وجدت الفتاة أروى أحمد نفسها فور تخرجها من الجامعة بين خيارين، إما أن تنتظر دورها على قوائم التوظيف، أو تستغل موهبتها في الرسم، لتطور منها وتملأ وقت فراغها، فاختارت ألا ترضخ لواقع قد يطول لسنوات، وبدأت في شراء أدواتها الخاصة بالرسم.
أروى ذات الـ27 عاما، من سكان شمال قطاع غزة، كانت منذ نعومة أظافرها مولعة بالرسم ومبدعة به، حتى أن ذويها لاحظوا عليها ذلك، فزادتها كلمات التشجيع والثناء التي كانت تسمعها منهم ، حبا وشغفا لتطوير موهبتها ومواصلة مشوارها في الرسم.
بدأت أروى برسومات بسيطة على أوراق دفاترها المدرسية، كانت تزينها وكأنها لوحة فنية مرسومة بعناية، فتقضي أوقات فراغها بالرسم بدلا من اللعب مع أقرانها.
خريجة قسم التمريض، والتي لم تحظ حتى الآن بوظيفة ثابتة بعد تخرجها، بل عملت لأشهر معدودة ثم باتت تنتظر دورها على قوائم التوظيف، تقول إنها مع ظهور جائحة كورونا، بدأت بالتفكير في شغل أوقات فراغها، فكانت جدران منزلها بالنسبة لها لوحة بيضاء مغرية للرسم والإبداع.
أرادت أروى أن تجعل جدران منزلها وغرفتها الصماء، لوحات تنبض بالحياة، بشكل أنيق ومرتب، فأمسكت بريشتها وباشرت بالرسم على بعض زوايا غرفتها، لتملأها روحا وحياة، ولم تخلو أي من غرف منزلها من الرسومات، ففي المطبخ وغرفة المعيشة خطت أروى بريشتها رسومات جميلة، وأخرى جعلت من الأماكن أكثر جمالا وتناسق.
أروى التي اقتصرت على تطوير موهبتها من خلال مشاهدتها لمقاطع فيديو على الانترنت ومتابعتها لفنانين ورسامين، وتطبيق ما تعلمته بشكل دقيق، شكل الرسم بالنسبة لها وسيلة لتفريغ طاقتها السلبية، لتجد الراحة النفسية والهدوء خلال ممارسته.
وتبين أن الرسومات والفن أينما وجد يعطي لأي مكان حل به حياة وحيوية وجمال، إلى جانب أنه يشكل مصدر سعادة وإيجابية للكثير من الناس.
وتفضل العشرينية رسم المناظر الطبيعية من بحر وشجر وِشمس وطيور، فهي تجد نفسها أكثر إبداعا حينما تقرر رسم تلك المشاهد، إلى جانب أنها تشعر بسعادة غامرة وراحة نفسية فور إنجاز تلك الرسومات.
وتطمح أروى أن تكون ممرضة ذات بصمة مميزة في المجتمع الفلسطيني، لكنها إذا خيرت بين وظيفة ثابتة في التمريض وأخرى في الرسم والفن، فإنها حتما ستختار ما تجد راحتها النفسية فيه وشغفها، لتعمل بين ريشتها وألوانها.