الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

معركة في ظلمات بطن الحوت.. الأسرى يحاربون من جديد

حجم الخط
OCJqO.jpg
رام الله-وكالة سند للأنباء

من جديد يرفع الأسرى الفلسطينيون، راية التحدي للسجان الإسرائيلي، ومن قلب ظلمات بطن الحوت، يرفعون صوتهم عالياً في وجه السجان الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق. 

 فالحياة داخل الزنازين أشبه بالقبو، أو القبر المعتم، لا هواء ولا شمس وفيها تنعدم الحياة!.

ولم يكتف السجان الظالم بذلك، بل جلب لهم ما يعرف بـ "أجهزة تشويش"، التي تسبب الأمراض المسرطنة.

ولمواجهة جريمة "القتل المتعمد" بحق سبعة آلاف أسير، من المقرر غداً الأحد، أن ينضم، حوالي 200 أسير فلسطيني، لمعركة الأمعاء الخاوية، التي شرع بها الأسرى قبل أيام؛ كخطوة "نضالية" جديدة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي.

حل الهيئات

وتوازياً مع ذلك، ستعلن الحركة الأسيرة عن خطوات جديدة؛ أبرزها حل الهيئات التنظيمية في السجون، وإغلاق الأقسام، وهو ما سيوسع دائرة التصعيد والاحتجاج.

وبحسب الأسرى، فإن الشروع بهذه الخطوات مرهونة بالالتزام بالاتفاق الذي وقعته مع الحركة الأسيرة مؤخراً، والاستجابة لمطالب المضربين.

وأهم هذه المطالب هي؛ إزالة أجهزة التشويش المسرطنة التي زرعها الاحتلال الإسرائيلي داخل السجون مؤخراً، ووقف حملات التفتيش، وتفعيل الهاتف العمومي لمدة 5 أيام.

انضمام أسرى جدد

المتحدث الإعلامي باسم مكتب إعلام الأسرى علي المغربي، قال إن 10 أسرى بسجن "رامون" دخلوا يوم أمس الجمعة، للإضراب المفتوح عن الطعام، ليصل عدد الأسرى إلى 39 أسيراً مضرباً.

وينوه المغربي، في حديث أجراه مع "وكالة سند للأنباء"، أنَّ الحركة الأسيرة بصدد تقديم لوائح بأسماء الأسرى الذين سيشاركوا بالإضراب الذي سيُشرع به الأحد، وعددهم يصل لـ 200 أسير.

ووفقاً للمغربي، فإن إدارة السجون أمام خيارات صعبة، وفي حال لم تستجب لمطالب الأسرى، فإن، المشهد سيتطور بصورة دراماتيكية سريعة جداً.

عزل ونقل أسرى

ويأتي هذا الإضراب، في وقت نقلت إدارة السجون في "ريمون" 3 أسرى، وعزلتهم في سجون أخرى، وهم: محمد عرمان، ومعاذ بلال، ومحمود شريتح.

وهؤلاء الأسرى الثلاثة، شرعوا بإضراب مفتوح عن الماء، منذ يوم الثلاثاء الماضي، إضافة لـ 4 آخرين من قيادات الحركة الوطنية الأسيرة، وهم عباس السيد، ومعمر الشيخ، وأشرف ازغير، وأحمد القدرة.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس نادي الأسير الفلسطيني في الخليل، أمجد النجار، إنَّ هذا "الإجراء التعسفي يأتي على خلفية شروع عدد من الأسرى بالإضراب عن الطعام لوقف أجهزة التشويش المسرطنة في سجن ريمون". 

ويوضح، النجار لمراسل "وكالة سند للأنباء"، أنَّ الأسرى المضربين أكدوا أنهم سيواصلون معركتهم ضد الأجهزة حتى إزالتها وإبعادها عن أقسام المعتقلين.

كما نقلت إدارة السجون الأربعاء الماضي، 23 أسيراً من سجن "ريمون"، إلى سجن نفحة، وذلك عقب إعلانهم الإضراب المفتوح عن الطعام؛ رداً على تنصل الاحتلال من الاتفاق الذي تم توقيعه قبل 7 أشهر تقريباً.

وفي ضوء هذه المعطيات، يشدد النجار، على أنَّ الحركة الأسيرة جادة في خوض إضراب مفتوح عن الطعام، مؤكداً أن هناك قرار واضح لدى الهيئات التنظيمية، بأنه إذا لم يستجب الاحتلال للمطالب، فإنه لا تراجع عن الخطوات النضالية المقبلة.

ويبين، النجار، أنَّ الإضراب الذي شرع به الأسرى، ستشارك فيها جميع الهيئات والفصائل التنظيمية في السجون، مشدداً في نفس الوقت، على أن الشارع الفلسطيني سينفجر، الأمر الذي سيشعل شرارة الأحداث الميدانية في الضفة والقدس.

