الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

تحليل العدوان الإسرائيلي على جنين.. محاولة لضرب رمزية المقاومة بالضفة

حجم الخط
المواجهات
جنين- يوسف الفقيه- وكالة سند للأنباء

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي، تبرز التساؤلات حول احتمالية استمراره لساعات أو أيام قادمة، أو اتساع رقعته ليصل مناطق أخرى بالضفة الغربية، وهل سيتمكن الاحتلال من تحقيق أهدافه من هذه الهجمة الشرسة التي أسفرت عن ارتقاء 10 شهداء، 123 جريحًا، ودمار هائل بالمباني والطرقات.

ويرى مختصون ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الهدف الرئيسي للهجمة على مخيم جنين، هو التمادي في سياسة القتل وترويع الفلسطينيين، في محاولة لكي الوعي بشأن المقاومة ورمزيتها الكبيرة في مخيم جنين، مؤكدين أن ذلك لم تحقق حتى الآن.

تهويل إسرائيلي..

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل عماد بشتاوي، يرى أن الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين رافقه تهويل إسرائيلي أظهر أن جيشاً يدخل في معركة ضد قوة عسكرية في دولة أخرى في مخيم جنين، وروّج لهذه الرواية دولياً، مبينًا أن ذلك ظهر من القناعة الدولية عبر الصمت الأوروبي والتأييد الأمريكي، وكأن هناك آلاف المسلحين في مخيم جنين، وقوة كحزب الله يحق لتل أبيب تفكيكها.

ويضيف "بشتاوي" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الهجوم الاسرائيلي على مخيم جنين يحمل أهدافاً داخلية إسرائيلية، تتعلق بمصالح نتنياهو بتقوية حكومته والحفاظ عليها، وعلى تيار اليمين المتطرف، وهي الفلسفة التي يراهن عليها بالدخول في أي مواجهة من أجل بقائه في الحكم.

ويشير "بشتاوي"، إلى أن الاحتلال سيبقي هجومه على مخيم جنين في الإطار الضيق؛ للحفاظ على عدم دخول جبهات أخرى في مواجهة لا يريدها الاحتلال في هذا الوقت.

ويستدرك: "حجم التعاطف والمناصرة الحقيقية من الجهات الفصائلية والرسمية لا يرتق لحجم الهجمة على مخيم جنين، فالصمت سيدفع بالاحتلال للهجوم في مواقع أخرى، لذلك فالتحرك مطلوب دون انتظار قدوم الدور".

ويلفت "بشتاوي" إلى أن موقف قيادة السلطة الفلسطينية الذي صدر عبر المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة بمجموع نقاط تصلح لبرنامج سياسي، متسائلًا: "لماذا لم يطبق هذا البرنامج بوقف التنسيق والذهاب للجنائية وتقديم شكاوى؟ ولماذا لم يتم التنسيق بين الفصائل منذ ستة شهور عندما شكّلت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي عبرت عن موقفها بشكل واضح بمزيد من القتل والاستيطان، وعدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني".

ويردف: "الموقف الفلسطيني يفتقد لاستراتيجية المواجهة أمام الحكومة الإسرائيلية الحالية دون أن يعقد أي اجتماع للفصائل، ودون رؤية واضحة عندما شن العدوان اليوم ضد جنين ونابلس وغزة، خاصة أن التهديدات الإسرائيلية كانت واضحة ومباشرة ضد جنين".

ويتساءل: "لماذا لم يستفز كل هذا القيادة والفصائل للسمو على الجراح الداخلية للحديث عن موقف موحد وليس مصالحة وطنية؟"، مضيفًا: "محاولة كي الوعي الفلسطيني لن تنجح، ولن يخلق الاحتلال الردع، بل أن التجارب السابقة أكدت أن الانتقام كان اقوى بعد أي هجوم إسرائيلي على الفلسطينيين وعندها سيثبت فشل هذه العملية مثل سابقاتها".

عملية انتقامية..

