الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"أونروا".. العجز المالي يقرع جرس الإنذار مجددا

حجم الخط
أونروا
القدس - وكالة سند للأنباء

لم يُذِب مؤتمر المانحين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، الذي عقد في نيويورك قبل أيام، مخاوف الوكالة الدولية من إمكانية إفلاسها وعجزها عن القيام بالمهام المناطة لها، في ظل استمرار العجز المالي لميزانيتها لهذا العام 2023.

وأعلنت "أونروا" في بيانٍ أنّ المؤتمر أتاح جمع 107.2 ملايين دولار من التبرعات الجديدة الجمعة الماضية، ليصل الإجمالي إلى 812.3 مليونا، مؤكدة أنّ هذا لا يكفي لتغطية الاحتياجات المالية اعتبارا من أيلول/ سبتمبر المقبل.

قيمة العجز دفعت المفوض العام لـ "أونروا" فيليب لازاريني، للإعلان بأن الوكالة الدولية ستُجبر على وقف خدماتها بحلول أيلول المقبل ما لم تحصل على أموال إضافية.

وقال "لازاريني" إنه "رغم امتناننا للوعود المعلنة، فإنها أقل مما تحتاجه الوكالة للإبقاء على مدارسها الـ 700 وعياداتها الطبية الـ 140"، مشددًا على وجود مخاطر حقيقية لحدوث ما وصفه "بالانهيار الداخلي".

وكانت "أونروا" أعلنت عن حاجتها لـ 1.3 مليار دولار حتى تتمكن من تقديم خدماتها لأكثر من 6 مليون لاجئ فلسطيني، لنهاية العام 2023، حيث توزع الموازنة بين 3 فئات: ميزانية البرامج، وميزانية الطوارئ، وميزانية المشاريع.

المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة، يؤكد بدوره وجود عجز يوازي نصف ميزانية "أونروا" لهذا العام، قائلًا إنّ "مؤتمر المانحين وفرّ فقط 107 ملايين دولار، خصصّ منها 52 مليونًا للميزانية المنتظمة كالتعليم والصحة، وما تبقى سيخصص لبرنامج الطوارئ في سوريا ولبنان والأردن والضفة وغزة".

ويوضح أبو حسنة في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن حاجة "أونروا" لقرابة 70 مليون دولار لاستكمال برنامج المواد الغذائية في قطاع غزة على سبيل المثال، مشيرًا إلى أنّ "بعض الدول الموثوقة التي تقدم تبرعات للوكالة، أبلغتها بأنها لن تستطيع تقديم هذا العام ما كانت تقدمه في العام الماضي، وهذا سيخلق إشكالية كبيرة لدينا".

ويحذّر ضيفنا، من أنّ هذا العجز "سيفرض نفسه على واقع أونروا كما قال المفوض، بأنه قد لا تستطيع الوكالة فتح المدارس وتقديم الخدمات في ظل عدم وجود التمويل الكافي، وإذا لم تتحرك الدول المانحة لسد العجز".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش صرّح لأول مرة خلال كلمةٍ له باجتماع لجنة الجمعية العامة المخصصة لإعلان التبرعات لـ "أونروا"، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، يوم الجمعة الماضي، بأن الوكالة على شفا الانهيار المالي.

وأوضح "غوتيريش" أن وكالة "أونروا" حصلت منذ بداية العام حتى مؤتمر التعهدات على نصف تمويل الميزانية بما يقدر 847 مليون دولار، ويوجد ما يكفي حتى نهاية آب/ أغسطس المقبل فقط.

وذكر أنّ ميزانية أيلول/ سبتمبر حتى نهاية كانون أول/ ديسمبر لا يوجد تمويل لها لهذه اللحظة، مع وجود تدخل كبير من الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لـ "أونروا"، الذي زار بعض بلدان العالم من أجل توفير الموازنة، مبينًا أن الدول العربية تراجع دعمها للوكالة من 200 مليون دولار قبل عام 2018، حتى 20 مليون دولار فقط.

انعكاسات خطيرة..

من جهته، يشير مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي، إلى أن الإدارة الأمريكية ساهمت في مؤتمر المانحين بمبلغ 153.7 مليون دولار، في ظل تراجع الدعم العربي لـ "أونروا"، فقد دفعت قطر 16 مليون لميزانية عامين، والكويت 2 مليون دولار، فيما لم تدفع المملكة السعودية شيئًا.

ويتابع هويدي في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن التراجع العربي يقترب من 2% من مساهمات الدول العربية لـ "أونروا"، خلافا لما تتوافق عليه الجامعة العربية بضرورة المساهمة بـ7.8%.

وذكر أنّ المساهمة الكبيرة للولايات المتحدة، فرض اتفاق الإطار على "أونروا"، موضحا أن قيمة المساهمة الأمريكية منذ عهد الرئيس جو بايدن اقتربت من 618 مليون دولار تقريبًا، في حين تقدّر ميزانية الوكالة بـ1.6 مليار دولار سنويا.

ويضيف: "ما توفر من ميزانية المشاريع 7 ملايين من أصل 20 مليون، وميزانية الطوارئ لم تجمع 30% من قيمة الميزانية".

وتحدث هويدي، عن وجود مؤتمر قادم سيعقد في أيلول المقبل، مع بداية الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، مردفًا: "ربما يكون هناك ما يعوّل عليه في سد هذا العجز".

ويشير ضيفنا إلى أن لقاءً سيعقد للجنة الاستشارية في وكالة "أونروا" في العاصمة اللبنانية بيروت خلال الشهر الجاري.

وكانت الوكالة التي جمعت 1.2 مليار دولار السنة الماضية، قد أطلقت في يناير/ كانون الثاني نداء للحصول على 1.2 مليار دولار للعام الحالي، معظمها (848 مليون دولار) لتمويل خدمات أساسية مثل المراكز الصحية والمدارس، في حين يخصص المبلغ الباقي لعمليات الطوارئ في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

يُشار إلى أنّ "أونروا" التي تأسست عام 1949، تقدم خدماتها لنحو 5.9 ملايين فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبلدان الجوار، إضافة إلى تشغيلها مدارس وعيادات طبية، كما تقدم مساعدات غذائية لأكثر من 1.7 مليون شخص معظمهم في قطاع غزة.