الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

يحرمهم من الماء والكهرباء والعلاج..

الاحتلال يستفرد بالأسرى من منذ بدء "طوفان الأقصى"

حجم الخط
عمداء الأسرى.jpg
رام الله- فرح البرغوثي- وكالة سند للأنباء

لم تكتفِ سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرضِ حصارٍ مُطبق على قطاع غزّة، وقطع الكهرباء والماء، وصبّ نيرانها فوق رؤوس ساكنيه؛ بل صعّدت من إجراءاتها الانتقامية بحقِ الأسرى والأسيرات في سجونها، منذُ اليوم الأول لبدء معركة "طوفان الأقصى".

ويُواجهُ أكثر من 5250 أسيرًا، بينهم 39 إمرأة، وأكثر من 170 طفلًا، حالةً "كارثية"؛عقب اتخاذ الاحتلال إجراءاتٍ تمسّ بمقومات الحياة الأساسية؛ كالماء والطعام والكهرباء والعلاج، وصولًا إلى المساحة التي تُخصّص للأسير داخل زنزانته.

وتتصاعدُ بشكلٍ يوميّ وتيرة هذه الإجراءات الانتقامية، التي تشنّها إدارة السّجون بقرارٍ من "قيادة جيش" الاحتلال، وقد وصلت إلى مرحلةٍ تمسّ بمصير الأسرى وحياتهم بشكلٍ مباشر؛ مُعتقدةً أن ذلك سيثنيهم عن النضال والمقاومة، لكنّها لا تعرف أنّ سياساتها هذه تزيدُ من قِوّتهم وصلابتهم، ودِفاعهم عن قضيتهم بِكُلّ ما أُوتوا من قوّة.

عقابٌ جماعي..

مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني، أماني سراحنة، تُؤكّد في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ "الأسرى في السجون يواجهون مرحلة تغييرٍ خطيرة؛ بعد أن فرضت عليهم إدارة السّجون واقعًا جديدًا أعادهم لعقودٍ طويلة من الزمن، وسَلَب منهم الإنجازات التي حقّقوها بعد نضالٍ متواصل".

وتقول إنّ "إدارة السجون، منذ السابع من أكتوبر الجاري، أغلقت كافة الأقسام بشكلٍ كليّ، وعزلتها عن بعضها بشكلٍ تامّ، وصادرت كافة الأجهزة الكهربائية، والفضائيات المحدودة المتوفّرة للأسرى، وزادت من أجهزة التشويش".

وتُوضح "سراحنة" أنّ سلطات الاحتلال صعّدت من عمليات اقتحام الأقسام بوتيرةٍ عالية جدًا، يُرافقها عمليات قمعٍ وتنكيلٍ مُمنهجة، وصلت إلى الاعتداء على الأسرى، والتعامل معهم بأنّ ليس لهم أيّ تمثيلٍ اعتقالي بتاتًا".

وتتابع: "الاحتلال باتَ يُفتش عن تفاصيل أكثر دقةً في حياة الأسرى، فيما يتعلّق بملابسهم وكميتها، فمثلًا تمّ مصادرة ملابس الأسرى في سجنيْ نفحة وريمون، وإغلاق المرافق التي كانوا يستخدمونها لغسلها وتنظيفها".

وتلفتُ في حديثها، أنّ أكثر السجون التي تتعرّض لإجراءاتٍ قمعية ومشدّدة، هو سجن "النقب"، الذي يُحتجز فيه أكثر من 1400 مُعتقل.

حرمانٌ من العلاج

ولم يتوقف الاحتلال عند هذا القدرِ من إجراءاته الانتقامية، وشتّى أصناف العذاب التي يحتجز بها الأسرى في زنازينه؛ بل رفضَ إخراج المرضى للعيادات، وأوقف علاجهم بشكلٍ تامّ.

وتتحدّث "سراحنة" عن خطورة هذه المرحلة، مؤكّدةً أنها "لم تعد تقتصر على سياسة الإهمال الطبي، وإنّما الحرمان من أيّ نوعٍ من العلاجات اليوميّة".

وتًسهب: "مثلًا، الأسرى المرضى بالسكري هم بحاجة للأنسولين بشكلٍ يومي، وعادةً ما يتوجهون إلى عيادة السجن لتلقي هذه الجُرعة، ولكنّهم سيُحرمون من حقهم في العلاج جرّاء هذه الإجراءات التي تأتي في إطار جريمة العقاب الجماعي".

كما قلّصت إدارة السجون وجبات الطعام التي تزودها للأسرى، من ثلاث وجبات إلى وجبتين، وهي عبارة عن طعامٍ سيءٍ، غير مطهي بطريقةٍ جيّدة، وبكمياتٍ قليلة.

وتُبيّن "ضيفة سند" أنّ بعض الأغذية التي احتفظَ بها الأسرى من "الكانتينا" قبل إغلاقها، أصبحت على وشكِ النفاذ، وبعضها الآخر إما قد قامت إدارة السجون بمصادرتها، أو خلطها مع بعضها البعض حتى تُصبح غير قابلة للأكل.

