الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

في المدارس "ابني مش مع ابن عمه".. ظاهرة طبيعية أم مشكلة "غير تربوية"؟

حجم الخط
رام الله/ غزة– وكالة سند للأنباء

مع بداية العام الدراسي الجديد، تواجه إدارة المدارس الحكومية، والتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، في الضفة الغربية وقطاع غزة، العديد من المشاكل والظواهر التي يصفها البعض بـ "المزعجة والسيئة".

ومن أبرز هذه المشاكل: طلب الأهالي نقل أطفالهم من شُعب "صفوف" بها أقاربهم سواءً من أولاد العمّ أو العمّة، والسبب "وجود مشاكل ومشاحنات بين الأمهات، أو حتى لا تتم المقارنة بينهم في التحصيل الدراسي"، وغيرها من الأسباب.

هذه الظاهرة، تقول إحدى المعلمات أنها تنتشر بشكلٍ ملحوظ في المدراس، وفي كثير من الأحيان تأتي أم الطفل/ة "لا أريد ابنتي وبنت عمّها، أو عمتها بذات الصف لوجود مشاكل".

وهذا العام، في إحدى المدارس الحكومية ولوجود ثلاث طالبات بنات عمومة، في ذات المدرسة، طُلب من الإدارة، وضع كل طالبة في شعبة مختلفة والسبب "مشاكل بين الأمهات".

هل يُمكن تصنيف ما يحدث بظاهرة "مزعجة" ولا تتماشى مع العملية التربوية؟ أم أن هذا الأمر طبيعي ومقبول؟ ما الذي نغرسه في نفوس الأطفال وعقولهم؟ وهل لمثل هذه السلوكيات تأثير على نفسيات الأطفال فيما بعد ونظرتهم لعلاقاتهم مع بعضهم البعض؟

المعلمة أسماء نصار، مربية فصل في إحدى المدارس الحكومية بغزة تقول:"نواجه هذه المشكلة، حتى مع الصفّ الأول الإبتدائي، وتكون الأسباب مختلفة".

وتشرح الأسباب التي تدفع الأهالي لهذا القرار: "هناك من لا يرغب بوجود الأقارب بنفس الفصل منعًا لحدوث مقارنة، أو لوجود مشاكل بين الأمهات، وأحيانًا حتى لا ينشغل الطفل باللعب مع ابن عمه خلال الدوام الدراسي".

تُوضح نصّار لـ "وكالة سند للأنباء" أن المعلمات وإدارة المدرسة تتفهم الأسباب التي تُطرح من الأهالي لعدم تقبّل وجود الأقارب بنفس الشعبة، "لكن من الناحية التربوية يجب عدم فصل الأطفال الأقارب عن بعضهم".

وعللّت حديثها بالقول: "الفروق الفردية موجودة ويجب تعزيز ذلك عند الأطفال، أما لسبب عدم انشغال الطفل مع أقربائه، فالمعلمة قادرة على فصل الأطفال خلال الدوام المدرسي، لكن نبعد الأطفال لوجود مشاكل بين الأمهات فهذه كارثة حقيقة، تورث الحقد والكره بين الأطفال".

من جهتها قالت مديرة إحدى المدارس الحكومية في مدينة الخليل، السيدة سوسن عابدين: "الأسباب المطروحة من الأهالي لنقل أطفالهم من صفوف أقاربهم، تكون أما لمشاكل وغيرة بين الأمهات، أو لعدم المقارنة، ونقل مايحدث في الفصل للبيت، وأحيانًا كي لا ينشغل الأطفال مع بعضهم".

وبيّنت عابدين لـ "وكالة سند للأنباء" أن الأسباب التي تدفع الأمهات لنقل أطفالهم، تحتاج وقفة منّا وتوعية شاملة، كي لا تتسرب ثقافة العدوانية والتفرقة بين الأطفال دون قصد، وبالتالي الكره بدل المحبة.

عابدين التي تعمل في مجال التربية والتعليم منذ ما يزيد عن الـ 30 عامًا أكملت حديثها: "عادة ما أتحدث وأجلس برفقة مرشدة المدرسة مع الأهالي لعدم إقحام الأولاد بهذه المشاكل، والأصل أن يعيش الأطفال تجاربهم وحياتهم بطريقة صحيحة".

وفي كثير من الأحيان تفشل إدارة المدرسة في إقناع الأهالي، وحتى الطالبات والسبب: "تشبع الطالبات بوجود مشاكل أصلًا بين الأمهات، ولهذا يكون الحديث بلا فائدة" وفق حديثها.

وتُرجع عابدين السبب إلى "خلل في التربية بشكلٍ عام" قائلةً: "الأطفال صفحة بيضاء نخطّ بها ما نريد، وعجينة نُشكلها نحن كأمهات وآباء وبيت أولا، ومدرسة ومجتمع ثانيًا".

وأكدت أن الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل، هي أهم سنوات عمره، وهذا يُرجع أهمية البيت في تربية الأطفال وتنشئتهم بما يجعلهم أكثر نفعًا وإيجابية بعيدًا عن الأجواء السلبية.

ولفتت إلى أن حديثها عن هذه الظاهرة، لا يعني تعميم حالة ما، أو موقف، وإنما لأجل بناء جيل سليم وقوي قائم على المحبة والترابط.

آراء الأهالي

استعرضت "وكالة سند للأنباء" مجموعة من آراء الأهالي حول هذه القضية والأسباب التي تدفع الأمهات لنقل أطفالهم من صفوف يوجد بها أقاربهم؟ وهل هذا التصرف طبيعي؟ أم أنه يحتاج وقفّة جادة من الأهالي لعدم إقحام الأطفال بمشاكل الكِبار؟

آمال عبد السلام تؤيد فكرة عدم وجود الأقارب بذات الصف والسبب: "ليس كرهًا، وإنما لعدم المقارنة بينهم سواءً من المعلمين أو الأهل".

وبيّنت أن المقارنة تؤثر بشكلٍ كبير على نفسية الطالب، خاصة عندما يكون "الفارق بين قدراتهم ملحوظ".

ريناد محمد أيضًا، تؤيد فكرة الفصل الأقارب في المدرسة، وذلك من "باب الحفاظ على نفوس الأطفال صافية ولا يشوبها شائبه والحفاظ على علاقتهم الجيدة على إنهم بنات عم وصاحبات".

وأردفت: "المقارنة الجارحة من المحيط سواءً من الأقارب أو المعلمات أو أي أحد، من الممكن أن يولد الكره بينهم ويُدمر النفوس البريئة، ويدفعهم للغيرة، لذا الأفضل أن تكون هناك مسافة بينهم".

وأكدت أن موقفها هذا يشمل بنات الخالة، كما يشمل بنات العم أو العمةّ، "فلا فرق بينهم"

أما إيمان مصطفى، فوصفت الظاهر بـ "السيئة وغير المقبولة"، لكن طالما هناك مشاكل فالأفضل فصل الأطفال، لتخفيف المشاكل الأسرية التي يُعاني منها الأطفال.

بدورها أروى نصّار، قالت: "علاقتي مع الجميع جيدة ورائعة، لكن طبيعي أنا كأم أبحث عن راحتي النفسية وراحة أبنائي، ولا يُهمني تفكير الناس، لذا أفضّل فصل الأطفال عن بعضهم في المدرسة".