الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

خاص بالصور والفيديو مجدي التتر.. مدرب سباحة في غزة بساقٍ واحدة

حجم الخط
مدرب السباحة محدي التتر
غزة – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء

بساقٍ مبتورة، يشدّ مجدي التتر (42 عامًا) من قطاع غزة، انتباه المتدربين، وهو يسعى في عالم السباحة وتعليم مهاراتها لمن حوله من الأطفال والفتية، بكل ثقة وإصرار؛ للتغلب على حالته الصحية  التي يُعاني منها منذ سنوات طويلة.

ففي لحظة مباغتة، وهو في سن العاشرة، تعرض مجدي التتر لحادثِ سير، بينما كان يسير برفقة شقيقه في أحد الشوارع، ما أدى لبتر أحد أطرافه السفلية، لكنّ ذلك الأمر يكن عقبة أمام مواصلة هوايته التي كان يعشقها.

يقول التتر لـ "وكالة سند للأنباء": "أنا إنسان رياضي، لم أتخيل أن يصل بي الأمر حد الانسحاب من أجواء الحياة النشيطة، لذا عاهدت نفسي أن تكون  إصابتي بداية رحلة جديدة من التحدي، وممارسة الهوايات التي أحبّها وأولها السباحة".

وللتغلب على حالته الصحيّة، ساعد ضيفنا نفسه من خلال الالتحاق في أحد النوادي الرياضية، وممارسة تمارين اللياقة البدنية بشكلٍ شبه يومي؛ لبناء عضلاته وتقويتها، وكان يصرّ على المشاركة بمختلف الفعاليات الرياضية المختلفة.

ومنذ 20 عامًا، بدأ "التتر" السباحة بقدمٍ واحدة، ليثبت للجميع أن إرادته لا تعرف الهزيمة أو الاستسلام، وأن القدر الذي أصابه لم يحطمه، بل أعطاه منحى جديدًا ليمارس شغفه بكل شجاعة وشغف.

للسباحة تأثيرات إيجابية..

ويتابع حديثه معنا: "البدايات قد تكون تحديًا، فأن تفقد قدمك ليس أمرًا سهلًا وتُغلفها صعوبات كثيرة، لكنها في الوقت ذاته، تجربة قيّمة تفتح الأبواب لتحقيق النجاح، وممارسة السباحة لها فوائد عديدة، ومنها تقليل التوتر، وتقوية العضلات، التأثير الإيجابي على الصحة النفسية والعاطفية".

وفي سؤالنا: "كيف كانت السباحة قبل أن تفقد قدمك"؟ يُجيب: "كانت تتميز تجربتي في السباحة بالحرية، فأنت بالنهاية إنسان سليم كامل الأعضاء تتحرك بمرونة عالية في الماء، وكان بإمكاني السباحة بشكل طبيعي وتنفيذ الحركات المختلفة باستخدام الأطراف السفلية بشكل متناسق".

لكن "التتر"، لم يجد فرقًا بين السباحة بساقٍ واحدة أو اثنتين؛ موضحًا: "النفسية تلعب دورًا أساسيًا في تحقيق الإنجازات وتجاوز الصعاب؛ لأنها القوة الخفية التي تشجعنا على تحقيق المستحيل والتغلب على العوائق".

ويضيف أنّه منذ سنوات، بدأ في تدريب العشرات، على السباحة، إلى أنّ وصل به الأمر لافتتاح مدرسة خاصة لتعليم السباحة في القطاع لمختلف المراحل العمرية، مشيرًا إلى أنّ الإقبال عليها يزداد في فصل الصيف.

365383122_196392793230740_5822493035924824767_n.jpg

365462283_262180559934410_9096694618287854676_n.jpg
 

ويكمل: "أثبتُّ من خلال قوتي وإرادتي أن الإعاقة لا تقف أمام تحقيق الأهداف والتميز، فالقدم الواحدة لا تحد من قدراتي أو إمكانياتي، فأنا كنت قادرًا على تحقيق ما أريد في مجال التدريب على السباحة وتوجيه الأطفال بكل ما يلزمهم بهذا المجال".

ويؤكد، على ضرورة أن يتملك الإنسان رؤية واضحة وثابتة؛ للتغلب على التحديات وتحقيق النجاح، "فالإرادة والعزيمة هما القوة الدافعة التي تجعل أي شخص من ذوي الهمم أن يستمر حتى يصل إلى هدفه"، تبعًا لقوله.

تدريب الأطفال..

وحول عمله في تدريب الأطفال على السباحة، يخبرنا: "توصيل المعلومة بشكل يناسب الطفل هو جزء أساسي من دور المدرب أو المعلم، فالقدرة على تبسيط المفاهيم والمهارات وتقديمها بطريقة تناسب فهم هذه الفئة تعدّ مهمة حيوية للغاية".

ويُكمل: "تذكير الطفل بأن التحديات هي جزء من عملية التعلم والتطور، وتشجيعه على التجربة والممارسة وتقبل الأخطاء سيساعده على تطوير مهاراته في السباحة بثقة وإيجابية".

وعن الأنشطة الاستعدادية قبل بدء التدريب بالسباحة؟ يرد على سؤالنا: "قبل البدء في التدريب الفعلي، يجب على الطفل القيام بتمارين تسخين خفيفة لتحضير العضلات وتزويدها بالدورة الدموية، وبعد التدريب يمكنه أيضًا القيام بتمارين استرخاء للمساعدة في تهدئة الجسم".

ويزيد: "تناول وجبة خفيفة تحتوي على كربوهيدرات قبل التدريب بوقت مناسب يمكن أن يزود الجسم بالطاقة اللازمة للأداء البدني، ويمكن للطفل القيام بتمارين التنفس العميق وتركيز العقل لتهدئة الأعصاب والاستعداد للتدريب".

366034700_1905774136467162_6838490492350025445_n.jpg

366079976_806609460947912_1520362460945215118_n.jpg
 

ويُبيّن "التتر"، أن لديه 27 طالبًا ويعمل على تقسيمهم إلى 3 مجموعات متساوية بحيث يكون لدى كل مجموعة مدرب يُدربهم لـ 15 دقيقة على الأقل.

ويصف "ضيف سند" إحساسه بالتعامل مع الأطفال داخل بركة السباحة، بالقول: "أشعر بالفخر والسعادة والإيجابية عندما أرى الأطفال يتعلمون مهارة السباحة ويشعرون بالثقة والاستقلالية في الماء".

وبالتأكيد واجه مدرب السبّاحة الفذّ، نظرات الاستغراب والدهشة ممن حوله خاصة أثناء عمله كمدرب، لكنها مع الوقت وبالإنجازات المتتالية التي حققها، تحولت إلى نظرات فخر وتشجيع للمواصلة على تأدية رسالته على أكمل وجه.

365380951_677089530946630_7218353360431045466_n.jpg

365434229_6531100990301975_5039838923261799467_n.jpg

365385403_1027368421624980_7139881760128692748_n.jpg