الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

التمدد العمراني في الأغوار الوسطى يقضم سلة خضار فلسطين

حجم الخط
التمدد العمراني في الأغوار الوسطى
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

بعد أن كانت الأراضي الزراعية تمتد على مدّ البصر في أراضي الأغوار الوسطى، وبعد أن كانت المساحات الخضراء الشاسعة لا تحدّها المباني، بات العمران السياحي والسكني يقطع أوصال الأراضي الزراعية، ويقضم المنطقة التي طالما سميّت بـ "سلة الخضار" بالضفة الغربية.

ولجمال طبيعتها وجوّها اللطيف في ليالي الصيف، تستقطب منطقة الأغوار النشاط العمراني في سهولها وتلالها، غير بعيد عن المستوطنات التي تطل على المنطقة من جهات عدة.

الحاج سمير الحمود أحد المزارعين في سهول سميط والنصارية في الأغوار، لا يخفي قلقه على مستقبل الزراعة في المنطقة التي باتت هدفا حيويا، للتمدد العمراني المتسارع على حساب الأراضي الخصبة.

ويردف الحمود في حديث مع "وكالة سند للأنباء"، هناك قلق كبير من مستقبل هذه الأراضي الخصبة وما ينتظرها نتيجة التمدد العمراني السياحي، والذي يقف على مقدمته بناء الشاليهات، متسائلًا: "أين سيكون البديل للزراعة بعد ضياع سلة الخضار الغنية التي تمثلها الأغوار الوسطى، أو المعروفة بأغوار نابلس؟".

وخلال السنوات القليلة الماضية، انتشرت الشاليهات في الأغوار الوسطى وتحديدًا في أراضي النصارية بشكل واسع وملحوظ على حساب الأراضي الزراعية، حيث باتت مقصدًا للزوار من أهالي مدينة نابلس وشمال الضفة الغربية وغيرها.

ويزرع ضيفنا "الحمود" وأولاده 1500 دونم بالخضار في المنطقة، من إجمالي نحو 30 ألف دونم، هي مساحة الأغوار الوسطى، كما يملك بئرًا ارتوازيًا لضخ المياه وري المزروعات.

ويخبرنا: "كميات المياه بالكاد تكفي للزراعة في المنطقة التي تتضاعف حاجتها للمياه فكيف تتم المعالجة مع تكاثر الشاليهات والاستخدام الآدمي للابنية المزروعة في خاصرة الخصوبة".

ويخلص الحمود إلى نتيجة أنّ التمدد العمراني المتزايد أعدم الزراعة عمليا، كنتيجة تراكمية للبناء الذي تناقصت فيه الأرض والزراعة، بدءًا من سهل سميط مرورا بالعقربانية والنصارية وبيت حسن وعين شبلي، يضاف إليها أعمال الهدم بأنياب الجرافات الإسرائيلية ومنع البناء فيها بذريعة وقوعها في مناطق (ج).

هجوم عمراني

من جانبه، يشير نائب رئيس المجلس المحلي في النصارية عاكف اشتية، إلى أن اسم "سلة خضار فلسطين" الذي اتسمت به المنطقة، نُزع عنها بفعل الهجوم العمراني غير المنضبط.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الدول التي تحترم ذاتها تحظر البناء العشوائي والضار في المناطق الزراعية، عكس ما تعاني منه الأغوار الوسطى ويهدد منظومتها الزراعية الحيوية".

ويردف: "مسؤولية ضبط إيقاعات البناء في المناطق الزراعية عالية الخصوبة تقع على عاتق وزارة الحكم المحلي"، مشيرًا إلى أن مناطق الرعي تلاشت أيضًا، على الرغم من أن أهالي المنطقة يعتمدون بشكل كليّ على الزراعة الحيوانية والنباتية، ما أدى لتناقص كبير في الثروة الحيوانية أيضًا".

ويعزو اشتية ما حلّ بالأراضي الزراعية والرعوية في الأغوار؛ لما يصفه بـ "جنون الشاليهات" التي سيطرت على المنطقة، وباتت سمة ملازمة لها، وفق قوله.

ويشدد: "الواجب والمنطق وجود مكاتب رسمية تمثّل الجهات الرسمية ذات العلاقة، لوقف الانهيار الحاد في الزراعة والانبهار بالبناء الضار تحت مسميات عدة".

وفي سياق تأثر الزراعة، يُحدثنا اشتية عن أن عمليات الهدم التي ينفذها الاحتلال، وإخطارات منع البناء تضيّق الخناق على الحياة والوجود الفلسطيني في منطقة الأغوار.

إضافة لذلك، يتعمد الاحتلال إطلاق أعداد كبيرة من الخنازير البرية والضباع في المنطقة ما يؤدي لتلف المحاصيل الزراعية وتشكيل خطر على السكان ليل نهار، تبعًا لـ "اشتية".

قلة البدائل..

من ناحيته، يبرر الناشط في مجال العقارات هشام أبو سمرة التوجه للأغوار الوسطى بسبب الكثافة السكانية المتضاعفة، وغلاء أسعار الاراضي والشقق السكنية في المدينة والبلدات الكبيرة، وتداعيات حصارها من المناطق (ج).

ويضيف "أبو سمرة" لـ "وكالة سند للأنباء": "أين المفر؟ وإلى أين يذهب المواطن ذو الدخل المحدود والمتوسط، كان الخيار لمنطقة الأغوار الوسطى التي تميّزت بالطقس الجميل والسعر المقبول للأراضي، قبل أن ترتفع الأسعار نظرا للطلب الكبير عليها".

ويُقرّ ضيفنا بتأثير النشاط العقاري والعمراني على مستقبل الزراعة والأراضي الزراعية والمروية وأنها الجانب الأكثر تضررا من النشاطات غير الزراعية وعلى حساب تغذيتها للسوق المحلي بالخضار تحديدا والفواكة بنسبة أقل.

وتمتد الأغوار الفلسطينية كاملة من بيسان حتى صفد شمالًا، ومن عين جدي حتى النقب جنوبًا، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربًا، وتبلغ المساحة الإجمالية للأغوار 720 ألف دونم.

وتكمن أهمية الاغوار في كونها منطقة طبيعية دافئة يمكن استغلالها للزراعة طوال العام إضافة إلى خصوبة التربة وتوفر مصادر المياه فيها وتربعها فوق أهم حوض مائي في فلسطين.

وتضم الأغوار الوسطى، تجمعات سهل سميط، والنصارية، والعقربانية، وبيت حسن، وعين شبلي، وعديد من الإسكانات المحدودة، وتلك التي بدأت بالظهور في التلال المطلة في المنطقة.

بينما تحاصرها مناطق (ج)، وأطراف مستوطنات "ألون موريه"، والبؤر التابعة لها وبؤرة "كوكي" وطرق التفافية تربطها بخط رقم (90)، الواصل بين أريحا والبحر الميت من جهة، والحدود الأردنية، وبيسان من جهة أخرى.