الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

عائلات الأسرى المضربين بين طول انتظار وقلق من مصير مجهول

حجم الخط
أهالي الأسرى الإداريين
نابلس - وكالة سند للأنباء

حالة من الخوف والقلق والترقب، تعيشها عائلات تسعة أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام رفضًا لاعتقالهم الإداري، منهم من سبق وأن خاض إضرابًا طويلًا بالسابق، ما قد يشكل خطرًا على حالته الصحية بشكل مضاعف.

ومع كل يوم يمضي، يزداد قلق الأهالي على أبنائهم المضربين لفترات متفاوتة، ومن الآثار الصحية التي يمكن أن تصيبهم، وخشية وصولهم للشهادة، كما حصل مع الأسير خضر عدنان قبل ثلاثة شهور.

والأسرى التسعة المضربين هم كايد الفسفوس، وسلطان خلوف، وأسامة دقروق، وهادي نجي نزال، ومحمد تيسير زكارنة، وأنس أحمد كميل، وعبد الرحمن إياد براقة، ومحمد باسم اخميس، وزهدي طلال عبيدو.

ومساء الاثنين الماضي، علّق أربعة معتقلين إداريين إضرابهم عن الطعام الذي استمر لـ 16 يومًا وهم: صالح ربايعة، وسيف حمدان، وقصي خضر، وأسامة خليل، وذلك بعد وعود تقضي بتحديد سقف اعتقالهم الإداري.

ووفق نادي الأسير فإن سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها نحو 1200 فلسطيني إداريا، وهو الرقم الأعلى منذ نحو عقدين، من بين نحو 5 آلاف معتقل في سجونها.

والاعتقال الإداري، قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى 6 شهور قابلة للتمديد.

إضراب للمرة الثانية..

الأسير كايد الفسفوس (34 عامًا) من مدينة دورا بالخليل، المعتقل منذ 2 أيار/ مايو الماضي، شرع في الثالث من شهر أغسطس/ آب الجاري بإضراب مفتوح عن الطعام.

ويقبع الفسفوس حاليا في زنازين سجن النقب، وخاض إضرابًا عن الطعام استمر لـ 9 أيام في نهاية شهر مايو/ أيار وبداية يونيو/ حزيران، وعلّقه بعد وعود تقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداريّ.

والفسفوس متزوج وأب لطفلة في التاسعة من عمرها، وهو معتقل سابق أمضى نحو 7 سنوات في سجون الاحتلال، وخاض عام 2021 إضرابا ضد اعتقاله الإداريّ، واستمر 131 يومًا، وقبل ذلك أضرب لـ 35 يوما عام 2019.

أريد ابني حيًّا..

بخوف الأم على ابنها، تردد والدة الفسفوس "أريد ابني حيًا"، معبرة عن قلقها الشديد على مصيره، وهو الذي رأى الموت بعينيه خلال إضرابه السابق عام 2021، لولا العناية الإلهية، على حد وصفها.

وتقول والدته لـ "وكالة سند للأنباء": "قلوبنا مثل النار على ابني كايد.. طول النهار أبكي على غيابه، لا أريد أن يطول إضرابه هذه المرة، وأخشى عليه أن يستشهد، وأريد أن يعود لي حيا".

وتعرض "الفسفوس" عند اعتقاله قبل ثلاثة شهور للضرب المبرح ما أفقده القدرة على الوقوف على قدميه حينها، وفق ما أخبر به والدته في زيارة سابقة، مشيرة إلى أنهم حاليًا لا يعلمون عنه أي شيء لوجوده في زنازين العزل الانفرادي".

ولم يكن الفسفوس الوحيد بين إخوته ممن تعرضوا للاعتقال، فإخوانه جميعًا اعتقلوا، ويقبع أربعة منهم حاليًا رهن الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال.

وعن حالته الصحية تحدثنا والدته: "جسده لم يكد يتعافى من إضرابه الطويل حتى عاود الإضراب مجددا، وعندما زرته في المستشفى خلال إضرابه السابق لم أستطع رؤيته في وضعه الصعب الذي يمر به، وأصابني المرض ولازمت الفراش أسبوعًا على إثر ذلك".

تصمت برهة قبل أن تمضي بالقول: "كان كايد يتمتع بجسم وبنية قوية، لكن بعد اعتقاله السابق لم يستعد عافيته وصحته".

وتطالب أم الأسير بتكثيف الجهود والفعاليات التضامنية للوقوف إلى جانبه وبقية الأسرى المضربين حتى لا يطول إضرابهم.

قلق دائم..

عائلة الأسير سلطان خلوف (42 عامًا) من بلدة برقين في جنين، تعيش هي الأخرى حالة قلق وترقب لأخباره، في ظل إضرابه عن الطعام رغم وضعه الصحي السيء.

وعن ذلك تتحدث زوجته نبيلة خلوف لـ "وكالة سند للأنباء": "نحن في وضع لا نُحسد عليه، نعيش في خوف وقلق دائم على صحته خاصة وأنه يعاني من عدة أمراض، أهمها السكري وضيق التنفس".

وشرع الأسير خلوف بالإضراب منذ لحظة اعتقاله بتاريخ في 3 آب/ أغسطس الجاري، وجرى تمديد اعتقاله لفحص إمكانية تحويله إلى الاعتقال الإداري، هو أسير سابق أمضى سنوات في سجون الاحتلال، وخاض إضرابًا عن الطعام عام 2019 استمر 67 يومًا رفضًا لاعتقاله الإداري.

وتقول زوجته: "ما يزيد من قلقنا هو ضعف الاهتمام من جانب المؤسسات المحلية والدولية والقوى المختلفة، وهذا ما عانينا منه في الإضراب السابق، وها قد تراجع الاهتمام بهم أكثر من السابق".

وتشير إلى أن الأخبار عن زوجها انقطعت منذ أخر اتصال به يوم الاربعاء الماضي، ومنذ ذلك الحين والعائلة تسعى وتنتقل من جهة لأخرى لمعرفة وضعه الصحي وأين يتواجد، ولكن دون جدوى.

وعلمت عائلة خلوف عن طريق أحد الأسرى "بالصدفة"، بأن سلطان يقبع في زنازين "مجدو"، لكن لم يتسن معرفة وضعه الصحي، وهذا ما يزيد خوفهم وقلقهم عليه.

وتؤكد أن زوجها عانى كثيرا ومطولا من آثار الإضراب السابق، ولازمته أمراض السكري وضيق التنفس نتيجة له، مطالبة بالإفراج الفوري والعاجل عنه، خاصة وأنه يخضع للاعتقال الإداري، أي دون تهمة.

وتردف: "أقل ما يمكن أن يطلبه المعتقل الإداري هو تحديد مدة اعتقاله، وأن لا تبقى مفتوحة، لكي يعلم موعد الإفراج عنه".

وتوضح: "سلطان لديه مسؤوليات كبيرة من عائلة ومصالح تجارية، ولا يعقل أن يكون عرضة للاعتقال كل مرة بدون أي مبرر".

وتوجه زوجة الأسير رسالتها للمؤسسات المحلية والدولية والفصائل، بالاهتمام بالأسرى المضربين عن الطعام، وأن يكون هناك متابعة دولية؛ لوضع حد للاعتقال الإداري الذي يعد من القضايا الحساسة التي يجب العمل عليها كأولوية قصوى، حسب تعبيرها.