"قلقٌ على مصير الأسرى"..

ومنذ بدء العدوان على غزّة، شنّت سلطات الاحتلال حملات اعتقال يوميّة، طالت أكثر من 680 أسيرًا حتى (17 أكتوبر)، من كافة الفئات والأعمار، وتصفُ "سراحنة" ذلك بـ "الكارثة".

وتشرح: "أُبلغ المحامون الذين يترافعون عن المعتقلين أمام المحاكم العسكرية بتفعيل المادة (33) من الأمر العسكري رقم (1651)؛ والتي تنصّ على إجراءات الاعتقال "في حملةٍ عسكرية لمواجهة الإرهاب"، وتُتيح اعتقال الشخص لمدة 8 أيام قبل عرضه على المحكمة بدلاً من 96 ساعة، ويكون ممنوع تلقائيًا من لقاء محاميه لمدة يومين".

وتنوّه "سراحنة" إلى الصعوبات البالغة التي يواجهها المحامون في معرفة مكان احتجازِ المعتقل، التي قد تستغرق أكثر من 48 ساعة، إضافةً إلى القيود والمعوّقات التي يواجهونها داخل المحاكم، فيما يتعلّق بالأمور الإجرائية والتعامل معهم، والصعوبات في زيارة السّجون.

وتُشدّد على حجم التخوّفات الكبير على حياة ومصير الأسرى، لدى المؤسسات وعائلاتهم؛ في ظل المعلومات التي تصل بصعوبةٍ بالغة بسبب وقف زيارات المحامين والزيارات العائلية.

وتزيد أن "رسالة الأسرى تُؤكّدعلى أهمية الصبر والصمود وضبط النفس داخل السجون وخارجها؛ حتى لا يكون هناك فرصةً لإدارة السجون للانقضاض عليهم أكثر مما هو قائم"، لافتةً أنّ هذه المرحلة أعادت كلّ المسارات التي يجب أن تُعاد في قضية الأسرى، منها المُطالبة بتحريرهم.

وتختتم "سراحنة" حديثها، مطالبةً باسم مؤسسات الأسرى، كلّ من هو مُلزم بالتدخل من أجل الحفاظ على حقوق الأسرى، ووقف العدوان الشامل عليهم، وعلى أبناء شعبنا بالعموم.

أملٌ بالحريّة القريبة..

وفي ظل هذه الإجراءات، يعيشُ أهالي الأسرى حالةً من الخوف والقلق والترقّب، على حياة ومصير أبنائهم وبناتهم المحتجزين في زنازين تفتقرُ لأدنى مقومات الحياة، تزامنًامع حرمانهم من الزيارات والاتصالات، التي تُطفئ النّار المشتعلة في قلوبهم.

هذا الحال تعيشه والدة الأسيرة المقدسية مرح باكير، التي تمّ عزلها منذ اليوم الأول لـ "طوفان الأقصى"، بطريقةٍ وحشية وقمعية، إلى سجن "الجلمة"، في زنزانةٍ صغيرةٍ، مُتّسخة، لا يدخلُ إليها الضوء، ومراقبة بالكاميرات كلّ الوقت.

تقول "باكير" لـ "وكالة سند للأنباء"، إنّ "الأسرى والأسيرات يعيشون لحظاتٍ عصيبة، في ظل حرمانهم من الزيارات، وعدم وجودِ أيّ مساعدةٍ حقيقية من المؤسسات الدولية المُختصّة".

وتُبيّن أنّه كان من المفترض أن يتوجّهون لزيارة "مرح" خلال الأسبوع الماضي، لكنّ إدارة السجون ألغت كافة الزيارات، وحرمتهم من الاطمئنان على ابنتهم بأيّ طريقةٍ كانت، لافتةً أنّ الزيارة الأخيرة لها كانت منذُ ثلاثة أسابيع.

وتضيف: "الأسرى يستمعون لما يحدث خارج السجون من أخبار بصعوبةٍ بالغة عبر الراديو؛ بعد حرمانهم من كافة الأدوات الكهربائية، وشنّ إجراءاتٍ عقابية وقمعية بحقهم".

وتختتمُ بصوتٍ يشوبه الألم والأمل معًا: "بالبداية، كانت قلوبنا تشتعل كالنّار على أولادنا وبناتنا، ولكن عندما رأينا ما يحدث في غزّة، شعرنا بالنعمة الكبيرة أنّهم ما زالوا على قيدِ الحياة، وشعرنا بأملِ الحريّة القريبة عبر صفقة تبادل".

وكان رئيس حركة "حماس" بالخارج، خالد مشعل، قد قال في حديث متلفز، الاثنين الماضي، إن المقاومة لديها ما يكفي للتبادل وإخراج الأسرى.