افتُتحَ اليوم السبت في "خان شاهين"، وسط البلدة القديمة في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، مهرجان "أيام العنب الخليلي"، ضمن فعاليات مهرجان الخليل الثالث 2023.

ويُنظم المهرجان بالتعاون بين وزارة الزراعة، وبلدية الخليل، والغرفة التجارية، وشركة "انفينتي" ولجنة إعمار الخليل، وتستمر فعالياته لثلاثة أيام، من الساعة العاشرة صباحًا حتى الساعة التاسعة مساءً بمشاركة مزارعين وحرفيين.

وقال مراسل "وكالة سند للأنباء"، إن عددًا من المسؤولين الفلسطينيين، والوزراء شاركوا في حفل افتتاح مهرجان الخليل صباح اليوم.

 

ويشارك في المهرجان 25 مزارعًا، و20 جمعية من الجمعيات النسوية التي عمل في منتجات العنب، من "الملبن والدبس والخبيصة والزبيب"، و20 سيدة حِرفية في التطريز، والإكسسوار، ومنتجات الخرز، وفق ما أورده مدير عام مديرية زراعة الخليل أسامة جرار لـ "وكالة سند للأنباء".

وأضاف جرار "يشارك في المعرض أيضًا، عدد من تجار ومسوقي التمور والعسل والجوافة، وهو ما يفتح مجالات للمزارعين والمنتجين لتسويق منتجاتهم وبضائعهم، من المستهلك مباشرة وإحياء البلدة القديمة بالخليل".

وأشار إلى أنّ أغلب أنواع العنب الخليلي تعرض في المهرجان، من بينها، البيروتي، الحلواني، البلدي، الشامي، الدابوقي، الزيني، والبيتوني.

وأفاد جرار، أنّ مساحة الأراضي المزروعة بالعنب في محافظة الخليل، حوالي30 ألف دونم، وتعمل 5 آلاف أسرة فلسطينية من الخليل في مجال زراعة العنب.

ويقدر إنتاج العنب هذا العام بـ 30 ألف طن، تقسم إلى 80% على العنب، و20% لتصنيع منتجات العنب، فيما تنتج أشجار العنب 5 آلاف طن من ورق "الدوالي".

 

فلسطينية المكان..

ورحبّ رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة بالحضور، مبيناً أنّ أيام العنب الخليلي أولى وأهم فعاليات مهرجان الخليل بنسخته الثالثة.

وأشار "أبو سنينة" إلى حرص البلدية وجميع الشركاء في المهرجان على تنظيم هذه الفعالية في قلب البلدة القديمة وعلى بُعد عدة أمتار من الحرم الإبراهيمي "تأكيداً على فلسطينية المكان وصمود الفلسطينيين فيه رغم كل ممارسات الاحتلال التعسفية".

وأردف: "العنب ارتبط ارتباطاً تاريخياً بالخليل، والبلدية ستبقى داعمةً لكل المشاريع التي من شأنها تعزيز صمود المواطنين".

 

النضال وعنوان الحياة..

من جانبه، اعتبر القائم بأعمال محافظ الخليل خالد دودين، المهرجان أحد أهم البرامج النضالية لإحياء البلدة القديمة. مؤكداً أنّ "هذه الأرض لنا وسنحافظ عليها حتى الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

ونوه رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل، عبده إدريس، إلى أنّ البلدة القديمة تُعمّر بتضافر جهود الجميع، داعياً المواطنين إلى تكثيف تواجدهم وزيارتهم فيها والتسوق منها لإنعاش الحركة التجارية فيها.

الوكيل المساعد للقطاع الاقتصادي لوزارة الزراعة، طارق أبو لبن، شدد على أنّ البلدة القديمة عنوان الحياة في الخليل.

وتابع "أبو لبن": "العنب يُعدُّ المنتج الزراعي الأول في الخليل والثاني على مستوى فلسطين. ووزارة الزراعة ستواصل حماية هذا المنتج من المنافسة غير العادلة مع منتجات المستوطنات".

 

دعم صمود البلدة القديمة..

من جانبه، أكدّ مدير عام لجنة إعمار الخليل، عماد حمدان، أنّ البلدة القديمة بحاجة لتواجد الفلسطيني بشكلٍ دائم، لتفويت الفرصة على المحتل الذي يسعى إلى تهجير سكانها وإفراغ المنطقة من أهلها.

وفي السياق، نبه مدير منطقة الجنوب في البنك الإسلامي الفلسطيني، نزار بالي، إلى أن هذه الفعالية تأتي في إطار دعم صمود أهالي البلدة القديمة ودعم الإنتاج الوطني الزراعي في ظل التحديات الكبيرة التي تُواجه المزارع الفلسطيني.

وقال "بالي" إن القطاع الزراعي من أهم القطاعات ومقومات الصمود الفلسطيني، مشيراً إلى أنّ العنب الفلسطيني سيبقى رمزاً وطنياً يُعبّرُ عن هويتنا الحضارية والتاريخية.

 

معركة الأرض..

وصرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، بأن "معركتنا مع الاحتلال معركة على الأرض". لافتاً إلى أنّ "هذا الزخم الشعبي في البلدة القديمة المغلقة بمثابة رسالة للمحتل بأنّ هذه الأرض ستتحرر بتضافر جهود كل الفلسطينيين.

وأفاد "زكي" بأنّ "المزارع الفلسطيني هو المناضل الحقيقي في حماية أرضه وتعميرها".

 

من جانبه، وأوضح مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ أهمية إقامة المهرجان هذا العام في البلدة القديمة، تتمثل بخلق تواصل بينها، وبين زوارها، وسكانها وبقية المناطق ممن يقصدون البلدة للتسوق، من أزقتها وحواريها.

وأشار حمدان، إلى أنّ قوات الاحتلال حاولت تضييق الخناق على البلدة القديمة وسكانها، عبر عزل هذه المنطقة عن محيطها وشل الحركة الاقتصادية.

وأضاف أنّ هذه الفعاليات تهدف الى استقطاب المواطنين والزوار للبلدة القديمة وخلق تواصل فيها، كذلك التعرف والاطلاع على المنطقة وجمالها وعبق التاريخ فيها، والسير بعكس الاتجاه لما يريده الاحتلال.

وبحسب "حمدان" تشكل هذه الفعالية عنصر جذب للمواطنين، من خلال سهولة الوصول للبلدة، ويمكن زيارتها ومناصرة أهلها عبر كسر الفجوة بينها وبين محيطها، بالتواجد وقتل حاجز الوهم والصمت ونفي إشاعات مرعبة للمواطنين من الزيارة عبر هذه الفعاليات.