لم تقف الشابة الغزيّة أروى أبو رجيله (30 عاماً) مكتوفة الأيدي أمام عقبة الحصول على وظيفة منذ تخرجها عام 2014 من تخصص الصحافة والإعلام، في ظل شح فرص العمل والبطالة المستشرية في قطاع غزة المحاصر.
وشقّت "أروى" طريقها في مهنة نادرة للفتيات في غزة، وهي التدريب على السياقة، حيث كان يعدُها المجتمع مهنة ذكورية لا تقوى عليها الفتيات، إلا أن ضيفتنا تحدّت تلك الصعوبات وواجهت واقع ندرة فرص العمل في غزة بالانغماس في هذه المهنة.
وبدأت الشابة طريقها في التدريب على السياقة منذ عامين، لتكون أولى خطواتها في تدريب الفتيات، إلا أنها استطاعت إثبات قدراتها ومهارتها في العمل لتصبح مدربة للذكور أيضًا.
وعن التخوفات التي رافقتها في بدايات عملها تحدثنا: "قبل الانخراط في هذه المهنة كان لدي هاجس من مواجهة طريق سير المركبات، لكوني سيدة وأعمل في مهنة تدريب القيادة".
وتكمل: "في بداية عملي كانت أسئلة الاستفسار تتمحور حول أن هذه المهنة ذكورية، أما الآن فالعديد من السيدات يسألن عن الإجراءات التي تؤهلهن لممارسة العمل في تدريب القيادة".
وتواجه "أروى" صعوبات أثناء التدريب العملي للسيدات، تتمثل بالشغب من قبل سائقي المركبات، ما يسبب للمتدربة التوتر والقلق أثناء تطبيق التعليمات التي تعتبر حساسة في البداية، بحسب ما أوردته لنا.
لكنها وبالرغم من ذلك استطاعت تجاوز جميع العقبات "فالنجاح بحاجة لإكمال المسيرة مهما كانت محفوفة بالصعوبات والمخاطر، وهذه المهنة تتطلب من السيدة الجرأة والقوة للسيطرة على المركبة والمتدربين، خاصة أن التعرض للشغب والازدحام والازعاج المتعمد أمر وارد"، وفق قولها.
وتلفت "ضيفة سند" إلى أنّ مهنة تدريب القيادة للسيدات بدأت تنتشر في قطاع غزة، لأسباب متعددة، وأهمها الإقبال الكبير من قبل الفتيات على تعلم القيادة، مشيرة إلى رغبتهن في أن تكون المدربة سيدة.
ودفعت البطالة المنتشرة في قطاع غزة بنسبة كبيرة بين الشباب والفتيات، الكثير منهم لتعلم مهارات جديدة، بعيدة عن تخصصهم الأكاديمي، للانخراط في سوق العمل وتوفير مصدر دخل ثابت.
ولم تقف طموح "أروى" عند هذا الحد، حيث تعبّر في حديثها لنا عن آمالها بأن تصبح مدربة قيادة دولية، وأن تنتشر هذه المهنة للسيدات بشكل أكبر في قطاع غزة، لإعطاء السيدات فرصة للعمل في بعض المجالات التي تعتبر نادرة.