الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

مأساة تحولت إلى إبداع.. رحلة أسيل نسمان من غزة إلى الحدود المصرية

دراسة: قتل الفلسطيني.. أهداف إسرائيلية قريبة وبعيدة المدى تتعدى التصفية الجسدية

حجم الخط
قتل الفلسطينيين
نابلس - أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

خلصت دراسة بحثية أعدها المختص في الشؤون الإسرائيلية عليان الهندي، إلى أنّ عمليات قتل الفلسطينيين المتواصلة على يد الجيش الإسرائيلي وبدعم من حكومته، لها أهداف عديدة قريبة وبعيدة المدى تتعدى التصفية الجسدية.

وقال "عليان" في دراسته التي جاءت بعنوان: "قتل الفلسطينيين.. هل يحقق لإسرائيل أهدافها؟"، إن تصاعد عمليات قتل الفلسطينيين منذ العام 2022، نابع من أنّ أجهزة "الأمن" الإسرائيلية تخشى من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد المستوطنين والجيش، وحتى داخل مدن الاحتلال.

وأضاف أنّ عمليات القتل والاغتيال موجهة بالأساس إلى العناصر المتوقع انخراطها في هذه الانتفاضة وتكون ذراعها العسكري.

وحسب "عليان" فإن انطلاق انتفاضة جديدة من شأنه أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل، حارماً القيادة الإسرائيلية من إمكانية المناورة وفق إستراتيجية الجيش التي طرحها رئيسا الأركان السابقين غادي أييزنكوت، وأفيف كوخافي عام 2015.

إستراتيجية القتل..

وتقوم هذه الإستراتيجية باختصار على إعداد وتهيئة الجندي الإسرائيلي ليكون مؤهلاً وقادراً على قتل أكبر عدد من الفلسطينيين خاصة فئة الشباب والفتية، والانتصار في المعركة مهما كانت خسائر الطرف المقابل، متذرعاً بعدم وجود شريك فلسطيني يقبل بالحلول السلمية.

وقد وصف الباحث الإسرائيلي إييال وايزمن إستراتيجية الجيش هذه بـ "بتكتيك القتل"، "والتي تعني أن الجيش الإسرائيلي يقتل لا لكي يسيطر، بل يسيطر مؤقتاً من أجل القتل، فالهدف في نهاية المطاف هو القتل، وتحقيق النصر الواضح".

وفي هذا السياق نفهم مثلاً الأسباب التي دفعت قادة الجيش الإسرائيلي لوضع قواعد جديدة لإطلاق النار على الفلسطينيين، والتي تشمل قتل ملقي القنابل الحارقة والحجارة على الجنود، واستهداف حتى الأشخاص المنسحبين الذين لم تشكل أفعالهم أي خطر على جنود الاحتلال.   

رؤية بن غوريون

ويشير الباحث إلى أنّ دولة الاحتلال استندت في إستراتيجية قتل الفلسطينيين الحالية على رؤية ديفيد بن غوريون (أول رئيس وزراء للاحتلال) القائلة بأن "العرب لن يسلموا بوجود دولة إسرائيل، وأنهم سيظلون يحاولون الهجوم عليها بين الفينة الأخرى".

الأمر الذي يتطلب من الجيش الإسرائيلي شن هجمات مبكرة عليهم، وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية في صفوفهم، كي لا يشكلوا أي تهديد لوجودها، إلى حين تسليمهم بوجود إسرائيل".

تحسين قدرات الردع

ويسرد "عليان" في دراسته التي أطلعت عليها "وكالة سند للأنباء"، سبباً آخر لتصاعد عمليات القتل خاصة في مدينتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية، وهو تحسين قدرات الردع الإسرائيلية أمام الفلسطينيين.

ويضيف: "يعتقد قادة الاحتلال العسكريين أن عمليات القتل خاصة في منطقة جنين ونابلس تسهم بشكل كبير في تحسين قدرات الردع الإسرائيلية في بقية مناطق الضفة الغربية ومدينة القدس وحتى قطاع غزة". 

وأوضح: "أن مواصلة دولة الاحتلال استخدام القوة وقتل أكبر عدد من الفلسطينيين، يهدف لإفقادهم القدرة على التهديد وتقليل الأضرار التي تواجهها دولة إسرائيل، وإيجاد فترات هدوء أمني طويلة وتعزيز حالة الردع من أجل تحقيق أهدافها السياسية".

وخلال العام الماضي 2022 قتلت قوات الاحتلال 230 فلسطينياً، 170منهم قتلوا على يد القوات الإسرائيلية في الضفة بينهم 56 شهيداً من جنين، و33 شهيداً من نابلس، في واحد من أكثر الأعوام دموية في الضفة منذ نهاية انتفاضة الأقصى عام 2007.

وتشير إحصائية خاصة أعدتها "وكالة سند للأنباء" إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت 161 فلسطينياً منذ بداية العام 2023 وحتى الثامن والعشرين من أيار/ مايو الجاري، وهو ما يشير إلى أن 2023 لن يكن أحسن حالاً من العام الذي سبقه.

القبول بمشروع سياسي..

ووفقاً للمنظور الإسرائيلي (كما يرى عليان في دراسته)، أن تحقيق الردع ينسجم مع رؤية دولة الاحتلال التي تسعى لحسم معركتها مع الفلسطينيين عسكرياً، معتقدة ومتوهمة بأن كثرة القتل في صفوفهم وتدمير بناهم التحتية، ستجعلهم يتعاملون بواقعية مع أي مشروع إسرائيلي يُطرح عليهم.

ويرى "عليان" أن كثرة القتل ستعزز ظهور قيادة فلسطينية جديدة واقعية ومتصالحة مع "إسرائيل"، تقبل بالحقائق التي فرضتها إسرائيل على الأرض وبعودة الأردن لحكم الضفة، ومصر لقطاع غزة.

ووفقاً لـ "عليان" فإن أحد المشاريع السياسية وفقاً لـ "إسرائيل" يقوم على حل السلطة الفلسطينية، وإخضاع مدن الضفة لحكم عائلات وعشائر فلسطينية كبيرة.

أما المسار الثالث (حسب عليان)، فهو استمرار الجمود السياسي الحالي وعدم التوجه إلى أية مفاوضات مع الفلسطينيين، والعمل في نفس الوقت على إضعاف السلطة واستنزافها وإشغالها في القضايا الحياتية اليومية للفلسطينيين.

التهجير.. أحد الأهداف

وتحاول "إسرائيل" من خلال القتل الممنهج للفلسطينيين وخلق أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية في صفوفهم سواء في الضفة الغربية أو مدينة القدس كسر إرادتهم وإلحاق الهزيمة بهم ولخلق بيئة طاردة لهم خارج البلاد.

ويلفت "عليان" أن النخبة السياسية والعسكرية في "إسرائيل" ترى أن بقاء ووجود الشعب الفلسطيني مهدداً رئيسياً ومركزياً لبقاء الدولة العبرية دولة يهودية خالصة.

وفي المقابل، يضع الباحث في الشأن الإسرائيلي أن التصدي للسياسات الإسرائيلية المذكورة، يتطلب من الشعب الفلسطيني الاتفاق على مستوى من الوحدة الوطنية، وعلى آلية مقاومة موحدة، هدفها تقليص الخسائر البشرية والمادية في صفوفهم، على حد وصفه.