الساعة 00:00 م
الأحد 19 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.69 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

استطلاع: 38% من طلاب "راسل" يعتقدون أن 7 أكتوبر مقاومة

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

حين تُجرّبُ "إسرائيل" المُجرّبْ في مخيم جنين

حجم الخط
مخيم جنين
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

قبل 21 عاماً، وبعد سلسلة من التفجيرات الدامية في الشوارع الإسرائيلية، أصدر رئيس وزراء الاحتلال "أرئيل شارون" أوامره لرئيس أركان الجيش "شائول موفاز" البدأ بعملية السور الواقي والاجتياح الكبير لمدن الضفة.

ولّت الدبابات والمجنزرات الإسرائيلية وجهها وشقت طريقها نحو مخيم جنين، تلك البقعة من الأرض التي كانت أحدى مراكز "الإرهاب" حسب التوصيف الإسرائيلي.

أوغلت فيه تدميراً وقتلاً واعتقالاً، حوّلت شوارعه الضيقة لساحات وأكوام من الحجارة، طحنت عشرات المركبات وحوّلتها "لخردة".

فيما لقّنت المقاومة الفلسطينية الغزاة درساً في الكمائن وتفخيخ المنازل، خاضت حرب شوارع وهجمات كر وفر، أربكت جنود النخبة والوحدات الخاصة المدربين جيداً، أوقعت العشرات منهم بين قتيل وجريح.

واليوم يحاول "نتنياهو" ورئيس أركان جيشه "أيزنكوت" وإرضاءً لوزراء اليمين المتطرف وإطفاءً لنار الحقد في صدورهم، تجريب المُجرب مع مخيم جنين، تلك البقعة لا تزيد مساحتها عن نصف كيلو متر مربع.

دون استخلاص الدروس من التاريخ والعبر من التجارب السابقة، معتقدين أن القوة والبطش وحدها كفيلة بإخضاع الفلسطيني ودفعه لرفع الراية البيضاء والاستسلام.

يسعى قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتصفية أو اعتقال عناصر المقاومة الموحدين رغم اختلاف ألوانهم السياسية ومشاربهم الفكرية ومصادرة سلاحهم وعبواتهم الناسفة، واستعادة هيبة الجيش ومركباته التي أُذلت وأُذيبت وأُعطبت وسُحبت سحباً بعد حادثة التفجير يوم التاسع عشر من الشهر الماضي.

يحاول قادة الاحتلال ضرب الحاضنة الشعبية لثاني أكبر مخيمات الضفة الغربية ودفع الـ12 ألفاً من سكانه لنبذ المقاومة وإخراج المقاومين من بين أظهرهم.

ومن هنا تبدو مشاهد تهجير سكان المخيم ونزوحهم عن منازلهم برفقة وأماكن سكناهم برفقة أطفالهم وحقائبهم مشاهد مفضلة لصناع الدعاية الإسرائيلية.

يسعى قادة الاحتلال لجعل مخيم جنين عبرة لمن يعتبر، عبرة لبقية مخيمات الضفة التي تحاول تلمس ذات الطريق: بلاطة، عسكر، العين، عقبة جبر، الجلزون، الدهيشة، ولأي بقعة فلسطينية تسعى لأن تكون قاعدة نضال ومقاومة.

التدمير.. يهدم الحجارة لا الأفكار

قصف المنازل والمساجد والمدارس وتوسيع الشوارع وحفرها واستئصال بنيتها التحتية وتدمير شبكات المياه والكهرباء والاتصالات سهل وفي متناول يد آليات الاحتلال الضخمة والجرافات المجنزرة، لكن الأصعب استئصال الأفكار من العقول.

قد ينجح الاحتلال في انتزاع البنادق ومصادرة العبوات الناسفة، لكنه سيفشل بكل تأكيد في نزع المبادئ من قلوب أصحابها.

محاصرة المخيم وتضييق الخناق على ساكنيه ومقاوميه أمر يسير عند دولة الاحتلال، فلديها من الإمكانيات ما يؤهلها لمحاصرة دول ذات سيادة وجيوش، لكن محاصرة الرغبة في المقاومة والدفاع عن النفس مهمة يبدو أن إسرائيل لم تنجح بها.

قد تتمكن دولة الاحتلال من تغيير شكل المكان لكنها بكل تأكيد لا تملك السيطرة على الزمان، فبين الـ21 عاماً التي فصلت بين الاجتياحين ظهر جيل جديد من المقاومين، لا يقلون بأسناً عن ابي جندل ومحمود طوالبة والشيخ جمال أبو الهيجا.

بين الاجتياحين 21 عاماً، تخللها الكثير من الجهود والخطط التي بذلتها دولة الاحتلال لإبعاد مخيم جنين عن طريق المقاومة وحرف مساره عن درب النضال، غير أن النتيجة واضحة لا لبس فيها حتى عند بعض العقلاء في إسرائيل.

يعتقد هؤلاء وحتى قبل انقشاع غبار المعركة الأخيرة في مخيم جنين، أن هذا الاجتياح لن ينجح في تحقيق أهدافه المتمثلة بالقضاء على المقاومة وإخضاع الأجيال القادمة، هكذا قالت صحيفة "هآرتس" العبرية في افتتاحيتها صباح اليوم.