الساعة 00:00 م
الأحد 12 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر

اشترى بيتا في "شعفاط" ليكون قريبًا على الأقصى..

رغم الإبعاد والملاحقة.. السبعيني أبو بكر الشيمي يصلي يوميا على أبواب "الأقصى"

حجم الخط
المرابط أبو بكر الشامي
القدس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لم تثني العقبات وقرارات الإبعاد المتتالية عن المسجد الأقصى المبارك السبعيني أبو بكر الشيمي عن تأدية الصلوات وخاصة الفجر على أبواب المسجد الخارجية، متحديًا محاولات الاحتلال الإسرائيلي إرغامه على ترك رباطه المتواصل منذ 13 عامًا.

"الأقصى سر الحياة بالنسبة لي"، هكذا بدأ المرابط المسن الذي ينحدر من قربة المكر قرب عكا، حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، مشيرًا إلى أنه اضطر لشراء مسكن في مخيم شعفاط قرب القدس ليكون قريبا من "الأقصى".

وخلال سنوات رباطه في الأقصى تعرض "الشيمي" لاعتداءات كثيرة  على يد قوات الاحتلال في القدس، كان أبرزها مشهد الاعتداء عليه العام الماضي وضربه ودفعه ليسقط مغشيًا عليه أمام عدسات الكاميرا.

وبلهجة ملؤها الإصرار والعناد والبقاء بعيدا 100 متر عن أبواب الأقصى وفق قرارات الإبعاد بحقه،  يحدثنا "الشيمي": "هذا رمضان الثالث الذي حرمت فيه من الصلاة في المسجد واحتضان محاريبه وجدرانه وباحاته، أُبعِدت عشرات المرات ولكنهم سيزولون حتما كما زال غيرهم ونعود للأقصى" .

ويستعرض "الشيمي" حجج الاحتلال ومزاعمه لإصدار قرارات الإبعاد بحقه، قائلًا: "أحيانًا يتهموني بشتم شرطي، أو إدخال وجبات الطعام للمسجد، إنهم يبحثون عن ذرائع واهية لإبعادي، عمليا لا مخالفات بحقي ولا حق لهم بإبعادي".

وعن مشواره اليومي للمسجد الأقصى يقول: "اشتريت منزلًا في شعفاط لأكون قريبًا من الأقصى، وفي كل يوم قبيل أذان الفجر بساعتين أنطلق نحو الأقصى رغم قرار الإبعاد، فأصل لأقرب نقطة، وأصلي الفجر هناك وأقرأ القرآن، تحت كل الظروف وأحوال الطقس المتقلبة".

وبهمة تفوق همم الشباب يُشدد على ضرورة الرباط في الأقصى فهو واجب ديني ووطني، مردفًا: "ما خلقنا لعدد من الركعات والصيام عن الطعام، بل للتضحية من أجل الأقصى وحمايته والذود عنه، ولسنا وحدنا في هذا الطريق، هناك بيوت مهدومة وسجون ومبعدون كُثر".

ويكمل: "كل فلسطيني عليه فاتورة الرباط والثبات، ويجب دفعها، ولا مجال للقول لا أقدر على فعل شيء، أنا اقوم بواجب أمة وأقوم مقامها، تواجدنا يغيظ الاحتلال بكل معاني الإغاظة، ويجب علينا مفارقة اليأس والكسل والملل".

ويؤكد ضيفنا أن المرابطين والمبعدين يشكّلون أزمة حقيقية للاحتلال، موضحًا أنه "خلال الأيام الأخيرة يتقاطر حولي أنا والمبعدين عناصر الشرطة والمخابرات، ويتوعدون الناس من مغبة الحديث معنا، الإبعاد صعب على النفس لأنه متعلق بالأقصى الحبيب وهم يدركون ذلك" .

أبو بكر الشيمي.webp


ويتمنى "الشيمي" على كل المبعدين من الجنسين التواجد قرب الأبواب، ويردد: "ربما يتغير بذلك الشيء الكثير ومنه وقف الإبعاد، لماذا التراجع والأقصى حقنا، وعقيدتي رفض البقاء في البيت بل الرباط والثبات".

وفي تعبيره عن التمسك بالأقصى والتعلق به يؤكد: "الأقصى يستاهل منا التضحية، ويوميا قبل موعد الإفطار الرمضاني بساعتين أتواجد حيث يجب أن أكون، نفطر ونصلي صلوات المغرب والعشاء والتراويح ولن نبرح مكاننا، ومن المحظور علي نفسيا ترك صلاة الفجر مهما كانت الظروف" .

ومنذ بداية العام، بلغ عدد المبعدين عن المسجد الأقصى 270 من الجنسين، 95% منهم من المقدسيين والباقي من الداخل الفلسطيني المحتل، وفق حديث نائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات لـ "وكالة سند للأنباء".

ويشير "بكيرات" وهو أحد المبعدين عن الأقصى للمرة الـ31، ومبعد حاليا منذ عام ونصف على التوالي، إلى أن نسبة الإناث من إجمالي المبعدين سجلت نحو 20%.

اعتداء على أبو بكر الشيمي.jpg
 

ويُقصد بالإبعاد عن "الأقصى" منع مصلين محددين من دخول المسجد، لفترة محددة تترواح ما بين أسبوع إلى 6 أشهر.

وبرز هذا الإجراء مع صعود أجندة تقسيم المسجد الأقصى بعد عام 2003، وزاد اعتماد الاحتلال عليها في السنوات الأخيرة؛ مع تصاعد أعداد المرابطين ووقوفهم بوجه اقتحامات المستوطنين وشرطة الاحتلال.

وعادةً ما تُشن حملات اعتقالات والإبعاد عن "الأقصى" والبلدة القديمة كل عام قبيل موسم الأعياد اليهودية وخلال توتر الأوضاع الميدانية في القدس، لكنّ مؤخرًا بات الهدف منها، إفراغ "الأقصى" من رواده لفرض واقع جديد على المسجد، بحسب تأكيدات مراقبين.