الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

رغم المخاطر الصحية والبيئية ..

بالفيديو زيت الطهي .. بديل الوقود للسيارات بغزة

حجم الخط
سائقو-الأجرة-في-غزّة.webp
غزة - وكالة سند للأنباء

يتقن الفلسطينيون إيجاد البدائل لمواجهة تداعيات العدوان والحصار المستمر منذ 43 يومًا على قطاع غزة؛ لضمان استمرارية الحياة وتلبية متطلباتها، مع انعدام شبه تام لكل الاحتياجات الضرورية.

ودفع نفاد الوقود من القطاع، سائقي السيارات إلى استبدال السولار بزيت الطهي لتشغيل سيارتهم من أجل مواصلة الحياة في القطاع الذي يعاني من سيل من الأزمات المتعددة جراء تشديد الحصار عليه، وهي المرة الثانية التي يضطرون فيها لهذه الحالة منذ عام 2008.

ولجأ السائق سليمان القاضي من رفح إلى استخدام زيت الطهي لتشغيل سيارته حتى يتمكن من مواصلة عمله وجني بعض المال لتوفير احتياجات عائلته النازحة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

ويقول القاضي وهو أب لتسعة أطفال لـ"وكالة سند للأنباء": إن "ظروف الحرب والحصار فاقمت ظروف عائلتي، ولذلك أفعل كل ما بوسعي من أجل كسب لقمة العيش".

والقاضي يعمل سائقا منذ ربع قرن من الزمن ويشير إلى أنه استخدم زيت الطهي في تشغيل مركبته إبان تشديد الحصار الإسرائيلي على غزة أيضا في العام 2008.

وعن ذلك يقول "عندما يخنقنا الاحتلال نعمل على توفير البديل خصوصا أننا نصرف ما نحصل عليه بشكل يومي إضافة إلى ارتفاع الأسعار منذ اندلاع الحرب".

ويضيف "لا أحد يساعدنا الأونروا والمؤسسات الدولية المانحة ما توفره لأسرتي لا يكفيها إلا لوجبة واحدة في اليوم".

ويشتري القاضي 3 لترات من زيت الطعام بأربعين شيكلا (10 دولارات أمريكي)، ويقول إنه يستهلك في اليوم الواحد 15 لترا تقريبا.

ويشير إلى أنه يوصل الناس داخل المدينة ويراعي في كثير من الأحيان أوضاع الناس ومع نهاية اليوم يتحصل على 70 أو 80 شيكلا على الأكثر أي ما يعادل 20 دولارا أمريكيا.

ويتابع "رغم أن زيت الطهي يساعدنا حاليا على الوقوف على أقدامنا وسط هذه الظروف الصعبة إلا أن أضراره وخيمة على مولدات السيارات وصحة الناس بشكل عام".

يذكر أن هناك مئات آلاف الأسر التي لم تصلها أي مساعدات من أي جهة حتى الآن كونها تقيم في منازلها، أو نزحت إلى منازل أقارب ومعارف، في وقت نفدت فيه البضائع من الأسواق تقريبًا بعد 43 يومًا على بدء العدوان والحصار المشدد.

عجز أونروا

الحال ذاته يعيشه سعيد المنيراوي، سائق من مخيم جباليا في شم القطاع، بعد نزوحه إلى خان يونس جنوب القطاع.

وقال المنيراوي الذي يميل أسره مكونة من تسعة أفراد بينهم والداه المسنان إنه بدأ استخدام زيت الطعام بعد خلطة بمادة التنر- إحدى المشتقات المستخدمة في طلاء جدران المنازل- من أجل تشغيل مركبته لكسب لقمة العيش لأطفاله.

وتعيش عائلة المنيراوي في خيمة شيدها في قطعة أرض فارغة بجانب أحد مقار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا في ظل عجز الوكالة الدولية عن إيجاد حجرة داخل مركز الإيواء لعائلته وفق ما يقول.

وقطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الكهرباء والغذاء والدواء والوقود عن قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ومنذ ذلك الحين يضطر السكان إلى ركوب العربات التي تجرها حيوانات مثل الحمير والأحصنة في التنقل داخل المدن.

