الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

خاص بالصور والفيديو عاشقته وفارسته.. حكاية ميار العيايدة مع الخيل والتدريب على ركوبه

حجم الخط
ميار العيايدة
غزة/ الخليل – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء

صهوة الخيل، تلك اللحظة الساحرة التي يندمج فيها الجمال مع الحركة، ويتحول الزمان إلى أغنية من الأنغام الهادئة والنابضة بالحياة، هي لحظة التحدي والتناغم، حينما يلتقي الإنسان والحيوان في رقصة تمتزج فيها العاطفة بالفن والروح بالجسد.

هذا التناغم، تعيشه الفارسة الفلسطينية ميار العيايدة (20 عامًا) من بلدة الشيوخ بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ففي لحظة انطلاق خيلها، تتحول الأرض أمامها للوحة فنية تتأرجح بها، تجتاز الفضاءات بخطوات تحملها عبر المروج والسهول، يتراقصُ الجسد مع حركات الحصان، وكأنهما تجسيد للحركة الجمالية في تناغم مطلق.

ومع كل تقدم وزيادة في سرعة الخيل، يرتفع القلب وتتحول الأوتار الخفية إلى نسيم يمتزج مع همس الرياح، تتداخل أنفاس الفتاة "العيايدة" مع نفس الحصان، وكأنهما يتحدثان لغةً سرية لا يفهمها سواهما.

"وكالة سند للأنباء" سلّطت الضوء على موهبة "العيايدة" في ركوب الخيل برحلةٍ غير محدودة، أخذتنا إلى أبعد الأفق، وجعلتنا نشعر بحرية الطائر الذي يحلق عاليًا، فهو طريق للاسترخاء والتواصل مع الطبيعة، هذه اللحظة تعكس التفاهم العميق والتواصل الروحي بينهما، حيث يبدو الحصان و"العيايدة" وكأنهما جسدان يتحركان بروح متناغمة على وتيرة واحدة.

"الحصان رفيقي الوفي"..

تقول ميار العيايدة "إنني أمتلك الشجاعة الهادئة التي تميزني منذ أن بدأت رحلتي مع عالم ركوب الخيل عندما كان عمري 12 سنة، كانت تلك اللحظة بداية تفاعل جديد مع الحياة، حيث ارتبطت مع أمور أكبر مني وأقوى من قوتي".

وفي سؤالنا "ماذا يعني لكِ ركوب الخيل؟" تُجيبنا بعد ابتسامة، "مع كل ركوب، كنت أشعر وكأنني أغوص في داخل عالم سري، يجمع بين جمال الحيوان والتناغم مع الطبيعة، كان الحصان رفيقي الوفي في كل رحلة، يسمح لي بأن أكون جزءًا من تلك القوى الجارفة والجمال الهادئ في نفس الوقت".

وتُتابع حديثها عن الخيل بشغف: "ركوب الخيل لم يكن مجرد هواية بالنسبة لي، بل كان له دور أكبر في تشكيل شخصيتي، بالإضافة إلى التحدّي والثقة التي زادت مع كل جلسة ركوب، كنت أستشعر بلمسة خاصة من الحب والحنان تنبعث من الحصان نفسه".

وتضيف "ضيفة سند"، "لا يزال ركوب الخيل مصدر إلهام لي، إنه يذكرني دائمًا بأن العلاقات تنمو من خلال التواصل والاحترام المتبادل، وكما أني أتعلم كيف أقود وأوجه الحصان، أتعلم أيضًا كيف أنمي وأبني العلاقات مع الآخرين".

367398607_281308374541761_8891381128749013241_n.jpg

367397573_1298674784372669_254497150945222332_n.jpg
 

وتسرد بابتسامة حانية: "أصبح ركوب الخيل جزءًا مني، إنه ليس فقط نشاطًا بل هو جزء من روحي، يجمع بين التحدي والجمال والحب، ومع كل خطوة أخذها على ظهر الحصان، أدرك أنني أركب في اتجاه أكبر من مجرد طريق، أركب في اتجاه تكوين ذكريات وصنع قصص تروى للأجيال القادمة".

