لطالما اقتصرت سباقات مركبات الدفع الرباعي على الشباب فقط، والتي باتت تشهد في السنوات الأخيرة رواجاً واسعاً في الأراضي الفلسطينية من خلال المشاركة في سباقات محلية، وعربية لتشهد مؤخراً أول مشاركة نسوية لفتيات فلسطينيات في هذه النوع من السباقات.

هالة ناصر من بيت لحم، وإلهام زيدان من القدس، قادهما شغفهما لتكونا أول مشاركتين في سباق مركبات الدفع الرباعي، رغم كل ما يحتاجه السباق من إمكانيات، وقدرات كبيرة في القيادة والتحكم، واجتياز العقبات، وبعض المخاطر التي قد تواجه المتسابقين.

وتقول هالة ناصر (26 عاماً) لـ"وكالة سند للأنباء"، أن حبها لهذه الرياضة نابعاً من اهتمام والدها في هذا المجال، ونتيجة مرافقتها له خلال تنظيمه للسباقات في بيت لحم.

 وشاركت ناصر في نهائي سباق التحدي والإثارة لسيارات الدفع الرباعي، الذي نظم الجمعة في منطقة البالوع برام الله، وبمشاركة 31 لاعباً أخر.

وعبرت عن فخرها، كونها تمثل أول مشاركة نسوية في تاريخ هذه السباقات في الأراضي الفلسطينية، والتي جاءت بدعم من والدها وعائلتها، والقائمين على الاتحاد.

مخاطرة وشغف

ولا تخفي ناصر في حديثها عن تجربتها الأولى في هذا السباق، بما يكتنفه جانب من المخاطرة وكونه غير مقبول بشكل كبير للنساء، لكن ثقتها الكبيرة في نفسها وشغفها بالمشاركة دفع بها لاقتحام هذا المجال، الذي كانت المشاركة به محصورة على الرجال.

 ورغم وجود الكثير من المخاوف، إلا أن الدخول بثبات والأداء الجيد الذي قدمته مع زميلتها الهام زيدان، مكنها من التفوق على عدد من المشاركين الشبان، ممن لم يتمكنوا من الوصول الى نهاية السباق.

وتسعى الشابة هالة ناصر، لتطوير أدائها ومهارتها لتتمكن من المشاركة في سباقات أخرى محلية ودولية، وتدعو الفتيات للحذو حذوها وخوض غمار هذه التجربة الشيقة.

رئيس الاتحاد الفلسطيني لرياضة السيارات والدراجات النارية والهوائية، عبد الله الشعراوي، ثمن المشاركة النسوية في سباق مركبات الدفع الرباعي من خلال تكريم الفتاتين المشاركتين في السباق كأول مشاركة نسوية في تاريخ سباقات الدفع الرباعي.

ويوضح الشعراوي، في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أن الجولة النهائية من سباق التحدي للدفع الرباعي تمت بمشاركة 33 متسابقاً في رام الله، في حين تم تنظيم الجولة الأولى في نابلس بداية العام الحالي.

وحاز المتسابق عدنان مرمش، من مدينة بئر السبع بالداخل المحتل، على المركز الأول في نهائي السباق، والذي شهد مشاركة من الداخل المحتل والقدس، والضفة الغربية.

تجهيزات نوعية

ولفت الشعراوي، إلى أن مسار سباق التحدي تم تجهيزه بشكل يلائم مسارات السباقات الدولية، من خلال عوائق مائية، وحواجز من الحجارة والأتربة والإطارات، ولا بد من توفر المهارة والتروي لدى المتسابق بالتحكم بالمركبة للوصول إلى خط النهاية في أقل وقت حتى يفوز.

 وحول أبرز العوائق التي تواجه الاتحاد والفريق، يؤكد الشعراوي أن العائق يتمثل في التكلفة العالية لهذه الرياضة فالمتسابق يتحمل تكاليف المشاركة بتجهيز المركبة، وصيانتها للمشاركة في السباقات.

ومن المقرر أن يشارك الأسبوع القادم فريق فلسطيني من سباق الدفع الرباعي، للمرة الثانية في سباق "الباحة الدولي"، والذي ينظم في عمان من قبل الاتحاد الدولي للسيارات، والذي سبق له أن حقق مراكز متقدمة فيه.

ويضم فريق الدفع الرباعي، 200 متسابق وينظم الاتحاد نشاطات رياضية وترفيهية ومسارات لمناطق سياحية يصعب الوصول إليها بالمركبات العادية.

وأوضح الشعراوي أنه على الفريق أن يجند كافة امكانيات فريقه ضمن طواقم الدفاع المدني في حالات الطوارئ، وإغلاق الطرق والأحوال الجوية السيئة، وحالات البحث عن مفقودين.