مواجهة مؤكدة

مدير مركز أسرى فلسطين للدراسات، رياض الأشقر، أوضح أن الأسرى في سجون رئيسية يشاركون في الإضراب، وهذه السجون هي: ريمون، وايشل، والنقب، وبئر السبع، وجميعها تقع في جنوب فلسطين.

ويشير الأشقر، لمراسل "وكالة سند للأنباء"، إلى أن الأوضاع في سجون الاحتلال تتجه بشكل سريع نحو المواجهة بين الأسرى وإدارة السجون، مؤكداً أن تنصل الاحتلال من اتفاق الأسرى بات "ينذر بمواجهة أصبحت شبه مؤكدة الآن".

ويحذر الأشقر، من معاودة تكرار ما حدث بداية العام في سجن "عوفر"، عقب الإضراب الذي شرع به الأسرى، وما تخلله من صدامات مباشرة بين الأسرى والاحتلال، الأمر الذي أدى لإصابة أكثر من 120 أسير.

فشل الحوارات

وبين، أنّ جلسات للحوار، عقدت مع إدارة المعتقلات، وجميعها فشلت، لذلك قرر الأسرى الدخول في إضراب، منبهاً إلى أنَّ الأسرى لا يريدون التصعيد، بل يريدون العودة للاتفاق الذي وقعوه في نيسان الماضي.

وقال، الباحث الأشقر، إنّ "الأسرى أكدوا أنهم سيواصلون إضرابهم حتى يتراجع الاحتلال عن "تعنته ورفضه الاستجابة لمطالب نتائج اتفاق معركة الأمعاء الخاوية 2".

ويضيف الأشقر، أنَّ "الأسرى لجئوا إلى الإضراب، كآخر الخطوات، سيما بعد فشل كل الحوارات مع الإدارة"، مشيراً إلى أن الإضراب يعد سلاحاً استراتيجياً يلجأ إليه الأسرى؛ لأنهم يدركون أنَّ هذا السلاح من الممكن أن يثمر عنه نتائج إيجابية مفيدة لهم.

تنفيذ القانون الدولي

وأردف، الأشقر، أن الأسرى في الإضراب الحالي، لهم مطلب واحد، وهو إزالة أجهزة التشويش المسرطنة، غير أن الأسرى بشكل عام يطالبون بتنفيذ القانون الدولي الذي تتنصل إسرائيل من تنفيذ بنوده، سيما اتفاقيات جنيف الثالثة، والرابعة.

وتدعو هذه الاتفاقيات الدولية، لتوفير حقوق مشروعة؛ كالعلاج، والتعليم، والسماح لذويهم بزيارتهم، ووقف الحملات التفتيشية، وحقهم في الحركة، وأداء عبادتهم بحرية. غير أن "إسرائيل" تضربها بعرض الحائط، بحسب الأشقر.

أجهزة التشويش

وانطلق الإضراب عقب، تنصل "إسرائيل"، من التزاماتها التي وقعها مع الحركة الأسيرة في 15 إبريل/نيسان بعد أن خاض الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام؛ احتجاجاً على زرع أجهزة التشويش المسرطنة.

المتحدثة باسم شبكة أنين القيد، بشرى الطويل، في حوار أجرته عبر الهاتف، مع "وكالة سند للأنباء"، تقول، إنّ هذه الأجهزة، تمثل مصدر قلق وإزعاج للأسرى؛ لأنها تسبب الأمراض المسرطنة.

وبينت الطويل، أنَّ المفاوضات بين الحركة الأسيرة، وإدارة المعتقلات، مستمرة، بالتوازي مع الشروع بإضرابات جديدة عن الطعام، محذرة من تداعيات هذا الإضراب على الأسرى المرضى.

وتشير، إلى أن الأسير سامي أبو دياك، ومراد أبو معيلق، و27 حالة مرضية في عيادة سجن "الرملة"، يواجهون يوماً بعد آخر، أخطار محدقة، في ظل رفض "إسرائيل" توفير العلاج المناسب لهم.

تحرك عاجل

وفي الوقت الذي تتسع فيه وتيرة الإضراب، تدعو الطويل، لتحرك عاجل على مستويات مختلفة: الأول، فلسطينياً، حيث بات من المهم جداً التحرك على مستوى القيادة الفلسطينية، لمخاطبة العالم، لإنقاذ الأسرى المضربين في السجون.

أما، المستوى الثاني، فتدعو الطويل، للتحرك إعلامياً، ونقل معاناة الأسرى المضربين، للرأي العام المحلي والدولي، قائلة "ووجب التوقف عن مخاطبة أنفسنا، ووجب التفكير في كيف نسوق أنفسنا للآخر".

في حين أن المستوى الثالث، يكون من خلال التحرك قانونياً، عبر رفع شكاوى عاجلة ضد المسؤولين الإسرائيليين في المحاكم الدولية، لاسيما محكمة الجنائية الدولية.