وعن بداية حبها لركوب الخيل تقول، "عندما كنت صغيرة، وجدت نفسي في مكان جميل حيث يتلاقى الإنسان والحيوان بتواصل رقيق، كان هناك مربط للحصان يتلألأ في ضوء الشمس عند أخي الكبير منتصر، وكنت أراقبه كيف يُعامل خيله، وأقف بجواره بعيون مليئة بالفضول والإعجاب، وكأنني أستمع إلى لغة خاصة يتبادلانها الحصان وأخي، كل ذلك شجعني أن أمتلك المهارة".

وتستطرد "العيايدة"، تلك اللحظات البسيطة شكّلت بداية رحلتي، وهي تذكير لي بأنني كنت أحمل دائمًا قلبًا ينبض بحب الخيل والطبيعة، تلك اللحظات ساهمت في تشكيل هويتي واهتماماتي، وقد تكون لها أثرًا كبيرًا في منجزاتي المستقبلية".

"مسارات خارجية"..

ميار، الروح المتجولة على ظهر الخيل، تنشر جناحيها وتخرج إلى أفق غير محدود، تجمع بين جمال الطبيعة وسحر الفضاء، في مساراتها الخارجية الساحرة، إنها قصة تحمل في ثناياها الحب والحرية والاكتشاف.

وتنظم ضيفتنا، مسارات خارجية عبر الخيول، تجوب فيها لساعات بين عدة مدن فلسطينية، وتروي لنا: "أنطلق في صباح مشمس أو غسق رائع، وأتحرك بين وديان خضراء وسهول ذهبية، أسمع همس الرياح وأنغام الطبيعة وكأنها تشارك في سيمفونية الكون".

لم نعتد أن تكون الخيالة امرأة، كيف واجهتِ ذلك؟ تنهدت قليلًا ثم تابعت إجابتها: "البعض شجعني بحماس وألقى بالضوء على فوائد وجمال ركوب الخيل، إلا أنني وجدت نفسي أواجه أصوات الشك والرفض من آخرين، لكنني لم أجعل تلك السلبيات تعيقني، بل اعتبرتها تحديًا لأثبت لنفسي والآخرين قوتي وقدرتي على تحقيق أحلامي".

وتُزيد "ضيفة سند"، "تلك اللحظات التي واجهت فيها الاعتراض والشك جعلتني أزداد تصميمًا على النجاح، بدلًا من الاستسلام للتوقعات السلبية، واخترت أن أحوّل تلك الانتقادات إلى وقود يشعل شغفي ويدفعني نحو الأمام".

367389984_1630894307394135_5191836388659661002_n.jpg
 

"تدريب الفتيات على ركوب الخيل"..

بصوتٍ ممتن لطموحها تُعبّر "العيايدة": "أنا أُدرّب الفتيات على ركوب الخيل وأهيئهن لتجاوز الخوف وهو تأثير إيجابي يصنع فرقًا في حياتهن، من خلال السماح للفتيات بتجربة الركوب والتعامل مع الحصان، كما أنني أمنحهن فرصة للنمو والتطور على الصعيدين الجسدي والعاطفي".

وفي سؤالنا "كم تبلغ مدة التدريب لكل فتاة؟" تُجيبنا عن ذلك، "كل فتاة تحت إشرافي تحظى بساعة من الوقت للتدريب، وهذه الساعة تصبح لحظة تحول في حياتهن، تمنحهن الفرصة لاكتشاف قوتهن وتحدّي أنفسهن وتطوير مهاراتهن بثقة"، موضحةً أن لديها 50 فتاة داخل مربط الحصان تعمل على تدريبهن وتعليمهن ركوب الخيل وتعزيز ثقتهن بأنفسهن.

وتوضح "العيايدة"، فترة التدريب تعكس للفتيات أن الخوف يمكن التغلب عليه من خلال التحدّي والتعامل مع المواقف بشجاعة، إذ أنها تقوم بنقل تجربتها ومعرفتها الخاصة إلى هؤلاء الفتيات، مما يجعلهن يشعرن بالدعم والإرشاد في رحلتهن.

367394836_1154934965909983_1071232237000116958_n.jpg

367402960_861723268117081_7822869827492543110_n.jpg

364057296_820468272956582_3604043498224966799_n.jpg

363899077_2520816894753977_6284480796757132922_n.jpg