون للجوء للعنف، في محاولة منه للتغطية على فشله وعجزه بالهروب للأمام.

ويقول: "بلجوء بن غفير لمثل هذا الأمر، يكون تورط أكثر وغاص أعمق بالوحل، لأن العنف لا يولد إلا العنف، وما يجري داخل السجون سينعكس على الأوضاع خارج السجون".