الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور "لمة الأجيال" في غزة.. مبادرة مجتمعية تعود بالمواطنين إلى الزمن الجميل

حجم الخط
لمات بيت حانون.
غزة – مجد محمد – وكالة سند للأنباء

بعيدًا عن شوائب الحياة، الروابط الحزبية والعائلية والقبلية وغيرها، وعودة لماض بعيد، جمعهم ببراءة وعفوية، وحّدتهم الذكريات الجميلة، والتقوا مرة أخرى بعد أن فرقتهم الدنيا وشغلتهم الظروف، ضمن مبادرة شبابية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، أُطلق عليها اسم "لمة أجيال".

وبطاقة إيجابية ومشاعر أخوية، تنظم مجموعة شبابية في بيت حانون المبادرة؛ لتجميع كل جيل على حدى، ولمّ شمل الصداقات القديمة المنقطعة منذ سنوات، فتيعد وصالها بعد انقطاعها، منهم من تفرقوا بعد أيام المدرسة، ومنهم بعد دراستهم الجامعية، ومنهم من أخذته الدنيا للسكن خارج مدينته، وبعيدًا عن أصدقاء عمره، لتجمعهم "اللمة" مجددًا. 

بداية اللمة..

بدأت فكرة "اللمة"، بعد نشاط "اللمة الحانونية" التي نظمها شبان في شهر رمضان الماضي، وبعد طلب وإلحاح من الشباب المشاركين، واقتراحهم بأن تكون اللمات خاصة للأجيال، فتم تبني الفكرة والبدء بها، وفق منسق لمات الأجيال في مدينة بيت حانون، كامل تيسير.

ويضيف تيسير في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن اللمات تقريباً شملت كل الأجيال، وخلال الأيام القادمة سيكون هناك لمة لجيل 1978، 1969 ، 1966.

ويُشير إلى أن الهدف من وراء هذه اللقاءات هو القضاء على الحزبية والنعرات العائلية، قائلًا: "كل لمة يتراوح العدد ما بين 60 إلى 180 حسب الجيل والعمر".

وعبر صفحته على الفيسبوك، يطرح "تيسير" إعلانًا عن اللمة لأحد الأجيال، ويتفاعل معه الجمهور بالتواصل مع بعضهم بالمواعيد للتسجيل، مضيفًا: "يتم التسجيل طرفنا برسوم رمزية تتراوح ما بين 15 لـ 20 شيكل، ويتم تشكيل لجنة من أبناء الجيل للتجهيز لنشاط اللمة".

ولإضفاء شكل آخر من المتعة، يسعى القائمون على "اللمة" لتنظيم دوري خاص بكل جيل، بحيث يرشح كل جيل فريقًا منتخبًا من بينهم، تبعًا لـ "تيسير".

ولا تتوقف "اللمة" عند لقاء الأجيال، وعن ذلك يخبرنا: "تستمر العلاقات بعد انتهاء النشاط ويتبادل أفراد الجيل الواحد ويشاركون بعضهم في الأفراح والأتراح، كما أصبح كل جيل له مجموعة خاصة عبر الفيسبوك أو الواتساب، يتناقلون أحداثهم الاجتماعية فيما بينهم، وكذلك التنسيق فيما بينهم لأنشطة فردية مثل لعبة كرة قدم".

1.jpg

 

أبعاد مختلفة..

من جانبه، يشير الدكتور نضال فياض أحد المشاركين في هذه اللمات، لوجود أبعاد اقتصادية واجتماعية ونفسية على العديد من طبقات المجتمع من هذه اللمات.

ويوضح في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": أنّ "هذه الأنشطة مهمة جداً في مجتمعنا خاصة في بيت حانون كونه الذي يأخذ الطابع القبلي، ولها إطار أوسع من العائلة والتنظيم وأي بعد سياسي، وتذوب أي خلافات، وتقضي على العصبية القبلية والتعصب للعائلة".

ويتابع: "هذه اللمات أعادت ذكريات الحنين للماضي الجميل الخالي من تعقيدات المجتمع، ولا يوجد به مسؤوليات عالية في ظل الأوضاع التي نعيشها، والتعرف على الأصدقاء القدماء، وشخصيات ذات أوضاع اقتصادية سيئة ومحاولة الوقوف معهم ومساعدتهم مادياً من خلال اشتراكات من بعض الميسورين من نفس أبناء الجيل الواحد".