غازات سامة

وفي جنوب وادي غزة، تنتشر رائحة غاز الطهي والبارود في الشوارع.

ويشتكي البائعون والكثير من السكان من الغازات المنبعثة من السيارات التي تقل السكان داخل المدن وبعضهم يرتدون الكمامات من أجل تفادي الإصابة بالأمراض.

وقالت تهاني سلمن -وهي نازحة من غزة وتقيم في مركز إيواء وسط رفح-: إن جميع أفراد عائلتها يرتدون الكمامات عند خروجهم من مركز الإيواء والآن يواصلون ارتداءها حتى أثناء النوم من شدة انبعاث الغازات ورائحة البارود التي لا تتوقف.

وأضافت أن ادعاء جيش احتلال بأن مناطق جنوب وادي غزة آمنة للنازحين هي "كذبة كبيرة"، مشيرة إلى أن القصف في رفح وخان يونس ووسط القطاع لا يتوقف وأحيانا تغطي سحب الدخان سماء مدرسة الإيواء التي يقيمون فيها منذ أسبوعين.

وتوضح سلمن التي نزحت في البداية في مخيم دير البلح وسط القطاع لدى أقربائها أن عائلتها عاشت لحظت رعب حقيقية هناك جراء القصف المتواصل المخيم.

وتشير إلى أنها قررت النزوح إلى رفح بعد أن أصابت إحدى الغارات المنزل المجاور لأقربائها مطلع الشهر الجاري.

انتشار الأوبئة والأمراض

وقال البائع محمد رضوان لـ"وكالة سند للأنباء": إنه يبيع زيت الطعام للناس لكن السائقين هم أكثر فئة تستهلكه في هذه الأيام".

وأضاف" في بعض الأحيان أرفض بيع أكثر من جالون للشخص الواحد وذلك للحفاظ على الزيت من أجل توفيره للأسر التي تحتاجه إلى الطهي ".

ولليوم الثالث والأربعين، يتعرض سكان قطاع غزة لحرب غير مسبوقة أسفرت عن استشهاد حوالي 13 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.

وتقول وزارة الصحة في غزة: إن انتشار الأوبئة والأمراض في الجهاز التنفسي بين السكان في قطاع غزة في تصاعد مستمر.

وحذر طبيب الأمراض الصدرية إحسان الشاعر من خطورة الغازات المنبعثة من السيارات والتي تحدثها الغارات الإسرائيلية على صحة السكان خصوصا الأطفال وكبار السن.

وقال الشاعر لـ"وكالة سند للأنباء" إن عشرات الحالات تصل يوميا إلى مستشفى النجار في رفح وجميعها تعاني من ضيق في التنفس وإعياء وارتفاع في درجات الحرارة نتيجة استنشاقها تلك الغازات لفترات طويلة.

وأضاف أن "الأضرار الصحية التي تسببها انبعاثات الغازات من السيارات أثناء السير ورائحة البارود الناتجة عن القصف تسببان الأمراض الصدرية والربو وحتى السرطان ".

وحذرت منظمات فلسطينية وأممية عاملة في القطاع من تفشي المجاعة بسبب نفاد السلع والمواد الغذائية من الأسواق في القطاع، وتفشي الأوبئة والأمراض بسبب التكدس والازدحام الذي يعيش فيه النازحون وسط أوضاع حياتية صعبة.

وسمحت سلطات الاحتلال نهاية الأسبوع الماضي بدخول أول شاحنة محملة بالوقود عبر معبر رفح مع مصر لصالح وكالة الأونروا.

لكن الأونروا قالت إن كميات الوقود المصرح بدخولها تكفي لتغطية 9 بالمئة من احتياجاتها اليومية.

وأمس الجمعة، وافق ما يسمى المجلس الوزاري الإسرائيلي بإدخال شاحنتي وقود بسعة 60 ألف لتر يوميا إلى غزة تسلم إلى الأونروا فقط.

وقبل اندلاع الحرب على غزة، كان استهلاك الفلسطينيين للوقود في قطاع غزة يتراوح بين 450 إلى 500 ألف لتر يوميا وفق بيانات الهيئة العامة للبترول في غزة.