الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

موجات الحر تحول خيام النازحين لأفران مشتعلة 

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

قنابل الغاز المسيل للدموع.. سلاح الاحتلال لقتل الفلسطينيين

حجم الخط
قنابل الغاز المسيل للدموع
نابلس - أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

قد يظن البعض أن قنابل الغاز التي غالبًا ما يطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي صوب الفلسطينيين بمناسبة ومن دون مناسبة، مجرد غاز مسيل للدموع ذو تأثير محدود وآني، سرعان ما يزول بعد دقائق من استنشاقه.

هذا الغاز السام الذي يعد من أكثر الوسائل شيوعًا لدى الاحتلال، له العديد من الآثار الصحية قريبة أو بعيدة المدى قد تؤدي إلى الوفاة، خاصة عند الأطفال الرضع والنساء الحوامل وكبار السن أو الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.

وإلى جانب الرصاص الحيّ والمطاطي، صعّد الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام السابقة، من استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات مع الفلسطينيين، التي تعقب الاقتحامات اليومية لمدن وبلدات الضفة، وعلى الحدود الشرقية لقطاع غزة، ما يشكّل خطراً حقيقيًا على حياتهم.

ووفق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإنّ استخدام الاحتلال قنابل الغاز ضد الفلسطينيين، سواء بالإصابة بشكل مباشر أو جراء الاستنشاق، أدى منذ العام 2000، إلى استشهاد 18 مواطناً، 9 في الضفة ومثلهم في قطاع غزة، من بينهم 8 أطفال.

غاز سام..

يقول عماد ابو جيش وهو طبيب مختص في معالجة الحالات الطارئة في المراكز الصحية: "عندما نتحدث عن قنابل الغاز المسيل للدموع يعني أننا نتحدث عن جسم ذو حرارة عالية، قد ينجم عنها إصابة الشخص بحروق أو إعاقة أو كسر حال الإصابة بشكل مباشر".

ويُضيف أبو جيش لـ "وكالة سند للأنباء": "أما في حالة الاستنشاق عند الشخص العادي فهي تترك آثاراً صحية سيئة على الجهاز التنفسي والدماغ، وتزداد خطورة الغازات في حال كان الشخص المستنشق يعاني من مرض الربو أو كان طفلاً أو مسنًا".

ويشير إلى أن الغاز المسيل للدموع هو غاز سام يدخل على الدم ويؤدي لإعاقة وصول الأكسجين لكامل الجسم، وينجم عنه تهيّج في العينين ودوار وصداع، وسعال شديد واستفراغ.

قنابل.jpg
 

ويتابع أبو جيش أنّه: "عندما لا يصل الأكسجين بشكل كامل للجهاز العضلي فهذا يؤدي لصعوبة في الحركة قد تنهي بالإغماء الشديد والسقوط، وفي بعض الحالات قد تؤدي لتوقف القلب والتنفس والوفاة".

ووفقاً لحديث ضيفنا، فإن "استنشاق الغاز المسيل بشكل متكرر وبكميات كبيرة، قد يؤدي مستقبلاً، لتليف في الرئتين وفقدان حاسة الشم وتضرر الجهاز العصبي وربما يترك آثراً مدمرة على الذاكرة".

ويُصنع الجسم الخارجي لقنابل الغاز من الألومنيوم، ويكون به عدة ثقوب من أعلى وأسفل، وتغطى تلك الثقوب بشمع لاصق يذوب مع إشعال القنبلة؛ ليتم قذفها فيخرج الغاز من تلك الثقوب.

وتُقذف قنابل الغاز صوب الفلسطينيين من خلال بنادق خاصة يحملها جنود الاحتلال أو تكون مثبتة على ظهر المركبات العسكرية، وفي بعض الحالات يتم رميها بواسطة طائرات مسيرة من دون طيار.

منازل قريبة من أماكن المواجهات

بدوره، يشير المسعف في جمعية الهلال الأحمر، محمد بعارة، إلى أنّ المعاناة من استنشاق الغاز تبدو أكثر ظهوراً في المنازل والمدارس القريبة من الأماكن التي تشهد مواجهات متكررة ودائمة على مدار العام.

ويُبيّن المسعف محمد بعارة لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّه في مثل هذه الحالات تضطر طواقم الإسعاف لنقل عائلات بأكملها ومن أماكن المواجهات، كتلك المنازل القريبة من منطقة قبر يوسف شرق نابلس.

ويلفت أنّه "يتواجد في هذه المنازل أطفال وكبار سن، وهؤلاء هم الشريحة الأكثر تضررًا، من استنشاق الغاز وبحاجة لتقديم علاج سريع وفوري قبل أن تتدهور حالاتهم".

قنابل غاز4.jpg
 

وبحسب بعارة، فإن قنابل الغاز التي يطلقها الاحتلال متنوعة وليست بنفس مستوى التأثير، فبعضها عادية وذات تأثير منخفض يمكن للشخص العادي تحملها، وهناك قنابل تحتوي مواد سامة ذات تأثير قوي جدًا.

ويُشير إلى أن أخطر الأنواع وأقواها تأثيراً تلك التي تحتوي على الفلفل مع الغاز السام، وهي خطيرة جداً لأنها تعمل على تهيج الجهاز التنفسي وتكون أعراضها كبيرة.

وعن الطرق التي يمكن من خلالها التقليل من تأثير هذه القنابل، يُحدثنا بعارة: "يمكن استخدام النظارات الواقية كنظارات السباحة مثلاً، كما يفضل غسل الوجه مسبقاً بالصابون المصنع بزيت الزيتون وارتداء نوعية ملابس لا تسمح بمرور الماء للجلد وتغطى أكبر قدر ممكن من الجسم".

وينصح بعارة، أيضًا بعدم التواجد مع اتجاه الريح الذي يحمل الغاز المسيل للدموع وعدم فرك العينين أو لمس الوجه.

دراسة أمريكية

وكانت دارسة أمريكية قد كشفت أن استخدام الاحتلال المستمر للغاز المسيل للدموع خاصة في المخيمات، يدمر الصحتين الجسدية والنفسية للفلسطينيين، لاسيما النساء والأطفال والمسنين.

وأوضحت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة "كاليفورنيا بيركلي"، أن الغاز المسيل يترك آثاراً جسدية تصيب الكبار والصغار كفقدان الوعي وصعوبة في التنفس، بما فيها الربو والسعال والصداع والطفح الجلدي والتهيج العصبي وغيرها.

وأشارت الدراسة إلى أن بعض السيدات الحوامل تعرضن للإجهاض بعد فترة وجيزة من تعرضهن للغازات المسيلة للدموع.

قنابل غاز.jpg
 

وخلص الباحثون إلى أن القوات الإسرائيلية تستخدم الغاز المسيل بطريقة واسعة الانتشار ومتكررة وعشوائية، وقد تكون مخالفة للقواعد الدولية.

وشدد الباحثون على ضرورة أن يكشف الجيش الإسرائيلي عن معلومات بشأن أنواع المهيجات الكيميائية المستخدمة في الضفة الغربية، بما في ذلك تركيبها الكيميائي، ليتمكن المختصون من تقديم العلاج المناسب للمصابين بالاختناق.