ويدعو فياض، أن تحتذي بقية مناطق قطاع غزة بمثل هذه اللمات، وتوسيع الإطار لتقريب وجهات النظر والنفوس من ناحية طبقية واجتماعية وعائلية وسياسية، الأمر الذي سيعود بفوائد كبيرة على المجتمع، وفقًا لقوله.

لمة بيت حانون 2.jpg
 

تكريم ووفاء..

وفي مشاهد لافتة، تكرّم اللمات شخصيات تربوية، ففي اللمة الخاصة بجيل الأعوام 70، 71، 72 تم تكريم ثلاث مدراء مدارس، أحدهم  يبلغ من العمر (83 عاماً)، وكان مديراً قبل 35 عاماً، وآخر يبلغ من العمر (89 عاماً)، وآخر (85 عاماً).

ويكمل "تيسير": "كانت أجواء تعمّها الفرحة والسرور وسط كلمات تحفيرية من هؤلاء المدراء، واستذكار أسماء مدرسين قدامى متوفيين وتصميم  لافتات مصورة خاصة بهم".

وخلال اللمات يجري تنفيذ برنامج مسابقات عن بيت حانون ومساحتها وتاريخها وجغرافيتها ومؤسساتها، وأنشطة رياضية خفيفة، وفقرات الدبكة الشعبية وأنشطة فنية، وفقرات سباحة وتقديم وجبة عشاء ومشروبات.

ويشير "فياض"، إلى أن أجواء اللمة وما يرافقها من سعادة بالغة بين الحضور، دفعت ما يقارب حوالي 10 أشخاص للتواصل معه والإلحاح عليه لتنفيذ نشاط آخر، وأن يكون بشكل دوري كل 6 شهور، أو سنة بصفته أحد المنسقين لجيل 70، 71، 72.

لمة بيت حانون.jpg
 

ويبين، أن التواصل يبقى مستمراً ما بعد تنفيذ النشاط عبر مجموعة واتساب، تجمع كل المشاركين، يتم من خلالها استرجاع الذكريات الجميلة، وإرسال الصور القديمة في أيام الدراسة والمسابقات، ومباريات كرم القدم والطائرة والمناسبات الاجتماعية القديمة ما بين الأفراح والأتراح.

ومن بين الأنشطة، يوضح "فياض"، أنه في لمة أحد الأجيال جرى تكريم ذوي الشهداء من نفس أبناء الجيل واستحضار صورهم، وكذلك تكريم صناع الجمال.

ومما يميّز هذه الأنشطة أيضًا، مشاركة بعض أبناء الجيل من خارج مدينة بيت حانون، وهم أبناء المدينة في الأصل، حيث لم يكن هناك تواصل معهم منذ سنوات عديدة، فيحضرون اللمات ويتعرفون على أحوالهم، تبعًا لضيفنا.

ترابط وأصالة..

من جانبه، يقول مهنا عودة أحد المشاركين في لمة الأجيال، إن هذه اللمات أعادت الترابط الذي فقد الكثير من أصالته، وأعادت اللحمة بين أبناء الجيل الواحد والتواصل الذي كان مقطوعاً منذ 30 عاماً بين أبناء جيل الـ70 على سبيل المثال.

ويصف عودة في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، هذه اللمات بالقفزة الكبيرة جداً والنوعية التي مكنتهم من كسر حاجز العائلات، والتنظيمات وإعادة اللحمة الوطنية والمجتمعية في مدينة بيت حانون.

ويشير، إلى أن اللمات حققت نشر روح المودة والمحبة، وترسيخ السلم المجتمعي والأهلي بعيداً عن النعرات العائلية، والتفاعل الخلاق، ومشاركة الشباب مع بعضهم في حل مشكلات البلد، وطرح إشكاليات ونقاشات وفعاليات وحوارات تثقيفية.

ويكشف عودة، أن العمل جاري خلال الأيام المقبلة لتنفيذ فعالية "ضخمة" على مستوى بيت حانون، وهي جمع جميع الأجيال من جيل الـ60 إلى جيل 2002 في لمة واحدة، معرباً عن أمله أن تعمم مثل هذه الأنشطة على مستوى محافظات القطاع.

ويختم: "النجاح في مثل هذه اللمات هو الاستمرارية بين أبناء الجيل الواحد، وما يحدث أن الشباب أثناء اللمة يكونوا يخططوا للمة وأنشطة أخرى، وهذا دليل نجاحها".

لمة بيت حانون 3.jpg

9.jpg