من ناحيته، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي عليان الهندي أن الإشكالية الرئيسية لدى الاحتلال في العمليات العسكرية التي ينفذها وبينها الهجوم على مخيم جنين، يأتي من أجل القتل والانتقام من الفلسطينيين، وبمنطق التعامل مع عصابات ومجرمين بسياق أمني بحت.

ويلفت الهندي في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن دوائر الاحتلال والتي عبّر عنها بنيامين نتنياهو خلال حديثه أمس عن الهجوم في مخيم جنين، أنه وكر للإرهاب، وتعامل جنود الاحتلال على الأرض أن كل ما يصادفهم يستحق القتل، وأن الهجوم في جنين محصور في القتل فقط دون وجود أي سياق لأهداف سياسية.

ويضيف: "ما يعزز الحديث عن رغبة وأهداف الاحتلال نحو القتل والإجرام، الشكوك الإسرائيلية في قدرة هذه العملية على خلق حالة ردع وإنهاء لظاهرة المقاومة في مخيم جنين، وهو ما يشير كذلك إلى حالة الوهم والتفكير خارج المنطق لدى الإسرائيلي في التعامل مع الفلسطينيين دون الاستفادة من التجارب السابقة التي أكدت أن إنهاء هذه الحالة مستحيل".

ويردف "ضيف سند": "لدى الاحتلال قناعة بصعوبة القدرة على مواجهة العمليات الفردية، والتي أثبتت أنها تثخن في الاحتلال، وتوقع الإصابات بشكل أكبر، وهناك صعوبة في مواجهتها عن أي عمل عسكري فلسطيني منظم أو شبه منظم".

ويفسّر "الهندي" حجم الهجوم العسكري لجيش الاحتلال على مخيم جنين بالاف الجنود والمعدات العسكرية الضخمة التي تستخدم في الحروب بين الجيوش، بحجم الانهزام الداخلي لدى الجندي الإسرائيلي في مواجهة شعب أعزل، ومجموعات من المقاتلين بأدوات بسيطة لا تضاهي ما استقدمه الاحتلال للمخيم، تبعًا لقوله.

رؤية عسكرية..

إلى ذلك، يصف المختص بالشأن العسكري اللواء المتقاعد يوسف شرقاوي ما يحدث في جنين أمر خطير ومشابه لهجوم عسكري من قبل جيش منظم على فرق عسكرية، وليس على شعب أعزل، دون وجود بنك أهداف واضح عدا السكان والمباني، مما يضع المخيم أمام معركة حقيقية بحاجة إلى دعم مساندة، وفق قوله.

ويضيف شرقاوي في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "إقدام الاحتلال على استخدام سلاح الجو والبر يهدف لمحاولة كي الوعي وترويع الشعب الفلسطيني، وأنه لا أمل في نهج المقاومة والتحدي فلجأ إلى إزالة الطرق للبحث عن عبوات ناسفة وفتح ثغرات في المباني للقنص وتفجير الجدران للتقدم ونسف للمباني".

ويبين الخبير العسكري أن الاحتلال استخدم الذكاء الصناعي في هجومه على جنين وأدخل أسلحة للتجربة لمحاكاة الهجوم على جبهات أخرى كغزة وجنين، لذلك فإن تدخل محور المقاومة لإنقاذ الحالة في جنين مطلوب.

ومع حجم الهجمة من جيش الاحتلال على مخيم جنين، إلا أن المقاومين في المخيم امتلكوا الذكاء والخبرة والتكتيك العسكري بعدم المواجهة المباشرة والتخفي، والاستفادة من تجارب ومواجهات سابقة، فتعلموا خطط الحروب دون أن يدخلوا الكليات العسكرية لما ما امتلكوه من حالة الصمود والتحدي الكبيرة، وفق شرقاوي.

ويرى ضيفنا، أنه رغم أن مستقبل المقاومة في مخيم جنين مرتبط بحالة الصمود والتحدي، إلا أن الدعم والإسناد من الجميع وفي مقدمتها محور وقوى المقاومة لجنين، وإنقاذ الوضع مهم للاستمرار ووقف الهجمة لمنع انتصار إسرائيل المعنوي في جنين.