الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

غزة ومعادلة "الترانسفير".. هل يتبخر الحلم الإسرائيلي؟

حجم الخط
نزوح.jpg
رام الله- وكالة سند للأنباء

رغم توقيعها عدة اتفاقيات سلام مع دول عربية، وامتلاكها أسلحة هي الأحدث في المنطقة، إضافة لدعم الدولي تتصدره الولايات المتحدة الأمريكية، ظلّت إسرائيل مرعوبة من الخطر الديمغرافي الذي يمثّله الوجود الفلسطيني في الضفة وغزة والداخل المحتل.

وللتخلص من هذا التهديد والخطر الوجودي، بقي خيار تهجير الفلسطيني أو نزوحه، حاضراً على قائمة المخططات الإسرائيلية، تُعلن عنه حيناً وتبقيه حبيس الأدراج أحيانًا أخرى.

ومؤخراً، عاد هذا الخيار للطرح مجدداً بعد الضربة التي تلقّاها الاحتلال صبيحة السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي، لكنه بدا يتبدد مع ثبات مواطني شمال قطاع غزة فوق أرضهم، ورفض دول الجوار، مصر والأردن للتهجير.

الموقف الأردني الرافض لتهجير الفلسطينيين، أكده وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال قمة حوار المنامة الأمني في البحرين، اليوم السبت، حين قال: "لن نسمح أبدا بحدوث ذلك، إنه جريمة حرب وسيكون تهديدا مباشرا لأمننا القومي".

كما أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي مجدداً، خلال استقباله رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، اليوم السبت، على "رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين، سواء بالنزوح داخلياً أو بالتهجير خارج أراضيهم، لاسيما إلى الأراضي المصرية في سيناء".

ثلاثية التهجير والمجاوز والتبعية

الكاتب والمحلل السياسي سري سمور، يشير إلى أن "دولة الاحتلال قامت منذ نشأتها عام 48 على ثلاثية التهجير والمجازر والتبعية لدولة كبرى، بريطانيا بالأمس وأمريكا اليوم"

ويتابع:"تقوم مخططات الاحتلال الاستراتيجية على فكرة الحفاظ على دولة لليهود فقط دون أن يزاحمهم آخرون سواء كانوا عرباً أو مسيحيين، وهي ترى في التهجير وسيلة ناجعة لتحقيق ذلك".

ويوضح في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "عندما أصبح فلسطينيو 48 مجتمعاً وكتلة ديمغرافية وازنة شهدنا كيف سعى الاحتلال لتفتيتهم من خلال عدة أساليب كجرائم القتل والتضييق والتميز العنصري".

ويردف: "طوال العقود الماضية لم تُسقط الحركة الصهيونية فكرة التهجير، ولتحقيق ذلك مارست عدة طرق منها التهجير الطوعي القائم على الإغراء وشراء العقارات بمبالغ خيالية، إضافة للتهجير الجزئي كالذي رأيناه في مناطق مثل الخان الأحمر ومسافر يطا والأغوار وبعض الأحياء في القدس".

ويشير "ضيف سند" إلى أن كل إجراءات الاحتلال خاصة في المناطق المصنفة C كهدم المنازل ومصادرة الأراضي ومنع البناء، تهدف للتضييق على الناس وإجبارهم على الهجرة سواء داخل أو خارج فلسطين.

ويكمل: "أما تهجير الفلسطينيين بأعداد كبيرة كالذي رأيناه في النكبة والنكسة بعد تنفيذ المجازر، فهذا الخيار لا يزال مطروحاً، حيث شاهدنا كيف سعى الاحتلال بداية الحرب الحالية لتهجير أعداد كبيرة من سكان غزة إلى سيناء المصرية".

بين التكتيك والاستراتيجية

ويرى "سمور"، أن فكرة تهجير الفلسطيني واقتلاعه من أرضه، قد تكون تراجعت إسرائيلياً بالمنظور التكتيكي القريب، لكنها ظلت حاضرة طوال الوقت على المستوى الاستراتيجي البعيد، وفق قوله.

ويردف: "إذا وقعت حرب إقليمية، فليس من المستبعد أن يطرد الاحتلال فلسطيني 48 إلى مناطق في الضفة، وأن يفعل ذات الشيء مع مواطني الضفة بطردهم إلى الأردن أو إلى أي دولة أخرى، بحجة أنهم يشكلون خطراً وجودياً عليه وليتفرغ للعدو الخارجي".

اتفاق إسرائيلي على المبدأ..

من ناحيته، يرى رئيس قسم الدراسات في دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، سعيد سلامة، أن تهجير الفلسطيني أصبح جزءاً من ثقافة وبرامج الأحزاب الإسرائيلية سواء كانت يمينية أو متطرفة".

ويقول لـ "وكالة سند للأنباء": "قد يختلف قادة الاحتلال على توقيت وشكل التهجير، لكنهم يتفقون جميعاً على الفكرة والمبدأ".

ووفقاً لـ "سلامة"، فإن مخططات التهجير الإسرائيلية تتطلب جهداً فلسطيناً موازياً يشمل التوجه لمجلس الأمن والمجتمع الدولي لإصدار قرارات استباقية تُجرّم تهجير الفلسطيني من أرضه.

ويثنى ضيفنا، على الموقفين الأردني والمصري الرافض لتهجير الفلسطينيين، مستدركاً:"لكن ذلك غير كافٍ، فالمطلوب تثبيت الفلسطيني في أرض ودعم صموده بالأفعال لا بالأقوال وبيانات الشجب والاستنكار".

ويوضح: "يعتقد الاحتلال أن الفلسطيني المتواجد فوق أرضه يشكل عائقاً أمام خططه الاستيطانية التوسعية، لذلك لا بد من إزاحة هذا العائق سواء بالطرق المباشرة أو غير المباشرة، فإسرائيل دولة إحلالية كانت كذلك منذ العام 1948 ولا تزال".

وخلال العقود الماضية، مارست إسرائيل الإبعاد كأحد الأساليب العقابية ضد الفلسطيني المقاوم الرافض للاحتلال، فعلمت على إبعاد مئات الناشطين خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 خارج فلسطيني، كما أبعدت أكثر من 400 فلسطيني إلى جنوب لبنان عام 1992.

وخلال انتفاضة الأقصى عام 2002 أبعدت دولة الاحتلال عشرات النشطاء الذي تحصنوا في كنيسة المهد في بيت لحم إلى عدد من الدول الأوربية.

ويُعتبر الوزير الإسرائيلي السابق "رحبعام زئيفي" الذي قُتل على يد المقاومة الفلسطينية عام 2001 صاحب نظرية " الترانسفير" التي تدعو لطرد الفلسطينيين من أراضيهم ونقلهم بأعداد كبيرة إلى الدول العربية المجاورة، تلك النظرية التي أصبح لها مؤيدون كثر داخل دولة الاحتلال.